الاولىالرئيسيةليبيامتابعاتمقابلات

 المدير المساعد لمستشفى مزدة العام: “لا أحد يقدم لنا الدعم نحن نتعايش مع المعاناة كل يوم لا الجهات المسؤولة ولا الجهات الخيرية”

 

خاص فبرير

حاورته: سالمة عطيوة

أيهما أهون

لا أحد يقدم لنا الدعم لا جهات مسؤولة

ولا الجهات الخيرية

المستشفى مليء بالكوادر الأجنبية

لأن الكوادر الليبية لا يمكن أن تعمل

في هذا الجحيم بمبلغ زهيد

توفيت عدة حالات بسبب الولادة المتعسرة وتسببت الرعاية الصحية الخاطئة في الكثير من الاعاقات.

العلاج في الداخل بين الواقع والطموح

العلاج بالكي ام العلاج بالمصحات الخاصة

درهم وقاية خير من قنطار علاج

هكذا كانوا يقولون او هكذا كانت تحذيرات بني البشر لبعضهم كي يصحوا ولاتكلفهم اسباب الصحة الا درهما واحدا  معنويا لمقاصد تشتمل علي الحرص والوقاية قبل الوقوع في المرض ومصاريفه..

ولكن ثمة تغيير في ظاهر وجوهر هذا القول.. فلم يعد بامكان ذلك الدرهم ان يكون واقيا لك من الاصابة بمرض أو عدوى لاقدر الله كما انه لم يعد رقما في حسابات الوقاية التي اصبحت ضرورية ومستمرة ومكلفة في بعض الاحيان بالنظر لمداخيلنا البائسة..

لذا تلاشى الدرهم وتضخم القنطار المعنى بالعلاج .. ليصبح كما النص الكريم قناطير مقنطره.

نعم تضخم واصبح كومة مضاعفة من الاوراق النقدية التي تستلزم علاجك بالداخل هذا بعد تعذر علاجك بالخارج الذي لم يعد حلا بالنسبة لاقتصاد وميزانية الدولة..

لذا تم اسقاطه كأهم الحلول البديلة التي ترجو استعادة صحتك او صحة قريب او حبيب لك من خلالها ..

ولكن مايهمنا او بيت قصيدنا الحالي هو العلاج بالداخل.. كيف تحول من طوق نجاة صحي يكون بديلا عن العلاج بالخارج ليصبح هو الاخر  نفقا مظلما يضاعف من هواجس امراضنا ويزيد حدة القلق والهوان علينا..

المستشفيات العامة خسرت كل قيمتها الا القليل منها والاسباب متعددة.. اما العيادات والمصحات الخاصة فقد اصبحت اشبه ماتكون بالجلاد الذي يمارس مهنته دون اكثرات او رحمة لمن يقوم بجلده..

حيث لم يعد المواطن يفرق بين العلاج بالكي او العلاج بالمصحات الخاصة فكلاهما نيران تحرق جسده……

من هذا المنطلق كان لزاما علينا الوقوف على احوال مستشفياتنا العامة وبدأنا بمستشفى مزدة العام حيث تم افتتاحه في 1972 بسعة سريرية 220 سريرًا كان يقدم خدماته لمدن (مزدة والشقيقية وفسانو ونسمة والقريات وطبقة والشويرف و أبو الغرب وراس الطبل وفوار الغني) و كان عاماً كبيراً يضم كل هذه المناطق. على مساحة تقدر بأكثر من 20 هكتاراً به حديقة و غابة حوله وبه محطة وقود ومحرقة وثلاجة جثامين ومعهد صحي وعمارات سكنية للأطباء عددها 4 عمارات بـها 3 أدوار كل عمارة فيها 6 شقق وبه بئر مياه و محطة ضخ و كان ممتلئاً بالكوادر الاجنبية بمختلف تخصصات وتحصل على عدد من شهادات الجودة والتراتيب الأولى على المستويين المحلي والدولي وبه قسم الأشعة ومطبخ ومطعم كبير جدًا ومغسلة وقسم العزل وقسم باطنة رجال و نساء وأطفال وقسم جراحة رجال و نساء وقسم النساء و الولادة وقسم غسيل الكلى تم استحداثه ويوجد به محطة توليد كهرباء و يوجد به 3 صالات عمليات جراحة عامة وصالة عمليات الولادة ويوجد به قسم طواريء ولكن ؟؟؟؟ .

بعد الأحداث اغلق المستشفى وهاجرت الكوادر الأجنبية للمستشفى وتم سرقة اجزاء منه وتعطل التصوير المقطعي المستشفى يقوم بعمليات جراحية عامة مثل (البواسير والمرارة والزائدة الدودية الملتهبة وعمليات البتر و الدوالي و غدة الدرقية  استئصال الرحم. والطحال) وغيرها الكثير والكثير وعمليات النساء والولادة.

في لقاء لا يخلو من الصراحة مع المدير المساعد لمستشفى مزدة العام الدكتور محمد عيسى السيفاو الذي طرحنا عليه الأسئلة فاجاب عليها مشكورًا ..

من خلال بحثنا علمنا أن المستشفى يعمل بامكانات ضعيفة كيف يمكن إجراء العمليات في ظل هذه الامكانات؟.

كان بالمستشفى ثلاث صالات عمليات كبيرة قامت إدارة المستشفى بتجميع لوازم هذه الصالات في صالة عمليات واحدة (بالتلفيق و الترقيع) ومن خلالها تمكنا من إجراء هذا الكم الهائل من العمليات حيث قام فريق طبي متطوع بالتسول من المستشفيات المجاورة بعضاً من اللوازم والمعدات الطبية لم يكن الأمر صعباً أو شاقاً لأن هذه مستشفيات لا تعمل وهذه المشغلات تعد عبيئاً عليهم وستصبح صلاحيته منتهية بعد وقت وربما تعدم .

كم هو سهل أن تتحصل على لوازم طبية مخزنة من مستشفيات مقفلة خاصة عندما لا تتمكن إدارتها من بيعها في السوق السوداء .. سيدتي الأمر محزن.

واخبركِ أن المشغلات والمواد الطبية المطلوبة مثل الأدوية وغيرها يمكن أن تتحصل عليها ايضا من الشركات التجارية الكبيرة خصوصا عندما تكون صلاحيتها قريبة من الانتهاء

 يعني أنه هنالك عدة تخصصات وكوادر طبية وفنية ممتازة؟

نعم يوجد عدة تخصصات الحمد لله . الكوادر الفنية تم ايجادها من العدم.

 

المستشفي يقع في منطقة نائية  ويقدم خدمات

نظراً للكثافة السكانية الهائلة (أهل كرم ونخوة و غيرة وحمية) ولكن ينقص الوعي والثقافة والتعليم و هذا يحتاج لجهد وجدية وعمل متواصل لتوعية الناس وتغيير العديد من الافكار والقناعات السلبية التي تعاني منها المناطق الريفية .

كان المستشفى ممتلئاً بالكوادر الأجنبية لأن الكوادر الليبية الطبية لا يمكن أن تعمل في هذا الجحيم بمبلغ قدره750 د.ل هذا مرتب الطبيب والله أعلم كم سيكون مرتب الطبية المساعدة برغم كل هذا فالكوادر الأجنبية تعمل بشكل جيد في المناطق الريفية لأن العوائد المادية لديهم كبيرة جدًا بحكم تعاقد دولهم العظمى مع دولتنا الصغرى، فهي تكفل حق مواطنيها بواسطة مواثيق وعهود دولية ولا يمكن لدولتنا مخالفتها؛ ولكن بعد الأحداث الأخيرة سحبت كل الدول الأجنبية أفرادها من أطباء و طواقم طبية؛ وظلت المستشفيات الريفية خاوية تمامًا من كل شيء؛ وعاد النَّاس إلى المداوات بالدجل والبخور والاعشاب فماتت الأرواح واجهضت الحوامل وتوفي العديد منهم في الولادات المتعسرة وخلفت الرعاية الصحية الخاطئة الكثيرة من الاعاقات. ومات الكثير من الأطفال نتيجة إجراء عملية ختان بموس بوخوصة

من خلال بحثنا وجدنا أن 300 عملية ولادة طبيعية وهذا مؤشر يحسب لكم في الوقت الذي تجري فيه العيادات الخاصة عمليات قيصرية مع تكاليفها العالية؟

الرقم سيدتي صحيح .. فالبادية معدل الولادات لديهم عالية نتيجة قناعات وأفكار وتربية معينة ترغب في كثرة الأبناء في الوقت الذي ينبغي فيه تنظيم وترتيب أمر الإنجاب نظرا لظروف البلاد ومن أهمها الظروف الاقتصادية وكذلك مراعاة لصحة الأم وحتى يتمكن الوالدان من تربية الابناء دون التعرض لضغوط الحياة ولكن الواقع شيء والمأمول شيء.

 وهل هناك وعي بأهمية تطعيم الأطفال ومن المسؤول عن عمليات التطعيم وهل متوفرة ؟

للأسف عمليات تطعيم الاطفال مسؤولية وحدات الرعاية الصحية الاولية المتمثلة في (المستوصفات) التي هي مقفلة ولا تقدم حتى خدمة الحقنة في العضلة هي بؤرة للنهب وتحتوي على عدد مهول من الموظفين والممرضين الذين هربوا من مسؤولية تقديم الخدمات في المستشفيات العامة فيقومون بالانتقال لهذه الوحدات لانها مقفلة ليمكثوا في بيوتهم من دون أي عمل مع تقاضي المرتبات الزهيدة من الدولة. نحن نسمي المستوصفات هذه مثل (الشقاقة التي تضع فيها النقود) . مكان اوجدته وزارة الصحة ليركن فيه الموظفون للخمول و السبات الكامل طوال السنوات حتى سن التقاعد.

كم بلغ حجم الميزانية للعام الماضي؟؛ وهل تعد كافية ؟

600 ألف دينار غير كافية حتي لتنظيف أرضية المستشفي بالكلور.

ما الحل مع هذه المشكلة طالما الطواقم الطبية كلها أجنية وسافرت ؟

لنوضح هذه النقطة .. الطواقم الطبية الاجنبية غادرت البلاد وبقيت المستشفيات الريفية خالية تماما. فما كان من إدارة المستشفى إلا أن قامت بتدريب عناصر ليبية شابة من المنطقة من خلال دورات سريعة مدة 6 اشهر تعلمهم اسعافات اولية و بعض مهارات التمريض و الادوية و مصطلحات انجليزية.

المستشفى بالكامل يوجد فيه 4 أطباء ليبيين و2 أجانب فقط مع أن سعته السريرية 220 و هذا رقم يعرفه المتخصصون في إدارة مستشفيات وهذا يعني أنه مستشفى له القدرة على استيعاب 220 مريضاً في الايواء داخل الاقسام يعني اقل شيء يحتاج إلى 800 موظف وميزانية اقل شيء 5 ملايين إذا اردت فعلا ان تقدم خدمات إلى 220 مريضاً كل 5 مرضى يحتاجون إلى طبيب و ممرضين كحد اقل .

باعتبار المستشفى يستقبل اصابات حوداث المرور هل الامكانات المتاحة تمكنكم من إجراء العمليات الجراحية ؟

المستشفى يستقبل حالات الحوادث بإعتبار موقعه على الطريق الرئيس الرابط بين الجنوب و الشرق و الغرب وهو اقرب مستشفى للمواطنين في حال وقوع حادث. و ايضا المستشفيات الأخرى على هذا الخط مقفلة و لا تقدم خدمات . الجميع يعلم و خاصة اهل الاختصاص ان حوادث السيارات تحتاج لمستشفيات خاصة و نوعية للعمل عليها لانها تعتمد علي سرعة الاستجابة و خدمات و الكفاءة و معدات و اللوازم و الفريق الطبي النوعي حتي تتمكن من انقاذها . اذا كان مستشفى الحوادث المتخصص الموجود في مدينة الزنتان المجاورة لنا او غيرها مغلقة و غير قادرة علي استقبال حالات الحوادث لانها تعاني من نقص الامكانات فكيف يقع اللوم على مستشفى عام به الكثير من النقص و يستقبل كثافة سكانية عالية من مختلف المدن بمختلف التخصصات ان يتمكن من انقاذ حالات الحوادث بدون دعم.

 هل هناك جهات تقدم الدعم للمستشفى لتقديم خدماته للمواطنين ؟

لا أحد يقدم لنا الدعم لا جهات مسؤولة و لا الجهات الخيرية . ولكن حتي اكون دقيقا يوجد نوايا من بعض الجهات في المساعدة مثل المؤسسة الوطنية للنفط ولكن إلى الان لم تقدم شيئاً لنا قدمت بعض الوعود ثم ننتقل الي مؤسسة احسان الخيرية قدمت لنا مضخة مياه بعدما تعطلت مضخة مستشفي مدة 3 اشهر بدون ماء في أثناء ازمة «كوفيد19» وهذه تعتبر كارثة ثم حدث بعض الدعم من المستشفيات العامة التي تقع بالعاصمة بمستلزمات طبية وادوية و مواد تنظيف و ان كانت صلاحيتها قريبة ولكن هذا بمثابة الدعم والفضل الذي لا يمكن نسيانه وهناك بعض الدعم ايضا من صيدليات او شركات الخاصة بالادوية سواء جيدة صلاحية او قريبة صلاحية.

سيدتي انا اقول هذه الكلمات و قد خنقتني العبرة للاسف الجهات المسؤولة بدلا ان تدعمنا هي في تضييق مستمر علينا الامر في غاية الصعوبة . نقل الادوية التي تكون قريبة صلاحية تتعرض للتفتيش و الايقاف و الحجز من قبل بعض الجهات وهذا يزعج سائقي النقل جدا لأننا نعمل علي تأجير حاويات خاصة لنقل هذه الأدوية من العاصمة إلى المستشفى والطريق طويلة ونتعرض للايقاف . لا يعلم أحد حجم المعاناة لا يعلم رجال الأمن و البوابات أن هذه ادوية تعني الكثير للفقراء و من ليس له حول ولا قوة لشرائها انه عندما نصرف بعض الادوية للمريض في العيادة يمكث أياما ثم يعود الينا فإذا بالحالة اكثر سوءًا و من دون تحسن يذكر انا كطبيب ابحث عن الاسباب؟ اراجع العلاج؟ اكرر اخذ فحص المريض من جديد. في نهاية الامر اطلب منه احضار الادوية التي تناولها ؟ حتي اتأكد منها ؟ منهم من يذهب و لا يعود. ومنهم من يعترف بأنه لم يشتري الادوية وليس له القدرة على شرائها . الاعتراف يخرج منه مكبوت . يخرج بدمه بألمه ببؤسه . صعب جدا على المواطن الانسان ان يقول انه محتاج. الحاجة إلى الدواء تختلف عن الحاجة إلى الطعام تختلف عن الحاجة إلى الوطن يوجد لدينا جرعات بعض الادوية لحالات الطواريء فقط . هل تتصور أن تتردد عليك حالات معينة لتتناول أدويتها من جرعات الطوارئ يوميا ؟؟؟

هل قمتم بمراسلة وزارة الصحة والامداد الطبي لتوفير المستلزمات الطبية في حكومة الوفاق سابقًا؟

قمنا طبعا ولكن لا حياة لمن تنادي . كأنك تنفخ في الرماد لتشعل النَّار. ولدينا من المستندات ما يثبت تواصلنا المستمر معهم ونعاطيهم عجزنا ونقص مواردنا بل يزيدون في عرقلتنا ووضع صعوبات ونضطر للسفر مسافات طويلة ونعبر طرقاً متعبة حتي نذهب إلى مكاتب الجهات المسؤولة و لا نجد من يستقبلنا.

 الآن ماحال المستشفى ؟ وهل تم التواصل مع وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية ؟

حكومة الوحدة الوطنية لم تقم بزيارتنا اطلاقا .. لعدة أسباب

عليكم المطالبة بالاحتياجات لحلحة معوقات العمل؟

بيئة العمل طاردة ياسيدتي وكان الله في العون .

انهيت اللقاء ولسان حالي يقول ما ذنب المرضى وهم يستغيثون لتلقي العلاج وهو من ضمن أولويات حقوقهم .

صورة الدكتور حسام عز الدين توضح حجم الماساة .. مؤخرًا حادث سير أدى إلى وفاة عائلة كاملة في الطريق بين غريان و مزدة هذا وقد نوهت إدارة المستشفى مرارا وتكرارا إلى أنه على حكومة الوحدة الوطنية ووزارة الصحة وجهاز الاسعاف والطواريء دعم المستشفيات التي تقع على هذا الطريق بالامكانات والمعدات الطبية وسيارات الاسعاف.

ظلت المستشفيات الريفية خاوية من كل شيء؛ وعادت النَّاس إلى المداوات بالدجل والبخور والأعشاب فماتت الأرواح واجهضت الحوامل.

توفي العديد منهم في الولادات المتعسرة وخلفت الرعاية الصحية الخاطئة الكثيرة من الاعاقات.

ومات الكثر من الأطفال نتيجة إجراء عملية ختان بموس بوخوصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى