إستطلاعاتالاولىالرئيسيةليبيا

أرباح تجارة المولدات سبب الازمة أم إحدى نتائجها ؟

 

أضرار صحية ونفسية وبيئية ضريبة يدفعها المواطن

المولدات حلول مؤقتة … ثمنها فادح ..

. مصائب قوم عند قوم مولدات هل بوسعنا أن نقول غير ذلك أمام مجسم لمولد ؟

تلوث سمعي، وبيئي، وبصري، هذا هو العنوان الأفضل لحالة انتشار المولدات المنزلية، على نطاق واسع.

ولكن بماذا يمكن أن يستقوي المواطن على انقطاع الكهرباء لساعات طوال، في سياق برنامج طرح الجمال؟

ألم يصبح هذا المولد المثير للإزعاج، افضل صديق مع ضيق انقطاع التيار الكهربائي؟

 المشكلة ليست المولد فقط، والذي بات ضمن حاج مهمة وضرورية للبيت، بل وقود هذه المولدات، وكيف يمكن تدبر جالون مازوت يباع أعلى من سعره بعشرين مرة. واشتري مولد افضل ألف مرة من ان تلعن الظلام، أو تلعن الشركة العامة للكهرباء. متى نحتفل بالتخلص من اخر مولد؟ سؤال يحتاج إلى اجابة.

 

صيف لاهب ودعه الليبيون وهاهم يستقبلون شتاءا باردا، تملؤهم المخاوف كعادتهم منذ أن تسببت أزمة انقطاع الكهرباء بشعورهم بثقل هذه الفصول .

فبالرغم مما تشكله المولدات الكهربائية من عبء مادي يرهق ميزانيتهم – فهو يحتاج للصيانة و الوقود و قطع الغيار- لجأ الكثير من الليبيين إلى شرائها كمحاولة منهم لوضع حل لهذه المشكلة بعد فشل الحكومات في إيجاد حل لها خاصة في فترة الذروة (الشتوية والصيفية) .

الأسباب كثيرة، سرقة كابلات الجهد العالي احدها، قلة الصيانة والعمرة لمحطات التوليد سبب آخر، الحرب وضعف إمدادات الغاز أسباب كذلك، وأخيراً وليس أخراً توجد الطحالب البحرية و الرطوبة و خروج الوحدات بسبب درجات الحرارة، و أن تعددت فالنتيجة واحدة وهي ساعات طويلة بدون كهرباء .

بناءا عليه أصبحت تجارة المولدات الكهربائية في ليبيا ناجحة وتدر أرباحاً لا يستهان بها،كذلك ورش صيانتها، فاغلب المنازل يوجد فيها مولد للكهرباء، فهو لم يعد من الكماليات أو وجوده مظهر من مظاهر الترف بل أصبح واحدا من الأجهزة المهمة في المنزل ان لم يكن أهمها فهو المسؤول عن بقاء الأسرة في المنزل .

أخطار جسيمة

لا يدرك معظم المواطنين الأخطار الجسيمة التي تحدثها المولدات الكهربائية وهنا لا نلوم المواطن الذي أضحى مجبرا لوضع الحلول من أجل توفير الطاقة لبيته وتلبية احتياجاته العملية والعلمية واجبر البعض على إلغاء احتياجات أخرى لغرض شراء المولد بعد ما أغلقت كل أبواب الحلول وبعد ما فقد المواطن الثقة في المسؤولين لإنهاء أزمة من اكبر الأزمات في ليبيا حاولنا في هذا الاستطلاع جمع بعض الآراء العلمية من المختصين مع بعض الاجتهادات لأهم الدراسات والابحات والمواطنين .

 

منازلنا أصبحت أكثر تلوث

جمعية اكجسين لحماية البيئة:إحدى عضواتها قالت :

لا يخفى على احد ان الانبعاثات احد أهم أسباب التلوث البئيي، فخطورتها تكون مباشرة على صحة الإنسان، لان التلوث هذا مصدره البيت فهذا يعني انه بدل من ان تكون منازلنا أكثر أمانا أصبحت اشد خطورة وتلوث .

محمد الطاهر مذيع في الإذاعة الصحية من جهته قال :

للأسف لا نلوم المواطن، لان الضرورة هي من دفعته لشراء مولد، بسبب انقطاع الكهرباء لـ 18 ساعة يوميا .

 

التأثير الاجتماعي لاستخدام المولد

على الصعيد الاجتماعي سبب وجود المولد وتشغيله لساعات طويلة خلال النهار والليل العديد من المشاكل بين الجيران وتقول سالمة محمد :

وأنا عن نفسي لست منزعجة من مولد الجيران، فهو لم يمنعني من النوم أو العمل يمكن لأني تعودت عليه، لكن بعض الناس منزعجون من المولدات وتسببت في مشاكل مع جيرانها بسببه . فقط لأنه (ما عنداش مولد)، فلو امتلكت مولد لوجد العذر لجاره .

كذلك هناك من يشكي ويمتعض من صوت مولد جيرانه، و في نفس الوقت يقول «نبي نشري مولد» ! هذه الازدواجية هي حال نسبة كبيره من الليبيين .

ومن جهة أخرى قوى وجود المولد بعض العلاقات الاجتماعية فكثيراً ما نسمع أن جار أعطي سلك او كابل من المولد لجاره لكي يسكته، أو ابن وصل الكهرباء لمنزل أسرته .. الخ .

تقول المواطنة حليمة الغول :

اضطررت لبيع بعض مدخراتي الذهبية لاستطيع شراء مولد، فساعات طرح الأحمال وصلت لـ 12 ساعة لا نستطيع تحمل كل هذا الوقت بدون كهرباء خاصة في الصيف، كذلك الأجهزة الكهربائية بحاجه للكهرباء مثلنا تماما ً . من جهة أخرى اعتقد أن تجار المولدات استفادوا كثيرا من هذه الازمة أن يكونوا هم الرابح الوحيد .

نعيمة المملوك معلمة ومهتمة بالشأن البيئي من جهتها قالت : إن المولدات أضحت تسبب لنا أزعاجاً واضحا حتى أني اضطر إلى الطرق على أبواب الجيران لتخفيف حدة الصوت وحسب ما اعرفه أن الأصوات العالية تسبب الزهايمر وأمراض نفسية وعصبية ومشاكل مع الجيران في ظل انعدام القانون .

 

التأثيرات الصحية والبيئية لاستخدام المولد

لاستخدام المولدات في البيوت والأماكن الضيقة أثار صحية على الإنسان والحيوان فمخلفات عوادم وقود الديزل والبنزين لها اثار تظهر بعضها على المدى القصير و الطويل، يقول عنها الاستاذ صلاح بالخير :خبير بيئي :

أولا بالنسبة للتأثيرات البيئية هي / تأثر جودة الهواء بالملوثات الضارة الناتجة عن الحرق غير التام للوقود المستعمل في المولدات المنزلية وكذلك المولدات الكبيرة الأخرى، وحيث أن الوقود الاحفوري ( النفط ) غني بالعديد من المركبات الهيدروكربونية والمعادن ذات الطبيعية الكيميائية الخطيرة تسبب في العديد من الآثار المدمرة على البيئة ومكوناتها، فانبعاثات الغازات المعروفة بغازات الصوبة الزجاجية مثل أول وثاني أكسيد الكربون واكاسيد النيتروجين، والكبريت وغيرها تلعب دور مهم فيما يتعلق بظاهرة الاحتباس الحراري وكذلك في تكوين سحب من الدخان الناتج عن المركبات الهيدروكربونية العطرية بالإضافة إلى الدقائق الأخرى ذات الأثر الصحي الواضح على الإنسان والحيوان .

وبالتالي تولد تلك المركبات بشكل كبير ومستمر سيكون له تأثير سلبي على حياة المواطنين سواء في المدن الكبيرة أو حتى التجمعات الحضرية الصغيرة بالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بتعبئة الوقود في العبوات غير المخصصة لنقل هذه المواد القابلة للاشتعال فإن ذلك يعرض المواطنين حتما إلى حوادث الحرائق وكذلك يتلف الممتلكات العامة والخاصة ولاسيما محطات التزود بالوقود بالإضافة إلى الأثر البيئي الناتج عن سوء عمليات المناولة والنقل والتخزين الذي يعرض البيئة المحيطة إلى العديد من المشاكل والتي لا يسع المجال للخوض فيها الآن، والمواطن لا يلام بشكل كبير لأن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة وأجهزتها فهي التي يجب أن توفر إمدادات مستمرة من الطاقة وبالأسعار المعقولة بالإضافة إلى ضرورة الحرص على سلامة وصحة أفراد المجتمع .

وفي حال عدم قدرة الشركة العامة للكهرباء على ضمان توفير القدر المسموح به لدوران عجلة الاقتصاد على الحكومة أن تؤطر وتقنن عمليات استيراد هذه المولدات بما لا يتعارض مع القوانين البيئة وحماية المستهلك وبالتالي يمكن وضع اشتراطات ومواصفات فنية و بيئية تقف عند الحدود المسموح بها دوليا.

دور غائب لمؤسسات المجتمع المدني

كما أضاف قائلاً : على المجتمع المدني أن يتحرك لضمان حقوق المواطن في إيجاد بيئة صحية خالية من التلوث ومسبباته وعلى الحكومة أن تراهن على الشباب وعلى الانفتاح على العالم لكسب رهانات المستقبل نحو التنمية المستدامة والبيئة النظيفة وباستعمال الطاقات المتجددة.

بهذا الخصوص يقول الدكتور محمد الأحول دكتور صحة عامة : ألقت أزمة انقطاع الكهرباء بظلالها على مختلف جوانب الحياة هناك، الأمر الذي جعل المواطنين يبحثون عن بدائل أخرى لتسيير أمور حياتهم ومصالحهم اليومية، ووجد كثير من الناس ضالته في (المولدات الكهربائية )، وأخذوا يستخدمونها عشوائيا وبصورة كبيرة في المناطق السكانية والأسواق التجارية. استخدام المولدات هذه لا مفر منه فالناس بحاجة ماسة إلى التيار الكهربائي لمواصلة عمله ولتلبية حاجاته الأساسية، وفي الوقت نفسه فإن كثرة هذه المولدات بما تبعثه من غازات سامة وملوثة، أصبحت تسبب مشكلة كبيرة وخطيرة على البيئة وعلى صحة الناس هناك، بالإضافة لكونها ظاهرة مزعجة للغاية بسبب الأصوات المرتفعة للمولدات التي تنتشر في أنحاء البلاد.

يمكن القول أن تلوت الهواء هو وجود أي مواد صلبه أو سائلة أو غازية بالهواء بكميات تؤدي إلى أضرار حيوية أو فسيولوجية أو اقتصادية بالإنسان والحيوان والنباتات والآلات والمعدات، أو تؤثر سلباً في طبيعة الأشياء . تسبب في زيادة حالات الصداع والضعف العام والغيبوبة والتشنجات وحالات الإجهاض، و تآكل عظام الجسم، والتخلف العقلي لدى الأطفال وغيرها من الامراض،و تعتبر هذه المركـّبات مواد مسرطنة للإنسان. وكانت دراسة نشرت في عام 2011 – شارك في إعدادها أستاذة الكيمياء بالجامعة الأمريكية في (بيروت) أظهرت أن 93% من سكان العالم يتعرضون لملوثات خطيرة في الهواء، مثل ثاني أوكسيد النيتروجين، وبمعدل أعلى بنسبة 50%من الحدود التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية .. واعتبرتها آمنة، والتي خلصت أيضًا إلى أنَّ معدل الجسيمات المنتشرة في الجوّ يعادل ضعف المعدل الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، حيث تم قياس تأثير الانبعاثات الصادرة من المركبات و مولدات الديزل في التلوث على الصحة العامة والبيئية وهذه الملوثات عبارة عن مواد مسببة للسرطان والتشوهات.

ومن خلال بعض الدراسات عن تأثير الأصوات العالية على صحة الأفراد ومنها أصوات التي تحدثها المولدات وكيف تؤثر الضوضاء على الصحة العامة تستطيع تحديد تأثير الضوضاء على صحة الإنسان فينا يلي :-

1- الضوضاء و فقدان السمع :التأثير الأكثر وضوحاً للضوضاء هو فقدان السمع نتيجة شدة الضوضاء.

2 – الضوضاء وانخفاض القوة العقلية من الثابت أن الضوضاء الشديدة يقلل من نتائج التعلم و الأداء المعرفي لدى الأطفال. فإن قدرة الأطفال على القراءة و الذاكرة و أداء الإاختبار القياسي ستكون أقل مقارنة بالأطفال غير المعرضين للضوضاء في المدرسة.

3 – الضوضاء ومشاكل القلب و الأوعية الدموية إأرتبط التلوث الضوضائي بأمراض القلب الوعائية، و قدم مقال حديث في الكلية الأمريكية لأمراض القلب دراسة : يؤدي التشويش و الضوضاء إإلى تفاعل الضغط الذي يتضمن رد فعل الجهاز العصبي في زيادة هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. مع مرور الوقت يمكن أن يؤدي هذا إإلى الإضرار بالنظام القلبي و الوعائي.

4 – الضوضاء ومشاكل النوم بخلاف ضرر السمع، فإن إاضطرابات النوم هي أكثر التأثيرات الضارة للتعرض للضوضاء. و التأثيرات قصيرة المدى للنوم السيئ هي تغيرات في المزاج، النعاس خلال النهار، و إانخفاض القدرات المعرفية. أما التأثيرات طويلة المدى للنوم السيئ مرض القلب و الأوعية الدموية.

 

الطاقة النظيفة هي الحل ….

ماذا لو دعمت الدولة استخدام المواطنين لمنظومات الطاقة الشمسية بدل مولدات الكهرباء المنزلية، تسأل طرحه المهندس سالم محمد في معرض حديثة وأجاب عليه قائلاً : تستطيع الدولة وفق آلية معينة أن توفر الألواح الشمسية والمعدات اللازمة لتشغيلها و لتركيبها، بان تسمح باستيرادها بأسعار مشجعة للتجار والمواطن بذلك توفر الطاقة من جهة ومن جهة أخرى تقلل من تأثيرات استخدام المولدات والتلوث

الصادر عنها .

ختاماً ….

ليس عبثا أجرينا هذا الاستطلاع ولكن ليشعر المسؤولين بحجم الكارثة التي يعيشها المحيط المجتمعي والقلق المتزايد والآثار النفسية والصحية الآثار النفسية والصحية المحدقة بجيل كامل كبارا وصغارا ولعل صانعي القرار يسارعون لوضع الحلول الجذرية قبل فصل الصيف القادم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى