رأي

التهمة كاتب..

 

قضية خوف الكاتب ليست أمر يقتصر على بطش الأجهزة الأمنية فقط فهناك الخوف من المجتمع وتكويناته وقضاياه فهي تشكل سطوة أخرى، يصاحبها الخوف من التعرض للقضايا الدينية حسب واختلاف المذاهب والمعتقدات فالخلط بين ماهو ديني وعرفي مشكلة أخرى يلجأ البعض بسببها غالباً إلى استخدام مصطلحات فضفاضة للإفلات من عواقب الاتهام.
(صحفيون خلف أسماء مستعارة.. لا لكتم الصوت) أحد إصدارات معهد الجزيرة للإعلام في طبعته الأولى للعام 2020 ، يوثق شهادة عدد من الصحفيين حول مايجري من قمع لحرية الممارسة الصحفية، تتعدد أنواع القمع الذي يتعدى حدود السلطة الحاكمة ، والمثير أن أصحاب هذه الروايات التي نُقلت من عدة بلدان كلهم تخفوا خلف أسماء مستعارة بسبب عواقب ممارسة الكتابة.
لاتقتصر الرقابة على الدولة فقط فكما يقول المثل الفرنسي (لك حرية أن تكتب ماشئت شريطة ألا تزعج المعلنين).. حتى في الصحافة الحرة يكون المال سلطان آخر، فبحسب الفيلسوف الألماني “أوزاوالد شبينغلر” (الطباعة والبارود شقيقان توأمان)، ليصبح الانسلاخ من الأسماء الحقيقية للخلاص من كل القوانين المكتوبة والعرفية خيارا آخر، إذ غالبا ماتشكل سطوة المجتمع عقبة أخرى..
الأمر ليس بالجديد يقال إن “عبدالله ابن المقفع” اتخذ أسلوب استنطاق الحيوانات ليتكلم عن فساد الحكام وظلم الرعية ، واستمر الأسلوب ليأخذ شكل الكتابة تحت أسماء مستعارة هربا من بطش الأجهزة الأمنية بمختلف أنواعها، في ستينيات القرن الماضي كتب “غسان كنفاني” في بدايته الصحفية تحت اسم مستعار وكني نفسه “أبوالعز” وبمجرد أن فضل الظهور باسمه الحقيقي كما ظهرت روايته “رجال في الشمس” ذات الانتشار الواسع حينها ليتحول جسده إلى أشلاء في صبيحة أحد أيام شهر يوليو بسبب قنبلة عمياء..
في مجال الصحافة تظل الملاحقة مستمرة رغم تغير أساليب الممارسة الإعلامية، مطاردة من الأمن وحتى المجتمع أوالصحافة نفسها في زمن الأنظمة التي تستند إلى ترسانة قانونية معادية للحرية وقادرة على تكييف التهم بعيداً عن قوانين الصحافة ، وعلى هذا النحو يسجن الصحفيون دون محاكمة لمجرد أنهم تجرؤوا على انتقاد أداء الزعماء السياسيين.. لتكون بلاد المهجر سبيلا آخر.
سجل الاتهام بسبب ممارسة التعبير عن الرأي أو انتقاد ممارسات الحكومة أو سطوة المجتمع بمختلف أشكاله ليست بالأمر الجديد أو المحدود فقوائم من طالتهم تُهم بسبب الكتابة طويلة ومفتوحة حتى في بلدان الحرية والتعددية، فكما للحرية حدود ومسؤوليات أيضاً الاتهام بسبب التعبير عن الآراء يجب أن يكون له نص صريح يجعل الكل مسؤول.

امال الشراد

آمال محمد عبد الرحيم الورفلي/ صحافية / مدير تحرير الموقع الالكتروني لصحيفة فبراير متحصلة على :- - ليسانس في الإعلام من جامعة قاريونس سنة 1997 م - دبلوم دراسات عليا قسم الإعلام من مدرسة الإعلام والفنون بالأكاديمية الليبية .. - تعمل على إنجاز رسالة علمية لنيل درجة (الماجستير) في الصحافة . - عملت مدير تحرير للموقع الالكتروني لصحيفة فبراير بهيئة دعم وتشجيع الصحافة - عملت مدير لمكتب لجنة الإعلام والثقافة والمجتمع المدني بالمؤتمر الوطني العام من 2012 الي 2016. - عملت محررة في هيئة دعم وتشجيع الصحافة ( صحيفة فبراير) .بعد 2011 م . - عملت محررة في الهيئة العامة للصحافة من 1998 الي 2011 م. ـ عملت كباحثة وإدارية في مركز البحوث والتوثيق الإعلامي والثقافي 1997م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى