رأي

الحراك الليبي ما له و ما عليه

 

 أبوبكر المحجوب

الواضح أن هذا الحراك ليس له محطة أو اتجاه  محددين  ، بل نجده يسير  في كل اتجاه وعلى جميع المستويات من أجل  هذا المشروع الوطني الكبير ، و بما يعزز الانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة بناء الدولة. طبعا هناك من استعجل بالقفز على السلطة و تورط في جلب أعوان له من خارج ليبيا ، و هذه نقطة في غاية الأهمية فهؤلاء قد أثبتوا أنهم ضعفاء، و أن القادم من الخارج صار شريكا في كل خطوة يخطوها أولئك القافزون . إذا في بديهيات السياسة ، فقد وضعوا أنفسهم في أحد محطات هذا الحراك، و لن يكتب لهم دور وطني إلا بمعجزة.

ما يريده الليبيون من هذا الحراك لم يتحقق بعد ، بسبب أنه بعيد عن الشرعية النضالية لثوار ليبيا. عقد انتهى و عقد بدأ و الملامح للحراك تراوح محلها ، رغم اجتهادات بعض من الوطنيين في توقيتات حرجة ، يخرجون كاشفين الخلل،  عاملين على إصلاحه بقدر الإمكان،  ما دام المتصدرون للصراع لا يملكون حرية الإرادة، و غير مقبولين من الناس و هم يتحركون تباعا لتحركات هذا الأجنبي المتورطين معه منذ بداية الحراك. و لولا ارتفاع أسهم الجغرافيا الليبية و تأثيرها في مشروع الأوسطي الكبير لما اهتم العالم بأمر الليبيين. نعم ستقام انتخابات في موعدها المحدد من قبل هيئة الأمم المتحدة و ستفوز ليبيا برئيس شرعي و الذين هم في الحراك الليبي ممن يتولون المناصب العليا و من البرلمانيين أيضا و من المستولين على أموال الشعب الليبي منذ بداية ثورة فبراير و من المستولين على سلاح الجيش الليبي سيطالهم القانون. فهل من المعقول أن نترك شخصا أثرى من بيعه لسلاح الجيش الليبي المسروق ، و هل نترك آخرا استولى على أملاك الدولة وغيره  على أموال الدولة وبعضهم على ممتلكات الناس سواء ما قبل  ثورة السابع عشر من فبراير أو حتى بعدها . فإقامة العدل هو ما  يجعل الناس تؤيد من يأتي لرئاسة  ليبيا ، و ردّ الاعتبار لليبيين و لهيبة الدولة الليبية ، هي الركائز لبناء الوطن ،  و هي التي ستجعل الشعب يلتف  حول الرئيس الجديد ، فهذا الرئيس الجديد أكبر مشاريعه ستكون إرضاء الشعب الليبي ، و لو نفّذ ذلك بخطوات ثورية من أجل التغيير للأفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى