ديني

الطريق إلى الايمان

 

لتوحيد

نحن الأن في شهر جمادي الآخر ، بعد شهرين سوف يأتي لنا شهر رمضان المبارك ، ينبغي الاستعداد لهذا الشهر الفضيل بتجديد الأيمان و توحيد الله سبحانه و تعالى لاسيما أن ” التوحيد ” هو شرط في قبول الأعمال ، علم التوحيد هو اوجب الواجبات ، و مفهوم التوحيد اصطلاحا إفراد الله بالربوبية و الألوهية و الأسماء و الصفات .

ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام :

اولاً : توحيد الربوبية و هو إفراد الله بالعبادة ، و العلم و الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المدبر بهذا الكون .

و من البراهين الداله على توحيد الربوبية :

• الفطرة بمعنى على قبول الحق ، و التربية السليمة قال رسول الله صل الله عليه و سلم : (ما من مولود يولد إلا على الفطرة ) حديث صحيح .

• العقل السليم يثبت وجود الله ، قال الله تعالى : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ اَمْ هُمُ الْخَالِقُون أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَ الاَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ ﴾ سورة الطور الآية 35-36 .

• التصديق بمعجزات الرسل ، معجزة إبراهيم عليه السلام القي في النار فلم تحرق منه شيئا ً و صارت عليه برداً و سلاماً ، معجزات موسى عليه السلام العصا و اليد و الجراد و الضفادع .

• إجماع الأمم ، هما مجمعون على الإقرار بتوحيد الربوبية قال الله تعالى : ( وَ لَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَ ٱلْأَرْضَ وَ سَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَ ٱلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ) سورة العنكبوت الآية 61 .

• إجابة دعوة المضطر من كل الأديان ، قال الله تعالى : ) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ سورة النمل 62 .

• تكليم الله سبحانه و تعالى لموسى عليه السلام ، قال الله تعالى ( قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَنْ تَرَانِي ) سورة الأعراف الآية 143 .

• الآيات الكونية ، علامات و أدلة على وجود الله و تفرده بالربوبية ، من السموات و الأرض و البحار ، خلق الإنسان قال الله تعالى : ( وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ) سورة الذاريات الآية 21 .

ثانياً : توحيد الألوهية : هو إفراد الله بالعبادة كالصلاة و الصيام و الدعاء و الاستعانة و غير ذلك ، قال الله تعالى (( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيَايَ وَ مَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ، سورة الانعام الآية 162 .

ثالثاً : توحيد الأسماء و الصفات : و هو الإيمان بأسماء الله و صفاته على الوجه الذي يليق بجلاله من غير تحريف و لا تعطيل ، و من غير تكييف و لا تمثيل ، فأهل السنة و الجماعة يثبتون أن لله صفات حقيقية لا تشبه صفات المخلوقين ، و أن لها معان تليق بجلال الله و عظمته ، و أنه لا يعلم كيفية صفاته الا هو .

أقسام التوحيد الثلاثة متلازمة لا ينفك أحدها عن الآخر فمن أتى بنوع منها و لم يأت بالآخر لم يكن موحدا ، التوحيد هو السبب الوحيد لدخول الجنة و النجاة من النار ، و جميع الأعمال لا تقبل إلا بالتوحيد ، و أن كل صلاح في الأرض سببه التوحيد ، و أن أسعد الناس بشفاعة رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه .

توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية فمن اقر بأن الله هو الخالق الرازق المدبر لزمه أن يعبد الله وحده ، و توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية فمن اقره الله بالعبادة لابد أن يكون قد اقر بأنه هو الخالق الرازق المدبر .

اعداد : فاطمة الثني

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى