رأي

الشيخ منصور بن محمد الحسناوي.. لأمين مازن

 

انتُخِبَ الشيخ منصور بن محمد عضواً بأول مجلس نيابي ليبي، ضمن الخمسة نواب الذين تكونت منهم الكوتة المحددة دستورياً لولاية فزان، حين لم يتوقف عددياً أمام النص الدستوري الذي ينص على أن يكون النصاب اللازم لانتخاب كل نائب في عشرين ألف مواطن أو كسر هذا العدد، فأمكن بواسطة هذا الإستثناء التغلب على شرط النصاب العددي، و كان الشيخ منصور هذا قبل هذه العضوية واحداً من العشرين عضو الذين مثّلوا ولاية فزان بالجمعية الوطنية التي وضعت و اعتمدت شكل الدولة و نظام الحكم و لون الراية الرامية للسيادة، منادية في الوقت ذاته بالسيد ادريس السنوسي  ملكاً على ليبيا، حاصرةً في الوقت نفسه وراثة العرش في أبنائه من صلبه، و كانت لجنة الواحد و العشرين التي شُكِّلَت بواقع سبعة من أقاليم ليبيا الثلاثة طرابلس و برقة و فزان، و اعتُبِرَت هيئة تأسيسية قد أناطت اختيار ممثلي فزان بالسيد أحمد سيف النصر بوصفه الشريك الليبي الوحيد للفرنسيين في تحرير ليبيا و بالأحرى الجزء الجنوبي منها «فزان» من المحتلين الإيطاليين عندما قدم أي أحمد سيف النصر من مهجره بتشاد مرفوقاً بالمسلحين الذين هاجروا معه إلى هناك، و في تواصل مع السيد إدريس و من منطلق الإنحياز له و تبنِّي مبدأ مبايعته كما تشهد بصحة ذلك أكثر من وثيقة أرّخت لتلك المرحلة بشأن دور السيد أحمد سيف النصر ابتداءً من لجنة التحقيق الرباعية عقب الحرب و طرح المصير الليبي في المحافل الدولية الوليدة و مجالسها و لجانها الفرعية المتعددة، و قد كان الإصرار على مبدأ الإستقلال و مبايعة السيد إدريس على رأس الأولويات و لا سيما بالنسبة للجمعية الوطنية التي قدم الشيخ منصور إلى طرابلس ضمن الذين حملتهم برّاً إحدى السيارات، و إن يكن سفرهم جميعاً و قبل ذلك تبليغهم بالمهمة كما رُويَّ عن الشيخ منصور القادر أكثر من غيره على وضع كل من يحضر مجلسه و يستمع إلى أحاديثه في ذات الجو الذي رافقه الفعل، و المهم أنه قد أصبح أحد الستين الذي أُطلِقَ عليهم أعضاء الجمعية أو جمعية الستين كما هي تسمية الشعب، و يكون من ثم أحد أعضاء اللجان الفرعية و قد شُكِّلَت هي الأخرى بالتساوي بين الأقاليم، فيفلح أيما فلاح في أداء دوره في كثير من الفطنة مما مكنه من التغلب على أي صعوبة من الصعوبات و التي ليس خارجها ضآلة التحصيل العلمي لدى الكثير ممن احتلوا الصفوف الأمامية في ليبيا عامة، و فزان على وجه التخصيص، فبذلوا ما توفر لهم من الجهد للتغلب على ما اعترض طريقهم بأكثر من وسيلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى