ثقافةلقاء

الشاعر والروائي محمد المغبوب.. على هامش الاصدار الجديد

أجرت اللقاء: سميرة البوزيدي

مفازة الوقت للشاعر والقاص والروائي الاستاذ محمد المغبوب الغزير الانتاج وصاحب الكلمة الرشيقة والعناوين المختلفة، نبارك له صدور روايته مفازة الوقت، بعد عدة مؤلفات قصصية وروائية متنوعة وكان لنا معه هذا اللقاء 

أنني واحد من الناس اشبه رجل ما قبل  التدوين ورجــــــــل القرن القادم

احكِ لنا عن هذه المفازة ؟

رواية (المفازة) مع أن الكاتب لا يقوم بشرح ما كتبه  إلا أنني أوجز الفكرة في كون أن الإنسان هو إنسان منذ الخلق الأول لآدم وحواء عليهما السلام حتى هذا اللحظة وفي المستقبل حتى قيام الساعة .

في هذ القرن والذي قبله وما سيأتي بعده  ليس إلا تحولات  تاريخية، نركب السيارة الفارهة وكان من قبلنا يركب الدابة، وكل منا يحسب أنه قد وصل هدفه والفرق هو الوقت لزمن الوصول .

الإنسان اليوم هو الإنسان يوم الأمس بغرائزه  وخصاله وأحلامه وأماله يمشي على طريق معفر ضيق أو يمشي على طريق من إسفلت ومن قطران تم تعبيده ، حتى التذوق الجمالي هو ، هو لافرق ، وكما كان لآدم امرأة وكذلك أبنائه وأحفاده يسكن إليها وتطمئن له ، هي نفس العلاقة التي نلح عليها فكل رجل يبحث عمن تحبه ويسكن فيها وإليها معا .

الإنسانذاته  الذي كشيطان يرقص في فضاءت الجريمة وسوء الإخلاق هو نفسه في أي عصر شيطان يرقص أو أنه ملاك كريم نبيل كل أنماط حياته تترجمه أخلاقة السامية التي لا يتنازل عنها ، وهكذا كان الشر في كل مكان وكان الخير يحاذيه أيضا 

(المفازة) عندي هي هذه الدنيا كلها على أرض واحدة بشمس واحدة تجفف ملابسنا عند بللها غير أن آلة ابن آدم التي قتل بها شقيقه هي البندقية ثم القذيفة صم الصاروخ ثم القنبلة الذرية ، مجرد تطور في الآلة لا في عقل الإنسان نفسه الذي يبحت عن مكان يأمن فيه ، مفازة يتحرك في الإنسان عبر المسافة الزمنية للشمس يتأهب إلى مكان أخر يحسبه في عليين ثم يكتشف حين يقيم فيه أن مازال على الأرض مجرد بشر له زمن في الحياة ثم يغادرها عبر مكوك الموت ليس يدري إلى اين  وهو 

الذي يحسبه المسلم الجنة والملحد عدما وغير ذلك من الأديان واحة جميلة يفتحها المسيح أو موسى أو غير ذلك من التوقعات .

فهل يستحق كل هذا العمر أي عناء

هذا سؤال الرواية التي لم تجب عنه الفلسفة ولا أدركه المتكلمون قبلنا ولا أحسب أن من سيأتي بعدنا سيجيب عنه .

كل ذلك حرصتُ على أن أن يكون الحب هو القاسم المشترك بين الناس جميعا وهو الي 

يستحق أن نعيش به لا بغيره . 

كشجرة اسقطت أوراقها، صوت البنفسج،حياة مزدوجة وغيرها، هذا الفيض الروائي الزاخر كيف تجد له كل هذا الوقت؟

كما وجدتُ وقتا للشعر والقصة أجده الآن في الرواية، أحتال على الوقت وأسرق من وقت أسرتي لأكتب فيه ما يعن لي وما أجد من أفكار عدة لم يتم التطرق لها أو أن اصيغها بشكل مختلف استعين بمزج الشعر في لغة السرد علي أصل إلى لغة سلسة تحمل الكلمة الواحدة عدة دلالات .

أنا سارق الوقت أنفقه على الكتابة متوهما أن كل من في الأرض أجمعين ينتظرون ما أكتب وأدرك أنني واهم ففي ليبيا  لا نهم على القراءة إلا القليل جدا فخمسمائة نسخة من كتاب أدبي  لا يتم توزيعه إلا خلال عشرة سنوات  لهذا أكتفي بطباعة مائة نسخة فقط ولا أهتم بالمال والشهرة لا تعنيني ،

هكذا هي الكتابة معي ضرة لزوجتي تكره كل النساءات في رواياتي  . 

مواضيع رواياتك هل هي من الحياة الواقعية اهي خيال محض ام هي خليط من الاتنين والى اي مدى يستطيع الراوي ادخال تجربته الحياتية في السرد؟

ليست من الواقع روايتي ولا تنفصل عنه أيضا .

أعتبر أغلب الروايات لغيري هي سير ذاتية وأن الرواية ما لم تكن من خيال فهي نسخ الواقع على الورق  لهذا لا يروق لي نجيب محفوظ وحنا مينا في أعتبر إبراهيم الكوني ملك الخيال والأسطورة وسيد الكلمات .

أحسب أن الناس في كل مكان تريد سرديات مختلفة لم تسمع بها تتسلى وتستمع به وخلال ذلك يتسلل إليها ما جعبة السرد وتتأثر بها عبر الوعي في المحسوس وهذا يشعر به القارئ بعد عديد القراءات  كذلك الروائي خليفة حسين مصطفي وقصص محمد المسلاتي وسالم العبار  وغيرهم .

الرواية خيال فقط يطابق الواقع المستقبلي أو الحالي . 

لمن يقرأ المغبوب في الرواية ؟

أقرأ لأي كاتب تمكن من أدواته جيدًا وله مهارة في السرد بالنسبة للرواية .

أقرأ  كل العلوم حتى موسوعة الفراشات وممالك النمل والنحل  وطباع بعض الحيوانات ، مع كتب السياسة وعلم النفس والإجتماع والفلسفة ولي شغف بما خطه الصوفييون

وقصائد عمر بن الفارض كذلك التاريخ  وغيره .

أجد في ذلك دعمًا معرفيًا لسرد يأتي  البسيطة يستفيد بها القارئ. 

مارأيك بالمشهد الروأئي الليبي؟

المشهد الروائي ما زال لم يتشكل بعد كي نعتبره مشهدًا له أبعاده وله ملامحه .

عن نفسي أعتبرني محاولا لكتابة نص مختلف ولا أحسبني أنني وصلت .

الرواية لدينا هي حكي ممتع تقريبا للبعض ، ولم تتم الكتابة بتصنيف أن هذه رواية تاريخية وهذي للفتيان وهذه للنساء وهذه للذكور وغيرها أجتماعية وتلك نفسية  وغيرها سياسية أو هي من أدب السجون وأدب الصحراء وأدب المدينة وأدب البحر  وأدب الريف كما فعل توفيق الحكيم في يوميات نائب عام مثلا كذلك أدب الخيال العلمي وغير ذلك .

كلنا نحاول بعشوائية السرد ولم نصل إلى مشهد عام روائي. 

ألا تفكر في تحويل إحدى رواياتك إلى مسلسل أو فيلم؟

أفكر في تقديم أعمالي إلى الشاشتين كما قدمت في السابق الفيلم التلفزيوني (رسالة المنفي ) وتحصل على الجائزة الفضية ثم العمل ( المكافأة ) للتلفزيون أيضا / ولم تتكرر التجربة لظروف عدة . 

هل من سؤال تطرحه خلال كتابتك الروائية؟ وهل تنجح في الوصول إلى اجابة ما؟

أقدم أسئلة كثيرة عن الحياة عامة ولا أقدم أجوبة مباشرة . 

ماذا عن تجربتك في الطباعة على حسابك، وهل هي الحل في غياب النشر من جانب مؤسسات الدولة.؟

تجربتي ناجحة في النشر وأعتبر ذلك من توفيق الله، وحرصي على الكتابة لنشرها وسط ظروف صعبة من كل نوع والشرح يطول . 

وماذا عن الشعر معك هل انهزم أمام الرواية؟

الشعر دفق عاطفي  ولي أكثر من عشرة دواوين ، ثم سرقتني الرواية في وجود شعراء كثر،  أعني من يكتبون ويحسبونه شعرًا.

أقدم أسئلة كثيرة عن الحياة عامة ولا أقدم أجوبة مباشرة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى