الاولىالرئيسيةمتابعاتمقابلات

الدكتور ‎محمد السيفاو : لا نملك فصولاً ولا مقاعد ونستخدم الطوب الاسمنتـي كبديل ؟!!

 

 

‎من الصعوبة ان تقنع شباب البادية  ان التعليم هو من يرفع القبيلة و ليس السلاح و  التعليم و العمل الشريف هو مايحقق المستقبل و ليست سيارة الدفع الرباعي  و  ان  الدراسة و القلم و الشهادة  افضل من خصلات الشعر التي تتدلي علي الاكتاف . كان اصرار ادارة المستشفى   في ان يحلق الطلاب شعرهم  جزء من التدريب على الطواعية و جزء من تغيير التركيبة النفسية   لبداية صفحة جديدة  في المنطقة   الامر جدا صعب ان تقنع الشاب البدوي العصامي الذي دمه يفور لأبسط الدوافع ان  يحلق شعر رأسه.. ‎هذة المقدمة كانت اولى كلمات من الدكتور ‎محمد السيفاو / المدير   المساعد لمستشفى مزدة العام

متابعة /

سالمة عطيوة

دكتور حدثنا عن الرحلة التعليمية لتكوين العناصر الطيبة لسد العجز في المستشفى ؟

‎كانت الرحلة التعليمية شاقة جدا لان  الشباب الذين تم تدريبهم  تخصصاتهم تعليمية  مختلفة منهم من لدية دبلوم ادارة او حاسوب او علم نفس او اجتماع او احياء او كيمياء ويوجد القليل منهم من يدرس في معاهد تمريض العالية او المتوسطة في المهن الطبية   .

كم عدد المتدربين  ؟

‎ثم تخريج حوالي 60عنصرا من هذه الدورات من الجنسين  شباب وبنات وحتى تخصص القبالة والولادة تمكنا من تدريب  3دفعات منهم.

كم هو العدد الاجمالي ؟ وكم عدد الخريجات من العنصر النسائي ؟

‎عدد الخريجين 120 ومن العنصر النسائي 25 في تخصصات القابلات والولادة وممرضات .

كم استمرت مدة الدراسة ؟

‎دورات تستمر لمدة 6 اشهر تم تحول الي المعهد الصحي المتوسط لمدة 3 سنوات .

‎كيف تم توزيع التخصصات على الاقسام  ؟‎

قمنا بفرز هذا العدد واختيار المتفوقين منهم  وقد سدينا بيه حاجتنا من العناصر الطبية المساعدة وتم توزيعهم في الاقسام الاتية الطواري والعمليات والنساء والولادة

‎واقسام الايواء وقسم غسيل الكلي .

‎كما تم توزيع البعض  لإحياء مستشفيات قروية في مناطق المجاورة.

دكتور كيف مرت عليكم رحلة التدريب في ظل الظروف الصعبة ؟

‎من اجمل ماحدث ف تدريب هؤلاء الشباب انها كانت مدرستهم تحت الاشجار لا نملك فصول ولا مقاعد كنا نستخدم  الطوب الاسمنتية كمقاعد كانت تجميع عدد كبير من الشباب  الذين لايجدون وظيفة من ازقة الشوارع ورصيف الطرقات هوا التحدي الاول.

‎بعد تدريب  هذا العدد الكبير  من التمريض .. وقام  بعض الشباب بنشر صورهم عبر الفيس بوك .. وانا ايضا  قمت بنشر صور المتدربين .. كانت صور توحي ان طريقة تدريبنا بدائية بسيطة  جدا مؤمنين بمبدأ ان المدرسة الحقيقية  تكون تحت شجرة زيتون  متحديين فيها عوامل الطقس من حر وبرد .. غير انا معتمدين علي الدراسة في ايام العطل السبت والجمعة والفترات الليلية لكوننا كأطباء بالمنطقة ننشغل في بقية الاوقات في علاج المرضى ومتابعة الحالات .. المهم شاهد هذه الصور اخصائي الجراحة البروفسور أ. د. علي القلاي .. وكان يتابعها من امريكيا .. فقام برحلة خاصة لهؤلاء الطلاب والتقي بهم وقدم لهم محاضرات ترقي بالفكر الانسائي ..  جعل كل العمل الذي قدمناه والتحديات الصعبة ضئيلة جدا امام رحلته الطويلة حتي يقف بجانبنا ويساندنا  .. هناك صور مرفقة  لهذه الشخصية العظيمة التي نتخذها قدوة لنا .. شخصية تسبقنا تقودنا بجانبنا خلفنا تحيطنا تساندنا .. شكرا سيادة البروفسور ..  استكملنا رحلة التعليم المتواصلة  وقمنا بتدريب حوالي 200عنصر تمريض  للمناطق المجاورة  منها مناطق (فوار غني .. الشقيقة . نسمة .. فسانو .. حي تضامن .. مزدة الجنوبية والشمالية  معا )

العمل والتدريب يعتبر تحدي للواقع ما تقولون وانتم تخوضون  هذا التحدي ؟

عندما تسبق المسؤول بأربعة 4 سنوات

‎هذا ردنا علي كل من يبخل بتوفير الامكانيات والمساعدات والمعدات علي مستشفي مزدة العام بحجة واهية انه لا يملك طواقم طبية قادرة علي استخدام الشرنقا و الكانيولا والقسطرة البولية .

‎الفريق الطبي وادارة المستشفي لم تبخل بتعليم كوادها وعناصرها الطبية تحت الشجرة و علي قطعة طوب اسمنتية جلسنا . . ‎وقفنا تحت الشمس وعلى الحطام جلسنا و صنعنا من الحطام صرح .

‎ علمنا اولادنا سواعد  هي من ستداوي و تضمد جراحنا ونحن في انتظار من ينتقذ حتي يفعل ولو القليل ويكمل مسيرتنا.. تدريبهم عالي جدا واتحدي كل من يتحداهم .

كلمة ولمن توجهها ؟

‎من القناعات التي زرعها فينا اساتذتنا جزاهم الله خيرا .. ان تفتح مدرسة  هو ان تغلق سجن ..  ونحن في هذه المرحلة  لا نقدم  تعليم عادي او زيادة للمهارات و القدرات انما تعليم جذري .. او بمعني اصح هو محو  للأمية بكل ماتعنيه من كلمه . يؤسفني ان تجد شباب ليبيين في مقتبل العمل لا يعرفون الحروف الهجائية العربية او اللانجليزية لا يعرفون نطق الكلمات او كتابتها .. واجهنا طلاب من هذا النوع و كان امر تدريبهم شاق و صعب واستبعاد الكثير منهم  ومن الشواهد التي حصلت  عندما  قمنا  بتدريب  حوالي 600عنصر من شباب في مجال الاسعاف والطواريء و مهارات التمريض والصيدلة .. قمنا بفرز هؤلاء الشباب و تحصلنا علي نخبة منهم  في الاخلاق والمعلومات الطبية  و المهارات و الالتزام  الحرص  .. يصل حوالي 40شاب من المنطقة وتواصلنا مع الجهات المسؤولة  في وزارة الصحة بخصوص تدريبهم ليكونوا ممرضين ومسعفين بكفائة عالية لإنقاذ الأرواح واسعاف حالات الحوادث و الحروق وانفجارات الالغام و الحروب  ولذع العقارب والافاعي و هبوط السكري وارتفاع ضغط الدم  حالات الجفاف في مناطق الريفية التي يموت فيها اعداد كبير من السكان بسبب هذه الامور البسيطة  ان بناء الانسان  هوا من اولوياتنا  ويكفي استنزاف مقدرات الوطن في الحروب ودفع الشباب ليكونو رماد فيها .. ‎نأمل من الجهات المسؤولة ان تمد لهم اليد والعون الحقيقي حتي يستكملو تديربهم في مؤسسات تعليمة في الخارج اذا كان هناك نوايا صادقة لرفع من مستوي الكادر الوظيفي الليبي و نحن في انتظار ذلك.‎استكملت  اللقاء وانا فخورة بأني سلطت بعضاً من الاضواء على جزء بعيد كل البعض عن المركزية وبعيد عن الاضواء والهالة الاعلامية المبهرة للوزارات  ،وجدت  لساني  حال يقول ،‎ان العطاء درجة عالية من الوعي الإنساني، خاصةً حين يرافقه استمتاع، من دون الشعور بالتعب أو التمنن أو التفاخر في ذلك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى