رأي

النضيدة..!! للكاتب الناجي الحربي

 

 

حينما كنتُ مدير تحرير صحيفة (الجبل) قبل ثلاثة عقود من الزمن .. كانت الصحيفة تحت إشراف أمانة الثقافة بالجبل الأخضر وبدعم من اللجنة الشعبية بالجبل الأخضر .. كان أمين اللجنة الشعبية حريصًا على توزيع الصحيفة في موعدها فكلف الغرفة الأمنية للجبل الأخضر بمتابعة ومساعدة أسرة التحرير .. وبما أن الإخراج والمونتاج وكذلك الطباعة تتم بمطابع الثورة  في مدينة بنغازي .. كنا نسافر قبل موعد الإصدار بيوم لإنهاء إجراءات الرقابة ومن ثمّ عمليات الإخراج والخط والمونتاج والطباعة والتي عادة ما تنتهي فجر اليوم التالي ..

في طريق عودتي كانت سيارة النجدة تقلني وخمسة آلاف نسخة من الصحيفة .. وعند وادي الكوف تلقى سائق السيارة مخابرة عن طريق جهاز اللاسلكي المزود بالسيارة .. كنتُ خائفًا فالتزمتُ الصمت .. واكتفيتُ بمتابعة المحادثة .

– آلو من 1/1 إلى 7/ 1 هل تسمعني؟

– 7/1 اسمعك جيدًا

– 1/ 1 أين أنتَ ؟

– 7/1 على مشارف  قرية مسّة

– 1/1 راك تنسى النضيدة ..

– 7/1 حاضر .. كون هاني .

توقف سائق السيارة أمام مخبز  بمدخل قرية  مسّة .. وخرج بصندوق مليء بأرغفة مدورة من  الخبز الساخن .. ثم فتح جهاز المخابرة المرفق بالسيارة .. وأجرى المحادثة التالية ..

– من 7/1 إلى 1/1 هل تسمعني ؟

– 1/1 اسمعك بوضوح

– 7/1 تم استلام النضيدة

– 1/1 هل هي ساخنة ؟

– 7/1 نعم .. وتتباوخ

– 1/1 سلم خشمك .. جيب معاها تن.. !!

الناجي الحربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى