رأي

تسخير الحرب الصفريه

بعد الحرب التقليدية الجيل الأول : وهي التحارب بالسلاح الأبيض بالسيوف وهي حروب الشجعان  وحروب الجيل الثاني : التحارب والقتال بالأسلحة النارية وهنا يتساوي الشجاع مع الجبان ونشأت في الحرب العالمية الثانية حرب الدمار الشامل وخاصة بعد قصف المدن اليابانية هورشيما ونجازاكي بقنابل نووية فتكب بمئات الآلاف في غمضة عين مخلفة دمار شامل وآثارمدمرة للحياة امتدت لعقود زمنية طويلة ظهر موضوع الحرب الصفرية تم تداوله كثيرا بين كبار القادة والمستشارين العسكريين  الأمريكان وتوافق عليه السياسيون الذين  يهتمون بالمحافظة على أصوات منتخبيهم  من دافعي الضرائب والذين ملوا قتل جنودهم بالآلاف خلال حروب اليابان وفيتنام والكوريتين وأفغانستان والعراق أخيرا وقد وضعوا نظرية الحرب الصفرية التي لا تحتاج لتنفيذها كثير من الخسائر والأرواح وهي نوع من الحروب يمثل الجيل الرابع وهي أن تجعل عدوك يحارب نفسه بنفسه مستغلا الطابور الخامس والجواسيس والخونة المحليين في ذلك البلد وتتم باستثمار الصراعات الداخلية والدينية والفكرية والقبلية الجهوية  وذلك بتأجيجها بنشر الفتن والفوضى والإغتيالات  وطلب الثارات  وإضعاف أجهزة الدولة الأمنية والخدمية والإقتصادية والمالية وغيرها .

قال المفكر الفرنسي روجيه غارودي  إن الغرب بهذه الحرب يقاتل بالتكلفة الصفرية فالعدو يقتل نفسه بنفسه وهو من يدفع ثمن السلاح ولانخسر شيئاً في النهاية بل سنربح الكثير  من إعادة البناء للخراب والدمار والتحكم في أركان الدولة الفاشلة في النهاية .

الحرب الصفرية تتم كالتالي/

أولا: تختار دول تابعة خانعة تسير عن بعد لتولي التسليح والدعم وصرف الأموال وتلقي الصفعات والتنديد والعتب الدولي مع ملاحظة توفر لجان من البنتاجون مع الأجهزة القومية والهيئات السياسية التي ستغطي وتوقف كل أخطار أو قرارات تضر بهذه الدول وتتصل بها وتعمل على عدم تدخل دول أخرى أو منظمات حقوقية أو غيرها قد تتحرك تلقائيا .

ثانيا: خلق صراع إيديلوجي طائفي أو عنصري أو مذهبي أو جهوي وفي حالة عدم توفر ذلك خلق خلاف بين الأقاليم والمناطق بأي شكل .

ثالثا: عزل منطقة أو اقليم ما في الدولة المراد تدميرها والتحكم بها والعمل بحيث الا تكون خاضعة لسيطرة تلك الدولة الهدف .

رابعا: العمل على إنشاء قوات أو جيش من الأشرار من تلك الدولة  ليكونوا أداة قتل وتدمير دون رحمة أو تفكير عقلاني  يكون الجيش خليط من رجال العصابات والصحوات والمجرمين والبطالة وغيرهم لأستمالهم بديلا عن جيش الاحتلال .

رابعا : الزج بالأطفال والشباب المنحرف الجاهل والأمي  وعديمي الوعي والثقافة وإنخراطهم في قتال بعضه البعض لينشأ جيل مشبع بالقتل والتدمير وفي النهاية خلق الدولة الفاشلة التي يسهل السيطرة عليها في نهاية المطاف  وترضى بأي كيفية للحكم بمساعدة الدولة الراعية لهذه الخطط  وقد سبق وان نفذت في تشيلي بحذافيرها ونجحت نجاحا باهرا.

عادة قد تنتج تغيرات ديمغرافية على الأرض  ويتم التقسيم  وظهور دول جديدة وزوال أخرى كما تؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وخراب شامل لتلك المدن والتي تسارع الدول الراعية والمتورطة لأقتسام أرباح خيالية من تولي إعادة البناء بفاتورة باهظة الثمن .

يبقى تنفيذ الحرب الصفرية يمكن أن تقوم به دولة عظمى أو قوية يمكن الإعتماد على دول أخرى بالوكالة لتنفيذ ذلك الهدف وأن تبقى الدولة الراعية خارج المشهد تماما وقد تفقف سياسيا بشكل ما مع الدول المستهدف تدميرها.

    محمد بن زيتون

امال الشراد

آمال محمد عبد الرحيم الورفلي/ صحافية / مدير تحرير الموقع الالكتروني لصحيفة فبراير متحصلة على :- - ليسانس في الإعلام من جامعة قاريونس سنة 1997 م - دبلوم دراسات عليا قسم الإعلام من مدرسة الإعلام والفنون بالأكاديمية الليبية .. - تعمل على إنجاز رسالة علمية لنيل درجة (الماجستير) في الصحافة . - عملت مدير تحرير للموقع الالكتروني لصحيفة فبراير بهيئة دعم وتشجيع الصحافة - عملت مدير لمكتب لجنة الإعلام والثقافة والمجتمع المدني بالمؤتمر الوطني العام من 2012 الي 2016. - عملت محررة في هيئة دعم وتشجيع الصحافة ( صحيفة فبراير) .بعد 2011 م . - عملت محررة في الهيئة العامة للصحافة من 1998 الي 2011 م. ـ عملت كباحثة وإدارية في مركز البحوث والتوثيق الإعلامي والثقافي 1997م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى