الاولىالرئيسيةفنون

 رحلة مـنشد في سماء المالوف

 

سالم عبيد :

في لمسة الوفاء هذه نتحدث عن قامة فنية وهو المنشد الراحل سالم صالح عبيد الذي  أبدع بصوته الشجي في أدائه الغنائي مع فرقة المألوف والموشحات الاندلسية مع الفنان الراحل حسن عريبي لقد بدأت انطلاقته الفنية عام 1975 من خلال نقابة الفنانين وكان أحد أعضائها المؤسسين للفرقة بصفته  منشداً  ضمن أعظائها حيث بدأت مشاركاته عبر إحياء الاحتفالات الوطنية  في معظم مدن ليبيا

وقد كان فناننا الراحل سالم عبيد سجل مع الفرقة ألبومها الغنائي الأول الذي قام بتهذيب بعض الأغاني الموشحات ونوبات المألوف قائد الفرقة الفنان القدير الراحل حسن عريبي وتم توزيع هذا الألبوم في كل ربوع ليبيا الحبيبة ووصل صداه إلى خارج الحدود

حيث تم تسجيل النوبات والموشحات من قبل المرحوم حسن عريبي وجميع أعضاء الفرقة بما فيهم الراحل المنشد سالم عبيد وكان التسجيل على اقراص وذلك في استوديو مجمع الفتح الثقافي وبعد ذلك انتهت عملية التسجيل بجمهورية مصر العربية وقد تضمن الالبوم اثني عشر شريط كاسيت إلى جانب صدور كتيب مصغر يحمل عنوان ..(المقتطفات من فنون المألوف الموشحات) ….

وكانت هذه الطبعة الاولى لإنتاج الفرقة وهذا الكتيب يشتمل على النصوص الادبية لنوبات المألوف والموشحات والوصلات الموشحات التي منها قصيدة المنفرجة وهذه القصيدة من الموشحات الليبية بعنوان (الهوي العذري) من تلحين وأداء الراحل حسن عريبي و يقول مطلعها :

 الهوى العُذري فتني

   ليس ليَّ فيه مُعِين

 يارفاقي ساعدوني

              فالهوي داءٌ دفين

يافتان يا مصان

              اذبت منا القلوب وهنا

كما شارك فناننا الراحل سالم مع الفرقة في المهرجانات المحلية والعربية والدولية حيث حققت فرقة المألوف بقيادة المرحوم حسن عريبي والمنشدين النجاحات الباهرة لما تتميز به  من صدق في الاداء الفني الملتزم  بأصول الالحان العربية وأيضا كان لها دورا هاما في إحياء عديد المناسبات والأعياد القومية داخل وخارج ليبيا ….

وفي أحد اللقاءات الفنية التي اجريت مع المنشد (سالم) رحمه الله قال عن الفرقة :

إن فرقة المألوف والموشحات بحمد لله وفضله حققت النجاح تلو النجاح والتوفيق لما تحمله من فن راق ومضمون في كلماته وألحانه حيث كانت في التراتيب المتقدمة دائماً…

وظل الراحل سالم عبيد يواكب مع الفرقة كل المساهمات الفنية ومنها سلسة من الاحتفالات بلبنان إبان الحرب الاهلية بعام 1981 وأيضا كان لهذه الفرقة شرف قبول الدعوات بالمشاركة في مهرجان التستور الذي يقام سنويا في الشقيقة تونس وكان التميز حليفها في كل مشاركتها في المهرجانات التي أقيمت حينها بالجزائر والمغرب وكذلك مشاركتها في عرضها على مسرح المركز الثقافي لدار الاوبرا المصرية بالقاهر عام 1991 …..

ويعد المنشد سالم عبيد من المنشدين البارزين في الفرقة فقدكان حريصاً على حضوره لمقر الفرقة مبكراً  وكان رحمه الله  سريع الحفظ لأي موشح ونوبة مألوف وقد شارك مع الفرقة في أكثر من  26 مشاركة، وكان يعشق كل القصائد التي تغنى بها سوى نوبات المألوف أو الموشحات ومن بين القصائد التي كان يعشقها قصيدة (المنفرجة) وهي تعد من الابتهالات الدينية الرائعة من كلمات ابن النحوي .. ولحنها الراحل حسن عربي رحمة الله عليه.

تقول كلماتها :

اشتدي أزمةُ تنفرجي ***

                 قد آذَنَ لَيلُكِ بالبَلَجِ

و ظلام الليل له سُرُجٌ ***

          حتى يغشاه أبو السُّرُج

و سحاب الخير له مطرٌ ***

 فإذا جاء الإبَّانُ تَجِي

وفوائد مولانا جُمَلٌ ***

                     لسُروج الأنفسِ و المُهَجِ

و لها أَرَجٌ مُحْيٍ أبدا ***

        فَاقْصِد مَحْيَا ذَاكَ الأرَجِ

فَلَرُبَّتَمَا فَاضَ المَحْيَا ***             بِبُحورِ المَوْجِ من اللُّجَجِ

والخلق جميعا في يده ***

     فَذَوُو سَعَةٍ و ذَوُو حَرَجِ

وقد امتدت مسيرة عطائه مع الفرقة حوالي 25 عاماً من الجد والعطاء من أجل اشباع شغفه بهذا اللون الجميل من ألوان الفنون الموسيقيه  وبعد انقطاع فرقة الفنان الراحل حسن عريبي التحق المنشد الراحل سالم بفرقة  (الشروق) التي كان من بين أعضائها لمدة 3 سنوات وشارك معها ايضا في عدة احتفالات فنية ثم انقطع تماما عن المجال الفني بسبب ظروفه الصحية ….

وبعدها ظل يمارسه حياته الاجتماعية بين اهله وأحبابه وأصدقائه من الوسط الفني ومن خارجه..

رحل فناننا المنشد سالم صالح عبيد بتاريخ 18 – -2 2017 م وهذا الفنان هو أبي الغالي واطلب من الجميع السماح لي ان اكتب عنه في كل اوان وفي كل حين فهو من حرص على تعليمي وشد من أزري لكي اقف وأكون صحيفة صاحبة قلم يكتب ويعبر عن حال الفنان ومن الطبيعي ان يكون تاج راسي ابي رحمة الله عليه من بين الفنانين الذين لي معهم للقاءات فنية  ربي يرحم  والدي و يتقبله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته (إنا لله وإنا اليه راجعون).

سلام الله عليك ايها الاب الحنون ارقد بسلام وربي يرحم كل موتاناوموتى المسلمين ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى