ثقافة

نقد: الآمال المقموعة في بعض قصص حسين بن قرين درمشاكي في المجموعة القصصية  (المرأة التي تزوجت الجني)

 

 

لكل شخص آمال عريضة وواسعة في حياته، وله أن يبني حياته لكي يصل الى هدف يرسمه فتتحقق الغاية النهائية التي رسمها في آماله تلك، وهو ما يصل إليها.

من ضمن تلك الآمال، هي التي يبنيها في حياته الاجتماعية، كالزواج من فتاة بعينها، لافتاة أخرى. ومنها الوصول الى من يحب برغبة صادقة، أو ليست صادقة، وغيرها من الآمال المعقودة من حالة واحدة، أو أكثر من حالة، كأن تكون إجتماعية، أو وطنية، أو ثقافية.

تضم المجموعة القصصية (المرأة التي تزوجت الجني) الصادرة من دار فنون للطباعة والنشر/2019، (27) قصة قصيرة، وجاءت المجموعة في 157 صفحة، إذا اعتبرنا الأقسام الخمسة لقصة “مذكرات مسافر” قصة واحدة، وأغلب نصوصها القصصية تزخر بتلك الآمال التي يبنيها البطل. وقد اخترنا عشرة نصوص من تلك النصوص التي تزخر بالآمال التي تنقطع لسبب كان سنبينه أثناء الدراسة.

القاص درمشاكي يمتلك قدرة سردية، ومهارة إبداعية متمكنة في هذا الفن السردي، وقد اعتمد في نصوص قصص هذه المجموعة على البساطة الابداعية التي طرحت أفكارا أصبحت على هامش بعض كتاب القصة القصيرة، فأهملوها، حيث تحمل الهدف الاخلاقي/الديني الواضح.

سندرس في هذه السطور ماهية الآمال المقموعة عند أبطال عشر نصوص قصصيه في المجموعة، تلك الآمال التي يمكن أن تتحقق لولا أسباب خارجة عن إرادة أبطالها فجعلتها مقموعة عندهم.

1 – علاقة حب = مفهوم العاطفة:

في نص قصة “شيء مما في القلب” نرى إنه في علاقة الحب بين بطلي القصة يقف مفهوم “العاطفة”، وجديتها، حاجزا بين حبه لها وعدم رغبة الفتاة بذلك الحب. تقول له في نهاية النص: (( يقفز إلى ذاكرتي ما قالته لي ذات مساء، بأنني عاطفي جدًا، جدًا، ولست أفهم حتى الآن، ما معنى أن يكون الإنسان عاطفيًا جدًا جدًا؟!؛ لأن الحب عندي لا يوهب بالتقسيط، وعاطفي أنا؛ لأنني أحببتها، وأحبها، وسأبقى أحبها، بمداد الحب كله، ولن أدخر لغيرها جزءًا من هذا الحب، ولن يبقى بالقلب حب بعدها. )).

2 -علاقة حب = فعل الام:

نص قصة “ظمأ الأعماق” يبدأ بالعبارة التالية: ((أحبها لدرجة لا توصف، حتى أيقن أنها صارت كل شيء بالنسبة إليه، وهبها ما امتلك من العواطف: حب، وعشق، ومال، وملذات، ووله، واحتراقات.)). وتنتهي بالعبارة التالية: ((ومهما يكن الأمر فقد ظهر “جهاد” قريبا من مسرح الأحداث مشاهدا، يشكر الله على كشف الحقائق من جهة، ومن جهة أخرى يجمد دماء القلب، عندما تهم بالتحرك لاستعادة لحظات الذكرى مرددا: لقد ماتت “دموع” ماتت إلى الأبد، أيها القلب: ما ضرها لو كانت اشترت السعادة الحقيقية بنقود الإخلاص والتضحية الحقة؟! ما ضرها؟!)).

في هذا النص تسقط “دموع” بأوحال الرذيلة. ونتسائل: من فعل الأسباب المؤدية لهذا السقوط؟ هل هي الأم؟ أم انها دموع نفسها؟ القصة تلمح الى ان الأم هي الفاعلة، ودموع ضحية لذلك. وهكذا يكون الأمل الذي بنى عليه جهاد، في حبه لها وأن تكون دموع له، مقطموعا بما فعلت الأم، ولا يكمل شوطه الى النهاية.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى