رأي

حدث الاثنين

 

 

بقلم: نوال عمليق

أريد محرم

كل يوم يبهرني التطور الذي وصلنا له والذي جعل البعض يتعامل بدونية مع المرأة «المرأة نصف المجتمع» هذا كلام يردده الجميع ولكن البعض يتعامل معها كنصف فارغ ومفرغ من كل شيء بما فيه العقل والفعل، وهذه ثقافة تعززت عبر مئات السنين، وأصبحت جزءا من منظومة القيم إلى الدرجة التي أفقدت المرأة ثقتها بنفسها، وباتت تتحرك أو تعمل في إطار الهامش الضيق الذي حددته مصلحة الرجل الذي أعطى لنفسه حق استغلال الدين مفسرا نصوصه وفق مصالحه.. وفي الوقت نفسه الذي توصل حكومتنا المرأة الى الوزارة  تمنع فيه فنادقنا الخاصة اقامة المرأة بدون محرم.. نعم نعم اقصد ذالك الفنادق الخاصة في طرابلس تمنع اقامة المرأة بدون محرم تتقلد نسائنا المناصب الادارية وتترئس الشركاة والكليات وتعين وزيرات وتمنع من الاقامة في فندق بدون محرم  لماذا يجب  عن المرأة أن تربط دورها بالرجل لتأخذ مكانتها؟ أينبغي أن نلحقها برجل حتى يكون لهاقيمة؟ لماذا اليس هناك المرأة العالمة والمرأة البطلة والمرأة القائد، وتلك وحدها تستدعي التفكير بثقافة فندق أقنع المرأة نفسها بأن دورها ينحصر خلف الرجل./نحن بحاجة إلى إعادة صياغة عقدنا الاجتماعي ككل. فمن الخطأ نقاش مكانة المرأة بمعزل عن واقع يشبهها ولا يمكن له إلا أن ينتج تلك المكانة، وليس من الصدفة أن تفشل بعض المؤسسات النسوية في تحقيق تقدم يذكر للمرأة وسط هذا الواقع، لا يعني ذلك الكف عن العمل، ولكن ذلك لن يقلل من ثقة المرأة بنفسها كقائد وحيوي وفاعل في المجتمع يمكنها أن تقوم بكل المهمات من ضمنها المهمات الفكرية والعقلية، لا أن تربط قيمتها بالرجل، فذلك انسجام مع استلاب المرأة لدورها لا للبحث عن مكانتها. إن مجتمعنا بحاجة إلى وقفة أكبر أمام ذاتها ومكانتها، فهناك أمور لا تسر سوى من يريدون الحفاظ على تراجع مكانة مجتمعاتنا التي كانت يوما رائدة النتاجات الحضارية، قبل أن تتوقف منذ حقب طويلة تاركةً العالم يركض إلى الأمام في حين بقيت مجتمعاتنا في مكانة لا تليق بها بين الأمم.. مكانة المرأة ليست وليدة اللحظة ولا يمكن تصويبها بوجودها مع محرم، فتلك ثقافة متوارثة وهي ليست حالة خاصة، بل جزء من منظومة متأخرة تتكامل فيها جزيئات المجتمع وبنيته وفقا لهرم بورخوف. فلا يمكن لمجتمع تسلطي أن يحترم المرأة، ولا يمكن أن تكون مكانة المرأة متدنية ووضع الصحة متقدما، فكل الأشياء تتشابه: مستويات التعليم والصحة والقضاء وكذلك تراجع مكانة المرأة، تلك هي المجتمعات وفقا لتفسير بورخوف، وهذا دقيق إلى حد كبيرللمعطيات الواقعة في مجتمعنا هذه رسالتي لصاحب الفندق الذي رفض اقامة أمرأة بغض النضر عن صفتها الاجتماعية من الاقامة في فندقه بدون محرم.. وساكون حريصة لتصله رسالتي ورسالة كل نساء المجتمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى