رأي

بانتو النفط !

 

 

خالد الهنشيري

ذكرني الخوض الاخير في ملف النفط الليبي, بوقائع البنانتووي وهي مفردة ينسبب اشتقاقها  إلى ماعرف من ممارسات تاريخ الاستعمار السييء الذكر في  القرن التاسع عشر, على غرار مافعله الفرنسيون في عدد من البلدان التي استعمروها, «البانتو» هي مجموعة كبيرة من الشعوب الزنجية في أفريقيا الاستوائية , عمد الاستعمار في أفريقيا إلى استخدام رؤساء محليين للنيابة عنه في حكم الشعوب المحتلة..

كما مارس الفرنسيون ذات الأسلوب في الجزائر, حيث كانوا يضعون السكان المحليين الراغبين في المعرفة في قراهم تحت امراة رؤسائهم المحلين , وقد فعل ذلك أيضا البريطانيون في غرب أفريقيا فيما يسمى الحكم الغير مباشر , حيث كانوا يعثرون على الأهالي المحليين ذوي المواصفات المطلوبة ليقوموا بدورهم في حكم مواطنيهم الجامحين وصعبي المراس , بينما تظل أنت بوصفك قوة احتلال محتفظا بالسلطة الحقيقة .

وفي جنوب أفريقيا كانت الفكرة أن يوضع السود في محميات حيث يمكن لهم أن يحصلوا على بعض خصائص السلطة لكن دونما امتيازات سلطة حقيقية فهم لم يكونوا يسيطرون على الأرض ولاعلى المياه بينما يسيطر بعض البيض على المداخل والمخارج هذا النموذج أقرب ما يكون لما تناقلته وسائل الإعلام حول مستقبل النفط الليبي في التسويات القادمة ليكون ضمن تسويات تلك البانتوات.!

هذا الاستحضار السريع لوقائع بعيدة قريبة جرت في أكثر من دولة خلال حقبة الاستعمار بأسلوب احتلال الأرض قبل ترسيم الحدود بواقعة سايكس بيكو , رغم أن لغة الاستعمار تغيرت لتتجاوز مرحلة احتلال الدول أخذت أشكالاً جديدة ولايزال الاقتصاد هو محورها الأول والأخير , وزادت حدته وتسارعت وثيرته بعد أزمة عام 2008 لتفتتح بذلك ممارسات جديدة نحو ذات الهدف وإن تعددت الوسائل تظل الأهداف واحدة ربما البانتو وإن تعددت مواطنه  وأشكال ممارساته يظل جزء من التاريخ الذي يعيد نفسه حسب مارسم في أذهاننا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى