الاولىتحقيقاتلقاءات

ألسنة اللهب تهدد الحياة الطبيعية في ليبيا.. الجزء الثالث

 

متابعة وإعداد: الصحفية سالمة عطيوة

هيئة السلامة الوطنية – العميد الطيب بلوط – مدير إدارة الدفاع المدني والإنقاذ

وحدة السلامة الوطنية زلة قال بإنه قد خاطبكم بتوفير سيارات الاطفاء لو تستجيبوا إلى الحد الآن، مكتبكم في غدامس صرح بانه يعاني من نقص في الامكانات تعرقل عملهم، أما قسم الحماية الوطني في درج فقال بإنه يعاني من ضعف القوة العمومية لرجال الإطفاء بقسم السلامة الوطنية درج عدم توفر سيارات خدمية .

السؤال : لماذا تتجاهلون دعم وحداتكم في باقي المدن؟

لا ليس تجاهلاً كل الإمكانات التي يتم توفيرها من وزارة الداخلية تقسم وتحال فورًا إلى الفروع والتي بدورها للأقسام والوحدات .. أما موضوع تجاهل الوحدات ببعض المدن ليس له أساس من الصحة، فالمدن تختلف عن بعضها من حيث المساحة والسكان؛ فمثلاً قسم طرابلس يحتوي على ثلاث شاحنات إطفاء وهي لا تكفي أحياناً، ومنطقة زلة تحتاج إلى شاحنة وحدة وتكفي، ايضا ينطبق هذا على درج حيث لديها شاحنتين ويعد وضعها افضل مقارنة بقسم طرابلس، وكذلك غدامس، ورؤساء هذه الأقسام من مكونات الهيئة ويعلمون كل العلم بما هو موجود من إمكانات داخل الهيئة وآلية التوزيع العادل وليس المثالي، وان مراسلاتهم بتزويدهم بالإمكانات مشروعة ولا يجب أن تتوقف حتى يتم توفير المطلوب والمأمول من رئاسة الوزراء، فمثلا منطقة زلة شب بها حريق كبير فى مزرعة نخيل استمرت السيطرة عليه لمدة 3 أيام، وزلة لديها سيارة عاطلة خردة من أيام المملكة وعند نشوب الحريق تم الاستعانة بسيارة (مرادة) والتى تبعد عليها بمسافة 240 كلم والطريق متهالكة، ونظرًا لتوقع تكرار مثل هذا الحريق بهذه المنطقة تم الإبقاء على شاحنة الإطفاء بوحدة زلة وأصبح قسم مرادة دون شاحنة للتغطية عند وقوع حريق لا قدر الله، ولكم أن تتخيلوا مطالبة قسم وأهالي منطقة مرادة لإعادة شاحنتهم على حسب تعبيرهم، أيضا معاناة الأقسام من حيث القوة البشرية صحيح نعاني لأنه لا يوجد تعيينات أو تجنيد لصالح الهيئة، مع المفارقة الثانية وهي توجد هناك أقسامٌ ووحدات بالساحل مكتظة بالقوة البشرية، وكما تعلمون القانون لا يجيز نقلهم إلى خارج مناطق سكناهم .

هل تتوقعون أن تنزاح هذه الصعوبات والتحديات بعد ترقية هيئة السلامة الوطنية إلى وزارة ؟

نحن نتفاءل خيرًا بعد أن تم ترقية الهيئة وأصبحت بمثابة وزارة وأن تعاملها مباشرة مع رئاسة الوزراء فهذا يسهل تدفق الإمكانات وحلحلة كل المشكلات والصعوبات.

ما هو دوركم الرئيس تجاه حرق الغابات ؟.

الدور الرئيس المنوط بنا في حرائق الغابات أن إدارة الدفاع المدني والإنقاذ إدارة فنية دورها المتابعة والتوجيه للمنع والتصدي والحد من الحرائق ومخاطرها وذلك من خلال إعداد الدراسات اللازمة المبنية على البيانات والإحصائيات التي يتم جمعها من الفروع والأقسام والوحدات.

ما هو برنامجكم الوطني أو استراتيجيات تعملون من خلالها لمكافحة الحرائق الطبيعية وغير الطبيعية في فصلي الشتاء والصيف ؟

تقوم الإدارة بوضع البرامج التنفيذية اللازمة لمواجهة حالات الكوارث والطوارئ، في الحرائق البسيطة تقوم الوحدات والأقسام بالتعامل معها وفق الأساليب المتبعة والامكانات المتاحة .. أما الحرائق الكبيرة التي ترتقي إلى كوارِ مثل حرائق الغابات وحرائق الأسواق والمصانع الكبيرة أو حرائق الأحياء السكنية المجتمعة كلها تعد كوارث فإن التصدي لها والحد من مخاطرها يتطلب إستراتيجيات محدّدة ومدروسة لوضع التدابير الوقائية قبل الكارثة وأثناء التعافي منها وبعدها.

ما هي التحديات التي تواجهكم في ظاهر مكافحة الحرائق ؟

إن التحديات التي تواجهنا بالغة الصعوبة فلا يخفى عليكم أن دولتنا ليبيا تعد قارة من حيث المساحة، وهذا يتطلب جهدًا وإمكانات لسرعة التنقل والانتقال .. أما الغابات فأصبحت الكوارث حرائقها مقتصرة على منطقة الجبل الأخضر فقط .. أما المنطقة الغربية، والجبل الغربي، سهل جفارة؛ فأصحاب العقول النيرة وفروا علينا كل الجهد والعناء فقد قضوا تمامًا على معظم الغابات سواء بقطعها للتفحيم، أو الاستيلاء على الأراضي المنشأة عليها هذه الغابات بأعتبارها أرضاً مملوكة للدولة الغائب بعض أو جل مؤسساتها، أما المنطقة الشرقية وبالأخص الجبل الأخضر فقد تم التصدي من بعض المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني لقطع وإزالة أشجار الغابات وأن خطر الحرائق لازال قائما بها حيث أنها منطقة جبلية ومن الصعب فصلها عن بعضها ولكن الجهود مبذولة في في كل الاتجاهات ومن كل الجهات للتوعية والإرشاد لمنع اشتعال النيران وكذلك تم وضع لجنة للدراسة والتخطيط لحماية الجبل من هذا الخطر لاستمراره في دوره الطبيعي .

منظمة الأحياء البرية – أنس القايدي

برأيكم ما هي الأسباب الحرائق المتكرَّرة في الغابات والمحميات وهل يمكن تجنبها ؟

ليبيا تقع ضمن المناطق الجافة وشبة الجافة هذا السبَّب الذي جعلها من أكثر الدول العربية نادرة في المياه الأمر الذي جعل الطقس فيها حاراً وجافاً ويسبَّب في نشوب الحرائق في بعض الأحيان.. لتجنب هذه الحرائق نحن دائمًا ننصح بنزع الأعشاب الجافة في فصل الصيف، وكذلك تجميع الأغصان المتساقطة والجافة حول الأشجار لانها تتسبب في انتشار الآفات وهي المسبب الرئيس في انتشار الحرائق في الغابات.

ما تعليقك على ظاهرة تفحيم الأشجار ؟

من أكثر الظواهر المدمرة للأشجار والغابات ظاهرة التفحيم والتي نؤكد على ضرورة القضاء على هذه ظاهرة وما يصاحبها من تجريف الأراضي، تخيل أن مساحة الغابات في ليبيا تعادل 500 ألف هكتار 130 ألف هكتار منها تعرضت للتجريف والحرائق الأمر الذي انعكس سلبًا على عديد الموارد الطبيعة والتي منها التربة والتي بفعل الحرائق تفقد عديد خصائصها اللازمة للإنبات كما أنها فقدت الكائنات الحية موجودة بها سابقاً، حتى الحيوانات سواء أكانت طيوراً أم كائنات مفترسة فقدت موطنها الأمر الذي يؤثر على التوازن الطبيعي للكائنات ويسهم في انتشار ثقافة البناء العشوائي وهذا الأمر كثير الحدوث في مناطق واحات النخيل.

كيف تقيمون دور فرق السلامة الوطنية في وقف زحف الحرائق؟

على اعتبار أن مسؤولية الحد من هذه الحرائق في كافة مناطق تقع ضمن اختصاصات هيئة السلامة الوطنية فإنها حقيقة تحتاج إلى الدعم

المادي والبشري، لأن بعض مناطق تحتاج إلى استخدام طائرات الإطفاء نظرًا للطبيعة الصعبة في بعض المناطق التي يتعذر فيها إستخدام سيارات الإطفاء ولهذا وجب على الجميع السعي لتوفير احتياجات الهيئة.

لديكم مقترح لمكافحة الحرائق وهو الخطوط الحمراء ؟ ماهي وكيف يمكن تنفيذها ؟

تقنية خطوط النَّار تعمل على فصل المحميات والغابات بحيث لا ينتقل الحريق إلى جهة أخرى، يتم فيها استخدام المحراث الزراعية للقيام به .. كذلك استخدام كرة اطفاء في اماكن واعرة ولهذا تحتاج ليبيا إلى تطبيق هذه البرامج للمحافظة على ما تبقى من ثرواتنا الطبيعية.

مؤخرًا تم اعتماد محمية الشعافيين من ضمن المحميات الـ21 حول العالم .. ما هي معايير اعتمادكم للمحميات ؟

تم إعداد ملف شامل عن موقع محمية الشعافيين تضمن المقومات المهمة التي تميز هذا المكان من حيث الموقع الجغراف،ي والمناخ، والتضاريس، والخصائص البيئية، والمناخية ووجود الموارد الطبيعية والتنوع الحيوي للنباتات والحيوانات البرية وتواجد الأنواع ذات القيمة الاقتصادية والطبية بالإضافة إلى الأنواع النادرة والمهدَّدة بالانقراض، وأيضاً المعالم طبيعية المميزة (جبال – سهول – أودية – عيون – غابات وغيرها). وتم تقديم الملف إلى منظمة «اليونسكو» عن طريق اللجنة الوطنية الليبية للتربية والثقافة والعلوم للنظر في ذلك بعد جهود استمرت لعدة سنوات من قبل عديد الخبراء والمتخصصين من جامعة طرابلس ووزارتي البيئة والزراعة والثروة الحيوانية والمركز الوطني لمكافحة الأمراض ومركز «البيروني» للاستشعار عن بُعد وجمعيات المجتمع المدني والسكان المحليين بالمنطقة والعاملين بالمحمية وبإشراف اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم .. اثمرت كل الجهود بالإعلان عن قبول محمية «الشعافيين» بمسلاتة كمحمية محيط حيوي وذلك يوم الأربعاء الموافق 15/09/2021 ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي الذي عقد في أبوجا بنيجيريا، في الفترة من 13 إلى 17 سبتمبر 2021.

ما موقفكم من اندلاع الحرائق في الغابات ؟

توجد عدة تحديات تواجه الغابات بصفة عامة والمحميات بما في ذلك محمية الشعافيين بصفة خاصة، فبالإضافة إلى الجفاف وقلة مصادر الماء نجد أن الحرائق المتكرَّرة في محمية الشعافيين وفي مناطق الجبل الأخضر وغيرها هي المهدَّد الرئيس للغابات وما تحويه من تنوع حيوي.. نتيجة عدم وعي الكثير من المواطنين وخاصة عند التنزه والترفيه نجدهم في الكثير من الأحيان يتركون بقايا الفحم مشتعلة خاصة في فصل الصيف فهذا يؤدي إلى اشتعال النيران في أوراق وعيدان الأشجار الجافة وتتسبب في نشوب الحرائق. إضافة إلى رمي بقايا السجائر دون اطفائها فهي أيضا تؤدي إلى اشتعال النيران ونشوب حرائق قد تسبب في كوارث وأضرار كبيرة للغابات ولكل الأنظمة البيئية داخل الغابات حيث تتسبب في موت واختفاء الكثير من أنواع الكائنات الحية أو هروبها وهجرتها إلى أماكن أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى