إستطلاعاتالاولىالرئيسية

جهات غابت وأخرى حضرت كمتفرج ماذا حدث في ليلة «الميلود» هل أنقذ شح السيولة أطفالنا ؟ من هي الجهة التي حملتها مديرية أمن طرابلس المسؤولية

استطلاع: أمال الشراد

ليلة المولد النبوي الشريف، أو ليلة «الميلود» كما يقول الكثير من الليبيين، لم تمر بدون أن تثير الكثير من الأسئلة، وخاصة مع جائحة كورونا من جهة، وأزمة السيولة من جهة أخرى، لقد بدأت قبل أن تبدأ بنحو عشرة أيام، «خط ولوح»، ونجوم الليل، وألعاب نارية مختلفة، بما في ذلك القنابل الصوتية.

كيف تحولت مناسباتنا الدينية إلى ظواهر استهلاكية، ولم يتخل الليبيين عنها رغم كورونا الأكثر شراسة، والسيولة الأكثر تأزم؟ ولكن السؤال الأهم الآن: كيف دخلت كل هذه الألعاب النارية إلى السوق الليبي، وبهذه الكميات الضخمة؟ الذين ادخلوا هذه الألعاب النارية المحظورة إلى السوق الليبي وعبر المنافذ البحرية الليبية أليس بمقدورهم إدخال قنابل، ومواد متفجرة قد تستخدم من قبل عناصر إرهابية؟ أين تلك الأهازيج الشعبية التي كان يرددها الصغار في مثل هذه الليلة: « هذا قنديلك يا حواء من الصبح يضوي لتوا»؟

أحيا الليبيون الأيام الماضية ليلة ذكري المولد النبوي الشريف في أجواء روحانية بهيجة، لم تغب فيها الأناشيد والأذكار وهدايا الصغار وان كانت ليست كسابقاتها من ليال ؛ بسبب فيروس كورونا وإجراءاته الاحترازية المتمثلة في التقليل التجمعات والاختلاط التي التزم بها البعض . لكنها تميزت كسابقاتها بالفوضى والضوضاء بسبب الألعاب النارية والمفرقعات التي عكرت صفو سكون الليل وأجزاء من النهار .

وما زاد الطين بله أننا نسمع بأن الجهات المعنية في الحكومة شددت الرقابة على عمليات استيراد وبيع الألعاب النارية، وإنها أطلقت حملات توعية للتنبيه من مخاطرها التي ينجم عنها من حروق لانفجارها في اليد في الوجه وفقدان حاسة السمع والبصر، بالإضافة إلى إصابات خطيرة قد تؤدي  إلى بتر أصابع اليد والأطراف واندلاع الحرائق .

فبراير رصدت ما حدث في تلك الليلة وما سبقها من أيام في هذا الاستطلاع :

خطة أمنية

أعلنت مديرية أمن طرابلس عن خطة أمنية تستهدف القبض على تجار الألعاب النارية والمحافظة على الأمن داخل العاصمة خلال فترة الاحتفال .

فعشية ليلة المولد النبوي الشريف وعبر لقاء مصور نشر عبر منصة الفيس بوك قال العميد سالم البوراوي رئيس مركز شرطة غوط الشعال إنهم ضبطوا أعدادا كبيرة من المفرقعات والألعاب النارية دون الإشارة لمصدر دخولها للبلاد .

وأضاف : لا نتحدث عن الألعاب الخفيفة مثل الخط ولوح أو لقد ضبطنا « منصات » أو ما تعرف بـ « الجرات » وهي مفرقعات خطيرة تحوي ما يقارب 100 قذيفة هي اخطر من قذيفة الكلاشنكوف والمسدس، أسعارها تصل لـ 350 دينار للمنصة الواحدة، هذه المفرقعات الخطيرة مرتفعة الأسعار لا فائدة منها إلا تحويل أفراحنا إلى أحزان وهدوءنا إلى قلق وفوضي .

وألقى البوراوي باللوم على أولياء الأمور من آباء وأمهات وتجار فهم السبب فيما يحدث حسب قوله تحت مسمي او ذريعة « بنفرحوا أولادنا » . مضيف هذه العاب خطيرة علينا جميعاً .

وحذر التجار ومروجي هذه الألعاب والمفرقعات قائلا:- قوانين الدولة الليبية جرمت الاستيراد والاتجار بهذه المواد الخطيرة فهي وفق القانون الليبي جريمة يعاقب عليها القانون، ونصح أولياء الأمور والعائلات الليبية والتجار بالحرص على أبناءهم بعدم شراء واستخدام هذا الألعاب، وطالب أئمة المساجد بنصح المواطنين بذلك، مرددا بصوت لا يخلوا من الألم :

اليوم سترون أثار استخدام هذه المفرقعات !!

اليوم سترون دموع الأمهات على أطفالهن !!

وختم  حديثه بالتأكيد على أن التعليمات صدرت والخطة الأمنية ووزعت وستنفذ داخل نطاق مدينة طرابلس بالكامل منبها المواطنين بضرورة التبليغ عن

مستخدمي هذه الألعاب ومن يتاجرون بها قائلاً كل سلبي يتحمل مسئولية ما يحدث .

الصمت الرهيب …

هناك جهات معنية بما حدث ليلة المولد النبوي الشريف لكنها التزمت الصمت وفضلت مراقبة ما يحدث من بعيد، منها مصلحة الجمارك وهي هيئة مدنية نظامية تابعة لوزارة المالية تتولى تنفيذ ومتابعة السياسات والقرارات الخاصة بعمليات الاستيراد والتصدير والرقابة، بمعني آخر هي المسئول الأول عن دخول هذه المواد الخطيرة للبلاد، فالمتابع لأخبار ونشطات المصلحة عبر صفحتها في الفيس أو عبر البرنامج المرئي « حصاد الجمارك» الذي تشرف علية لا يجد أي أخبار عن ضبط دخول هذه المواد .

شاركتها في الصمت والمراقبة وزارة الشئون الاجتماعية التي خلت منصاتها الاجتماعية من أي أخبار أو حملات لتوعية المواطنين بأخطار هذه الألعاب على صحة أطفالهم الصحية والنفسية، وتأثيرها على ميزانية الأسر الليبية .

أيضاً القنوات الفضائية ومحطات الراديو والصحف تناست أن احد أهم وظائف الإعلام الهادف هو التوعية والتثقيف و لم يكن لها إي نشاط أو دور يذكر بهذا الخصوص فغابت بشكل ملحوظ برامجها التوعوية.

سلع استيرادها غير متاح للجميع

المفرقعات بكافة أنواعها – بنادق الصيد النارية والذخيرة الخاصة بها – القذائف الدخانية – قذائف الإضاءة – بنادق ومسدسات المسامير الخراسانية وذخائرها – الألعاب النارية للمناسبات الوطنية ووفقا لقرار مجلس الوزراء رقم (188 )

لسنة 2012 ميلادي والقاضي بإصدار اللائحة التنفيذية للكتاب الثامن من قانون النشاط التجـاري رقـم 23  لسنة 2010 ميلادي بشأن الأحكام المنظمة للتصدير والاسـتيراد والذي نصت مادته الثالثة على ان تحدد السلع والبضائع المحظورات و المقصور تصديرها أو استيرادها على بعض الجهات بقرار يصدر عن الوزير لاعتبارات دينية أو صحية أو بيئية أو أمنيـة أو حمائية أو تطبيقاً لاتفاقيات دولية والتي ححدتها الوزارة وفق قرار صادر عنها تعتبر هذه السلع خطيرة ويقتصر استيرادها على الشركة العامة لاستيراد السلع الأمنية . وقد عمل بهذا القرار من تاريخ صدوره والغي كل ما يخالف أحكامه .

عليه فإن القانون الليبي يجرم ويعاقب من يقوم باستيراد هذه المواد بشكل مخالف وتقوم النيابة العامة بمعاقبة وفقاً لإحكام القانون .

انخفاض ملحوظ في عدد الإصابات

في الموعد و كعادتهم كانت العناصر الطبية والطبية المساعدة والتسييرية والفنية والأجهزة الأمنية في مستشفى جراحة الحروق والتجميل في الموعد، فهذه الليلة بالنسبة لهم ليست ككل الليالي فأعداد الجرحى قد تفوق المئات كما حدث في إحدى السنوات وقد تتناقص مثلما حدث هذا العام لتصل 25 إصابة .

هذا ما صرح به المكتب الإعلامي للمستشفي حيث أكد على أن هذا العدد هو إجمالي عدد الحالات التي دخلت المستشفي ليلة المولد النبوي وهي متفاوتة مابين حروق سطحية وجروح بسيطة .

كما أضاف أنه لم يتم تسجيل أي حالة بتر جزئي أو كلي هذه السنة .

وأكد على أن جميع الحالات تم علاجها وغادرت المستشفى .

في هذا السياق نشرت وزارة الصحة عبر صفحتها في الفيس بوك إحصائية بعدد الإصابات للخمس سنوات الماضية جاء فيها :-

شهدت السنوات الأخيرة تراجع ملحوظ ومبشر في عدد الإصابات الناتجة عن استخدام الألعاب النارية والمفرقعات مقارنتاً بالسنتين الماضيتين،

وبحسب إحصائيات مستشفى جراحة الحروق والتجميل للسنوات الخمس الماضية كان عدد الإصابات على النحو التالي :-

– جاءت ذكرى المولد النبوي بتاريخ 3 يناير عام 2015 وكان عدد الإصابات 400 إصابة وهو يعتبر عام كارثي بكل المقاييس ..

– تكررت ذكرى المولد في نفس العام بتاريخ 23 ديسمبر 2015 م وكان عدد الإصابات 98 إصابة .

. إحصائية 11 ديسمبر 2016 م كانت 70 إصابة –

. إحصائية 30 نوفمبر 2017 م كانت 37 إصابة-

. إحصائية 20 نوفمبر 2018 م كانت 20 إصابة-

. إحصائية عام 2019 إصابات بسيطة لا تذكر –

 

شح السيولة قد يكون السبب

هذا التراجع في أعداد الإصابات وراءه أسباب أرجعتها الأستاذة خديجة الفاضلي لزيادة وعي و ثقافة المواطن والوعي والجهود المبذولة من بعض الجهات والمؤسسات الاجتماعية في السنوات الماضية، وأضافت لا يمكننا أن نتجاهل العامل الاقتصادي أو المادي فعدم توفر السيولة وتأخر المرتبات ساهم إلى حد ما في عدم شراء الأسر الليبية لهذه الألعاب والمفرقعات بإعداد كبيرة كما حدث في الأعوام الماضية .

 

ماذا حدث ليلة عيد المولد، للمواطن رأي آخر:-

– خلال جولتي في بعض شوارع  العاصمة، لاحظت عرض و بيع المفرقعات والألعاب النارية على قارعة الطريق دون الاكتراث بوجود دوريات الشرطة أو رجال الأمن .

حاولت الحديث مع احد الشاب في شارع فشلوم بعد أن اشتريت منه بعض الألعاب لمعرفة من أين حصل على بضاعته المعروضة فأجاب قائلاً بشي من الريبة : يا ابلة كان بتشري تفضلي كان هذا خليني نخدم على راسي !!!

شباب آخرون رفضوا الحديث لكن الكل اجمع على أنها تجارة موسمية مثلها مثل أي تجارة أخرى .

واستطلعت كذلك أراء بعض المواطنين حول هذه الظاهره :-

■  سالم محمد

السلع هذه تدخل عن طريق الميناء أكيد الجهات المسؤولة عارفة هذا الشئ لهذا مش المواطن بس الملام حتى الجهات الضبطية تسأل في هذا الأمر .

وردة القادري

علاش الشعب يحب النار وصوت القذائف ما سدكمش الحرب على طرابلس . حرب شوارع هذي مش احتفال بالمولد .اللي مفروض يكون بالصلاة والذكر .

ألاء الترهوني

الله المستعان ربي يحفظنا بس خلي الصغار يلعبوا !!!

■  المزوغي طارق

لازم من تفعيل دور رجل الأمن والقبض على هؤلاء المفسدين وتحويلهم للجهات المسؤولة مع فرض غرامة مالية،المفروض تتعاملوا معاها زي ما تتعاملوا مع المخدرات و الممنوعات .

احمد عاشور

من المسؤول على دخول هذه الألعاب لميناء البحري من الأساس ؟ وين الأمن والحرس البلدي والجمارك المفروض مصادرة الألعاب الخطرة قبل ما توصل لأيدي الأطفال،العالم يتفرج علينا، معقولة هذه الصورة اللي نظهروا بيها احتفالنا بالمولد النبوي لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم . أنا نعتبره جهل الجهل مصيبة .

سالم النعمي

اغلب المواطنين يشتكون من نقص السيولة في المصارف، من وين لقيوا الأموال اللي شروا بيها المفرقعات وازعجوا الناس لكلام الاباء والأمهات ان يربوا أبنائهم على ان هذا الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف .

أيمن محمد

كل عام الخطباء بالمساجد و الأطباء القنوات كلها تتكلم على أخطار هذه الألعاب لكن لا حياة لمن تنادي، أما دور والحرس البلدي والجمارك هو مفقود .

مفروض التاجر والمورد يتم القبض عليهم مع دفع غرامة مالية . هذا مش احتفال بمولد الرسول هذا احتفال بالألعاب النارية  فقط و لو كانت حب رسولنا يكون بإتباع سنته ما يحدث بدعة محدثة في الدين والله المستعان.

امال ابوبكر

شن الفائدة الشعب للأسف غير واعي، يجب منع استيراد هذه المتفجرات والمسئول هو الجهات الأمنية والضبطية في البلاد، فعندما منع دخولها لن يجدها الشعب ومع مرور الزمن تصبح عادة الاحتفال من غيرها ولكن في ضوء التسيب في المواني والمطارات والمنافذ البرية فنحن نحارب في أنفسنا .

خالد البوزيدي

ليلة المولد والله ما ارتحنا حتى الرصاص نسمعوا فيه يطلق في الهواء وين الشرطة وقبلها وين الجمارك وحرس الحدود عندما تضبط المنافذ ويمسكوها ناس تخاف ربي عندها لن تدخل هذه الألعاب إلي بلادنا وإصدار قوانين رادعه وقويه لكل شخص يستورد هذه الألعاب وهذه مسئولية الدولة أولا وأخيراً .

ابتسام خليفة

مشكلة الألعاب النارية من زمان لم تنته حتى إنه في سنة من السنوات اندلع الحريق في باب الحرية بسببها وكانت هناك خسائر مادية كبير في المحلات و فيه موتي، التجار ولم يستطيع احد ردعهم واستمروا في جلب هذه المواد النارية الخطيرة، الحل ساهل وهو التشديد والتفتيش الدقيق على المعابر الحدودية والمواني وتطبيق اشد العقوبات على المروجين .

عبدالكريم الواعر

أولياء الأمور الإباء والأمهات يشروا في الألعاب لصغارهم يبوهم يحتفلوا، كيف هكي لو كل أب أو أم ما يشريهاش يمنع ابنه من اللعب بيها الظاهرة هذي تنتهي. كذلك الحكومة تستطيع إصدار قرارات تجرم بيع وشراء تلك الأشياء، ناس يحرقوا في فلوسهم بالنار، و أزعجوا الناس، حب الرسول لا يكون بهذه الطريقة الرسول صل الله عليه وسلم ونهى عن كل هذا .

علي الهدار

المورد والتاجر اللي هرب البضاعة عن طريق الميناء هو المسؤول، ما سمعناش أن الجهات المسئولة فتحت تحقيق مع موظفين الميناء و عرفت كيف دخلت البضاعة للبلاد .انتوا تضبطوا في شاب واقف يبع في باكوات معدوده ومسيبين التجار الكبار، والنتيجة نفس المشكلة كل عام .

■  محمد علي

المشكلة مش في الألعاب النارية فيه حتى سلاح يرموا بيه ليلة المولد !!!

 

فرحة مؤقتة وإعاقة دائمة

هذا العنوان لحملة توعوية أقيمت خلال السنوات الماضية للتنيبه من خطر هذه الألعاب وهو يختصر كل ما ذكر سالفاً، ذكرى المولد انقضت والفرح انتهي وقته عند البعض بإعاقة دائمة و تشوه كان من الممكن تجنبه بقليل من الوعي هو كاف بتنبيهنا لعدم تعريض حياة المواطنين وممتلكاتهم للخطر وتحويل هذه المناسبة الدينية التي تأتي مرة كل عام من مناسبة لتذكر شمائل النبي وسيرته العطرة والاحتفاء بها إلى مأساة وحزن لبعض العائلات .

 

 

ختاماً من باب « فذكر أن الذكرى تنفع المؤمنين « نشرنا هذا الموضوع» فاتعظوا يا أولى الألباب» …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى