رأي

بعد بريد هيلاري

أمين مازن

اشترطت بعثة الأمم المتحدة للدعم على لسان ممثلتها بالإنابة «ستيفاني وليامز» على الساسة الليبيين الراغبين في المشاركة بالمؤتمر النَّوعي المختلف والمكلف ربما بالحوصلة لما سبقه عدم مطالبة هؤلاء بأي منصب من المناصب القيادية المطروحة للتفاوض أو التى قد تمليها مخرجات الحوار بعد أن حُدّد مكان اللقاء بتونس وزمانه مختتم أكتوبر، لِما في مثل هذا الالتزام من الصدقية والتى تأكد للبعثة الأممية انعدامها في الذين طالما حرصوا على حضور هذه الملتقيات إلى درجة الاحتراف، إذ لم يعد خافياً على كل متابع ما اشتُهِرَ به عديد المحاورين من النهم على الإستفادة التى لا تعرف التوقف حتى أن المندوب المستقيل غسان سلامة على ما هو عليه من التهذيب، لم يتحرّج في استعمال كلمة النهب حين وقف على المغالاة في الكسب، ولقد أثار هذا الشرط ارتياح كل من يتابع الأحداث بمسؤولية أملاً في أن يتحقق عن الالتزام بهذا الشرط الحد الأدنى من إحساس المواطنين بأنهم أصحاب الكلمة في بلادهم، وأن ما سيطر على بعض النفوس الضعيفة من أنها دون غيرها الجديرة بجني ثمار فبراير، وما على الآخرين سوى أن يكتفوا بالفخر لأن نظاماً سادهم ولم يرقب فيهم إِلًّا وَلَا ذِمَّةً، فقاومته الأغلبية منهم طوال العقود التى انقضت إبان سيادته، إن لم يكن بالعمل فعلى الأقل بعدم التعاون معه وترديد تُرّهاته والصمت في أحيان كثيرة يمثل الموقف الأبلغ إزاء رديء الكلام، لقد ضاعف من استشعار الإرتياح تزامن الموقف الأممي مع كشف الدوائر الأمريكية عن البريد الالكتروني «لهيلاري كلينتون»، وزيرة خارجية «أوباما» أثناء هبوب رياح الربيع العربي الذي كانت ليبيا في خضمه ومارست على أرضها القوى الدولية ما لا حصر له من الصراع، والذي خلق منها ساحة لمساومات صغار الوكلاء ممن رأوا في القضاء على كوادرها ووثائق أرشيفها وبعد أن ضفروا سريعا بمقدراتها وكل ما يشيع الفوضى في ربوعها وإفراغ كل منجز فيها من محتواه، مما يعني أن ما اشترطته الأمم المتحدة وتحمست له الممثلة بالوكالة من ربط التعهد المطلوب بالمشاركة المنشودة، ما كان له أن يُعلَن بمثل هذه الصراحة لولا توفر الأسباب المبررة من خلال ما شهده هذا البلد من التسابق نحو كل ما يفسد و يشيع الخراب وظهرت أثاره في استحقاقنا صفة الدولة الفاشلة بأمتياز، ولكن دون المسارعة بالانقاذ المطلوب، ما نريد أن ندعوا إليه معشر الذين لم ندخر -عبر هذا الفضاء خاصةً وبعض الصحف عامة- جهداً في التنبيه إلى كل ما رأينا واجب التنبيه إليه، ضرورة أن تقرن البعثة وبالأحرى السيدة «ستيفاني» عدم التقدم للمشاركة في الحوار بالإحجام عن طلب أي موقع من المواقع، مكاشفة كل من ثبت تورطه في الإستفادة من تقدم الصفوف بأن مرحلة جديدة قد حلَّت بالمنطقة عامة وربما ليبيا خاصة، تختصر عنوانها في كلمة واحدة « بعد بريد هيلاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى