تحقيقاتمتابعات

التعليم التقني .. إدارة فاشلة بإستراتيجيـة غائبة

تخبط وإرتباك :

التشوهات في عملية التدريب والتعليم التقني والفني ليستْ وليدة الساعة إنما هي تراكمات سلبية بدأت منذ بدأتْ فكرة التدريب الفني لمن لم يتمكن من مواصلة دراسته الابتدائية والاعدادية وحتى الثانوية، فلم ينجح المسؤولون السابقون في سلك التعليم والتعلم من رسم سياسة التدريب والتكوين المهني لاستيعاب المتعثرين في دراستهم، ولم تكن الخطط والإستراتيجيات حاضرة عند التطبيق والتنفيذ الفعلي لعملية التدريب التي غابت عنها عناصر نجاحها واستمراريتها .

وانطلاقاً من متابعة الزميلة المتألقة السيدة زهرة برقان في العدد 08مارس 2020م والتي تفردت صحيفة فبراير بنشر متابعتها على صفحة 89-10-11 بعنوان (التعليم التقني :ضرورة يتطلبها سوق العمل وأهملتها الدولة )والتي  لمع  فيه حديث  السيدعبد الرزاق الداهش رئيس الهيئة العامة للصحافة  التعليم عند لقائه بوكيل وزارة التعليم لشؤون الهيئات والمراكز الدكتور محمد نوير وبحضور  مدير تحرير صحيفة فبراير السيدة أمال الشراد  والصحفي المبدع الاستاذ طارق بريدعة عن صحيفة الصباح ، سنبدأ التحقيق في التشوهات في المعاهد الفنية والتقنية ومراكز  الدورات التدريبية . وسنبدأ البحث عن إجابة لسؤالين أولهما ما نقاط القوة والضعف في  حديث السيد عبد الرزاق الداهش مع الدكتور محمد نوير في مجال التدريب والتعليم التقني والفني ؟ وثانياً  ماذا قدمت  وزارة العمل والهيئة الوطنية لتعليم التقني والفني في مجال التدريب؟

تحقيق  وتصوير

 انتصار المغيربي

التشوهات في التعليم والتدريب  والقاعدة المقلوبة

الأستاذ عبد الرزاق الداهش رئيس الهيئة العامة للصحافة أشار في بداية حديثه إلى القاعدة المقلوبة قائلاً : نحن نكيف سوق العمل وفق مخرجات التعليم، ولذلك هناك بطالة مقنعة، وهناك تشوهات كبيرة في الإقتصاد الوطني وبالتالي أصبح التعليم لا يقدم قيمة مضافة للإقتصاد .

وأكد الداهش حدوث تشوه في التعليم فيما يخص الثقافة السائدة بين الليبيين فكلهم يحبذون الدراسة في الجامعات وكلهم يريدون شهادات جامعية وبالتالي فرص العمل ستكون مكتبية والدولة لا تستطيع إستيعاب هذه المخرجات في الوقت الحالي .

وفي سياق آخر قال الدكتور محمد نوير في آخر حديثه عن  مدرسة الفنون التي وجدت لإستيعاب أو إمتصاص الفاقد في الإبتدائي والإعدادي ممن لم يوفقوا في استكمال تعليمهم، فالمستويات والقدرات تختلف من شخص لشخص آخر.

واشار نوير بأن هناك من يتجه ميوله لتعلم الحرف اكثر من الدراسة الجامعية فالتنوع مطلوب

تفكير المسؤولين  بالتجربة الغربية وغياب التجربة العربية عنهم

أشار نوير بتجربة العمانيين عند اقتراح لجنة ربط مخرجات الجامعات بسوق العمل  مؤكداً على انعدام التعاون بين وزارة التخطيط والعمل والشؤون الإجتماعية .من جهته  أشار الداهش الى ان التعليم أكبر من وزارة التعليم مؤكداً على أهمية  التجربة الماليزية في إعداد المناهج لتطوير التعليم التقني والفني بالإضافة إلى الاسترشاد  بمساهمة  اليونسكو فيما يخص نظام العمل بالثانويات الفنية سابقاً بينما نرجع للثانويات العامة كما استرشد بمناهج اليابان فيما يخص اقتراح مادتين ( الاخلاق و ثقافة التطوع ) .

وفي سياق آخر قال الدكتور محمد الهادي عضو تدريس جامعي مسلاته استغرب الإسترشاد بالتجربة البلدان الغربية بينما تجاهل المسؤولون تجربة البلدان العربية مؤكداً على أن خرجي الجامعات العربية من البلدان المجاورة كمصر انتجوا قيمة مضافة في التعليم العالي ولهم مؤلفات وكتب عديدة بينما خرجي ماليزيا وبريطانيا وكندا لم نشهد لعضو تدريس جامعي ان انتج كتابا في ذات تخصصه.

التخلص من  المعاهد الفنية المتوسطة الضعيفة وإقحام القطاع الخاص في بعضها

أوضح  نوير أن معاهد  التعليم  المتوسط الفني عبارة عن معاهد ما بعد الثانوية العامة لمدة 3 سنوات  وفيها عدة تخصصات وعلى مستوى الدولة الليبية 400 معهد متوسط والدول الأخرى لا يتجاوز عددها 30معهداً ،وإذا نظرنا إلى عدد سكان ليبيا 6 ملايين إلى 400معهد في ليبيا ، مؤكداً بأن كثرة المعاهد تتطلب مبالغ مالية كبيرة ،وشدد على ضرورة إعادة النظر فيها من جديد وقال إن التعليم الفني في ليبيا لن ينجح إذا أشرفت الدولة فقط عليه ..

موضحاً بأن اقحام القطاع الخاص سواء رجال أعمال وبعض المصارف بهدف تطوير التعليم الفني والعمل جار لتقليل عدد المراكز أو المعاهد فالقطاع الخاص يخلق منافسة وبه يصبح بالإمكان إيجاد سوق عمل جديد وتخصصات جديدة تخدم المجتمع.

وفي السياق ذاته أشار الداهش إلى معهد نصر الدين القمي الذي كان من انجح مراكز التدريب سابقاً والتدريب فيه كان لمدة 3 شهور، وعند انشاء معاهد أخرى تقاسمت المبالغ المرصودة لتعليم الفني سببت في ضياع مثل هذه المؤسسة المتميزة .

من جهته أكد  «نوير» على توقف معهد نصر الدين القمي لإنعدام  مواد الخام فيه والمعهد محتاج لدعم الدولة  لصيانة المعدات والمبنى مؤكداً على ان كثرة مراكز التدريب ليس تنمية مكانية بل هو خلل كبير  .

أزمة  الشعب الليبي هي أزمة ثقة

الاستاذ طه الشكشوكي مهندس طيران ومدرب الامن والسلامة والموارد البشرية . أشار الى وجود 3مراكز فقط في ليبيا منه المركز الليبي الكوري في راس حسن بطرابلس  واهم افضل مراكز التدريب والمركز الليبي الكندي في سبها والمركز الليبي البريطاني  في بنغازي وهذه المراكز تستقبل المتدربين ما بعد الشهادة الإعدادية لإنشاء كوادر عاملة ليبية في مجال البناء والإنشاء وأكد  اساس نجاح برنامج التدريب في المعلم او المتدرب.

وقال توجد أهم أزمات يعاني منها الشعب الليبي منها  أزمة الثقة بيننا وبين المسؤول بالإضافة إلى ظهور أزمة  ضعف الأخلاق  والحل هو الرجوع الى تعاليم الدين الإسلامي ووصايا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام .

ومن أهم أزمة التطوير في مجال التدريب إننا نقدم مقترح للمسؤولين لكن يقولوا عندنا أولويات وصرنا من إدارة التغير إلى إداراة الأزمات وحالياً أدارة أزمة  الصراع المسلح ولابد ان يتفهم الناس ما يجوز في الأزمة ما لا يجوز في غيرها الحل في تضافر الجهود وتعاون الوزارات لأجل دعم وصقل مواهب الشباب وتنمية قدرات التدريبية لتخصص معين ويتم تدريبهم مجانا.

نجاح مراكز التدريب  يعتمد على خريجي المعاهد والكليات التقنية 

المهندس سالم عبد الحميد انبيه  مدير ادارة التدريب بالمركز الليبي الكوري قال نحن نتبع ادارة التدريب في وزارة العمل ومهمتنا نستقبلوا الباحث عن العمل نعمل على تسجيله وتدريبه لكسب مهنة  وتدر دخلاً عليه . والمركز يستقبل الشباب من 18 سنة  الى 40سنة  ورؤية المركز رفع كفاءة وتدريب وتطوير الكوادر الفنية والهدف من المركز إعداد عناصروطنية  مهنية قادرة على مزاولة المهنة لتغطية احتاجات سوق العمل .فيتم تدريبهم في المجالات المهنية التي يحتاجها سوق العمل منها تخصص لفئة الذكور وهو قسم التمديدات الكهربائية المنزلية وقسم دوائر التحكم وقسم اللحام والسمكرة الصحية وقسم النجارة العامة باب وشباك وقسم فك وتركيب الاثاث والنجارة المسلحة والحدادة والبلاط وتركيب الرخام وقسم الحاسب الالي وتخصصات الجديدة قسم الطاقة الشمسية والكهرباء الحديثة وقسم إعداد المقاول .أما البنات فلهن تخصص الحواسوب  قسم الخياطة وقسم حفظ الأغذية  وأشار الى أن بداية هذه الدورات بعد أسبوعين ، مؤكداً على نجاح  المركز في  رفع كفاءة  المتدربين و المتخصصين أيضا في مهنة معينة حتى  خريجي  المعاهد المتوسطة الفنية  أو خريجي المعهد العالي التقني  .

وفي السياق ذاته قال الأستاذ عزت اليعقوبي مدير عام المركز الليبي الكوري قال نستقبل  الباحثين عن عمل لتدريبهم  وأكسابهم خبرة في مهنة معينة تعينهم وتساهم في رفع مستوى معيشتهم . و أكد على فتح دورات وتخصصات أخرى مع مطلع العام القادم 2021م مثل كشف اعطال السيارات وتخصص وصف وصيانة الطرق وهذه التخصصات مهمة أيضاً في بناء ليبيا الجديدة . موضحاً أهم معوقات التدريب  متمثلة في احتاج التدريب الى امكانيات كمواد التشغيل وضرورة الإسراع في توفر الميزانية لبداء التدريب وأشار الى تدريب ذوو الإحتياجات الخاصة  منهم ضعاف السمع والصم والبكم وكانت تجربة ناجحة فقد نجحوا في فهم واستيعاب مهنة السباكة والحاسوب وبحضور مترجم لفهم الدروس التدريبية وكان انتاجهم متميز.

وأشار اليعقوبي الى صندوق التسهيلات المالية التابع لوزارة العمل يتم دعم وتوظيف من تدربوا بالمركز كما اننا سعينا الى ايجاد فرص عمل لمن تدربوا واتقنوا عملهم مؤكداً على  إجراءات ربط المتدربين بالقطاع الخاص.

إعداد المناهج في مجال التدريب وهي متغيرة دائماً

ألاستاذ عادل سعيد عبود مدير إدارة الجودة والتدريب بوزارة العمل قال المناهج تعتمد من إدارة جودة التدريب ولدورة واحدة فقط وفي كل دورة يتم تعديل المنهج حسب ملاحظات المشرفين والمتابعين والمتدربين في الدورات فيتم تغطية التخصص ذو الوعاء الزمني الضيق وتقليل الوعاء الزمني.

أهمية التدريب لربات البيوت

د. محمد فاضل جبران رئيس اللجنة العليا لعودة المهجرين، ورئيس لجنة الأزمة طرابلس المركز قال : عندنا مركز لتدريب يتبع بلدية طرابلس المركز  ذو الدخل المحدود والأرامل  ورسوم الدورة 50 دينار لمشغل الخياطة  ومدة التدريب شهرين للمبتدئين ودورة أخرى 3 أشهر وهذا لأجل تدريب وتعليم النساء على كسب مهنة الخياطة  كدخل لها يعينها على متطلباتها اليومية.

نجاح التدريب في دفع ثمنه وطول مدة التدريب9شهور

الأستاذة مبروكة محمد مديرة مركز تدريب خاص قالت: أنشأتُ مشروعي وهو مركز دورات تدريب في دروس تقوية لمناهج الشهادة الأعدادية وفصول  لتدريب  المرأة على  فن التطريز و الخياطة والتدبير المنزلي وفن الحلاقة  برسوم 150 ديناراً ومدة الدورة 9 شهور وهما عاملين أساسين لنجاح التدريب بعد إختيار المتدرب الكفؤ ،  والمنهج  تعده  المعلمة او المتدربة المختصة لكل مهنة و تتحصل المتدربة على شهادة بختم المركز  وفي نهاية الدورة معرض لعرض منتجات المتدربات وقد نجحت الدورات واستفادت منها المتدربة سواء لنفسها أو لكسب مهنة تتحصل منها على دخل .

كفاءة وجودة التعليم التقني العالي  والتدريب المجاني

الاستاذ مصطفى  مدير معهد الشموخ أكد على وجود تعاون بين وزارة العمل ومعهد الشموخ الذي يتبع الهيئة الوطنية لتعليم التقني والفني  مشيراً إلى حصول الطلبة على الترتيب الأول  لمشاركتهم في  مسابقات  ناجحة على الصعيد المحلي والأوروبي  مشيراً إلى جودة وكفاءة تعليمهم وتدريبهم العالي حتى إنهم أعتمد على مهندسي معهد الشموخ في تركيب معمل الخياطة في المركز الليبي الكوري مجاناً  والمهندسة ابتهاج معيدة في معهد الشموخ ومتعاونة في تدريب المتدربين فيه وهذا يدل على جودة وكفاءة التعليم التقني التابع للهيئة الوطنية لتعليم التقني والفني.

الأستاذ عادل مدير إدارة صندوق التسهيلات المالية بوزارة العمل أشار الى مبادرة وزارة العمل على دعم التدريب المهني في مركز الليبي الكوري في طرابلس المركز وفي الزاوية وأكد على انطلاق الدورة القادمة لتدريب يوم 15شهر 3 2020م.وأكد على تقديم مساعدة لشباب المتخرجين من المركز الليبي الكوري كلاً حسب تخصصه  ويتمثل الدعم مثلاً في إختيار 3شباب لتكوين شركة مقاولات ويوزع العمل عليهم إداري ومالي وفني وأيضاً  مساعدة النساء في معمل الخياطة  لتكوين شركة تخصهم وتوزع المهام منها مالي وفني وفي التسويق وسنبدأ بإختيار 3نماذج نبدأ بهم في دعم الشباب يوم 15 شهر 3 وستخضع المتدربات لدورة في مجال ريادة الأعمال وستكونن من ضمن المستهدفين في صندوق التسهيلات المالية بالتعاون من مراكز التدريب المهني التابعة لوزارة العمل والتأهيل .

وفي سياق آخر أكدت منعيمة  العاشق  مكتب  ادارة الجودة بوزارة العمل أن أفضل مدة لدورات التدريبية 9 شهور وأشارات إلى أفضل استثمار في التدريب هو  الاستثمار البشري وأهميته في التنمية والتطرير  ولابد من التركيز أولاً على ذوي الإحتاجات الخاصة فشريحة  الشباب  ترغب في ابراز شخصيتها من خلال العمل الذي يسبقه التدريب وأكدت على نجاح دورة التدريب لصم والبكم في الحاسب الآلي.

وأضافت كانت لديهم الرغبة الشديدة في التعلم والعمل وقد تعلمت منهم لغة الإشارة وهم مندفعون للعمل بكل نشاط وحيوية وفهم عناصر وطنية جداً مبدعة، وعلى المسؤولين أن يولوا اهتمامهم بهم بدءاً بإعداد عوامل نجاح التدريب وتوفير عمل لهم  فهم يشكلون عمالة  وطنية مهنية وماهرة بإمتياز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى