إستطلاعاتالاولىالرئيسية

حرق النفايات: قمامة تتكدس .. وتلوث يغزو الـحياة

 

 

بدأت مشاهد تراكم النفايات وانتشارها في معظم  شوارع العاصمة طرابلس  تقلق السكان، الذين لا حول لهم ولا قوة  وباتت بذلك مشكلة تضاف إلى سلسلة المشاكل  التي أرهقت واقعنا اليوم  وباتت لها نتائج كارثية فبهاتين الكلمتين الاخرتين اختصر العارفون بالشأن الليبي وسكان العاصمة طرابلس تحديدا القلق الذي ينتابهم جراء استمرار وتفاقم أزمة النفايات المنتشرة بشكل كريه في كل الشوارع والأزقة في ظل غياب بوادر لحلول جديدة للازمة التي تضاف كما سبق القول إلى سلسلة ألازمات السياسية والاقتصادية والأمنية وباتت شوارع العاصمة الليبية طرابلس تتكدس فيها أكوام القمامة في كل مكان، وصار مشهد حرق هذه الأكوام من قبل المواطنين مألوفا، حيث لا حلول نهائية لظاهرة تواجد القمامة في الطرقات وأمام المقار الحكومية.

الأمر الذي جعل من المواطن بالمقام الأول يلجا إلى حلول شخصية وعفوية في محاولة لحل هذه المشكلة كحرق القمامة وهـي طريقـة قديمـة يلجـأ إليهـا البعض لسهولتها

وهنا تكمن الكارثة الأكبر من مشكلة تكدس النفايات وهى حرق  القمامة نفسها فإلقاء المخلفات يؤدي لانتشار الذباب الذي ينقل الأمراض، وعند حرقهاأيضًاتخرج غازات ضارة تضر بصحة الإنسان وتلوّث الجو، وعندما تقترن النفايات بالمياه يؤدي ذلك لانتشار الفئران والذباب والصراصير وتكاثرها.

 

خاص / فبراير

كما يجب مراعاة إتباع تعليمات الأمان عند حرق النفايات حتى لا يحدث تلوث في الأرض، حيث إن تحلّل المواد العضوية الموجودة بالنفايات سواء بالبكتيريا أو الميكروبات يؤدي لخروج الغازات السامّة منها النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، أكاسيد الآزوت.

تؤثّر النفايات على المياه الجوفية، وتلوّث التربة السطحيّة وارتفاع نسبة الأحماض مما يؤدي لعدم صلاحية التربة للزراعة، ويؤدي تراكم النفايات الصلبة لتشويه المنظر وشغل حيز يمنع من استغلال الأرض في الزراعة أو في البناء.

كما تهدّد النفايات صحة المواطنين، حيث يؤدي انتشار القمامة لتكاثر الجراثيم والبكتيريا والفيروسات، وانتشار الأمراض والأوبئة، ولذلك من الضروري عمل عزل للنفايات بشكل سليم وإبعادهها عن الدورة الغذائية للإنسان.

ففى تقرير نشرته جامعة سبها  للدكتور عبدالقادر السنوسي

نوه لجملة المخاطر الناجمة عن تراكم القمامة وأهم الأخطار البيئة والصحية التي تنشأ عنها، وطرح جملة مقترحات وحلول لهذه المشكلة،  فأشارت إلى إنَّ النفايات العضوية التي تتكدس في مكب النفايات تؤثر تأثيراً كبيراً في الهواء الذي نستنشق كل يوم، إذ تُنتج غازات تؤدي إلى تلوث الهواء مثل أكاسيد الكربون بأنواعها وغاز الميثان، كما أن الخان المنبعث من حرق النفايات يحمل الغازات المختلفة التي تحتوي على المواد السامّة التي تضر بصحة الإنسان.  كما تمتلك إشعاعات خطيرة تَضُر بالبيئة المحيطة بما فيها الإنسان والحيوان، كما أن لها تأثير على الأشخاص الذين يقطنون بجوارها فهم من أكثر الناس عُرضة للأمراض، نذكر بعضاً منها فيما يلي:

يسبب الدخان الحرقة في العينين وفي الأنف وفي الحلق بالإضافة إلى السعال والصداع وضيق التنفّس والربو أيضا. كما أن غاز CH2O   يعتبر غاز عديم اللون في درجة الحرارة العادية، سريع الذوبان في الماء وقابل للاشتعال، مادة صنّفتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان كمادّة مسببة للسرطان، والديوكسينات.

من هم أكثر الناس حساسية للدخان الناجم عن حرق القمامة:

الأطفال هم أكثر حساسية لتلوث الهواء، وأيضاً التعرض للهواء الملوث ضار جداً للنساء الحوامل والكبار بالسن وللمصابين بمختلف أمراض الرئة والقلب. أما الرياضيون فصحتهم أيضا معرضة للخطر خلال ساعات التمرين.

أهم الأضرار التي تنجم عن التعرض الطويل الأمد لدخان حرق النفايات:

السرطان: يحمل الهواء الملوث من حرق النفايات المواد المسرطنة، – يؤثر على جهاز المناعة والجهاز الهرموني -يلحق ضرر بجهاز التنفس – عرقلة عملية تزويد خلايا الجسم بالأكسجين – الانسداد في عضلة القلب وخاصّة لدى مرضى القلب.

أهم وأبرز الحلول للتخلص من النفايات المنزلية والمخلفات العضوية بشكل آمن:

إنتاج الطاقة “حرق النفايات بداخل محارق خاصة يمكن من تقليل حجم النفايات بحوالي 90 %بهذه الطريقة تمنع إضرار التلوث الناجمة عن المزابل المفتوحة وأيضا نقلل من المشاكل الصحية. بهذه الطريقة من الممكن تحليه المياه وكذلك إنتاج طاقة كهربائية، تستعمل هذه الطريقة في الكثير من الدول المتطورة مثل: ألمانيا، هولندا، وغيرها.

هناك دفن النفايات عوضاً عن حرقها، حيث يتم التعامل مع العملية} بطريقة هندسية، من حيث اختيار الموقع وطريقة الدفن وتغطية النفايات، حسب الأسس العلمية والهندسية.

تدوير النفايات: إعادة استخدام هذه النفايات وتشجيع المواطنين على استخدامها، مثل الزجاج والبلاستيك والحديد، بعد إعادة تصنيعها من جديد، بالإضافة إلى استخدام المحارق الصحية المصممة حسب المواصفات والمقاييس العالمية.

ولهذا وجب منع مكبات النفايات العشوائية، وأن تساعد الدولة على إنشاء المحارق الصحية، وأن تخصص أراضي لمكبات ومدافن صحية، واستثمار المناطق غير  أن الأخطر من حرق القمامة بكل مكوناتها هو حرق الإطارات  نفسها  فالدراسات العلمية تاكد بأن هناك 3 أنواع من النفايات التي تشكل تهديدا على البيئة والإنسان وهي النفايات الذرية والطبية والإطارات المستعملة، فإذا ما استبعدت النفايات الذرية كونها تخضع لمعايير دولية تحكمها سياسات عالمية واستبعاد النفايات الطبية حيث توجد أجهزة حكومية تتولى رقابتها والتخلص منها، تبقى مشكله الإطارات التالفة الأكثر خطورة لعدم تقدير خطورتها على البيئة».

حيث أن «الإطارات تصنع من 20 مادة كيمياوية (مطاط صناعي مكون من مركبات البنزين ومشتقاته – الكاربون الأسود – الكبريت – أوكسيد الزنك – الشمع – السترين، وغيرها) وأخطرها الكبريت».

و أن «حرق الإطارات يؤدي إلى تفكك روابط هذه المواد الكيمياوية ما يولد مخلفات وانبعاثات خطرة للغاية تشمل غازات ومعادن ثقيلة ومواد عضوية متطايرة وجزيئات صغيرة ويتضمن أيضا كميات كبيرة من أكثر من 20 ملوثا خطرا تترسب في الرئة وتظهر آثارها على المدى البعيد وتنتهي إلى مصادر المياه والتربة وتلوثها، فلا بد من تحمل المسؤولية تجاه هذه القضية من خلال نشر وتعزيز مستوى الوعي البيئي بخطورة هذه الظاهرة على الصحة العامة والبيئة».

لهذا فان توليد الطاقة من النفايات هو من الأمور الهامّة والمستحدثة الذي تلجأ اليها بعض الدول الكبرى للاستفادة من النفايات وتحويلها إلى طاقة مع ضمان الحفاظ على سلامة البيئة، وذلك من خلال استخدام التقنيات الحديثة والتطور العلمي، حيث يوجد أطنان من النفايات يوميًا، وبفضل التطور العلمي أصبح الاستفادة من المخلّفات أمرًا ممكنًا لاسترداد الموارد اللازمة وُتعتبر فكرة تحويل النفايات لطاقة هو أمر قديم اتبعه الآباء والأجداد في استخدام روث الحيوانات ومخلفاتها للتدفئة وذلك عن طريق الحرق، ولكن يتم الآن الاستفادة منه بشكل لا يؤثر على الصحة والبيئة.

حيث تتجه بعض الدول لاستخدام التقنية الحديثة والتطور العلمي في توليد الطاقة من النفايات الصلبة، حيث يتم معالجتها كيميائيًّا للحصول على الطاقة الحرارية والطاقة الكهربائية، فهنالك تزايد للنفايات على مستوى العالم بشكل كبير بسبب الزيادة الكبيرة في عدد السكان، ولكن تحتاج عملية الاستفادة من النفايات وتحويلها الى طاقة لتكلفة مالية كبيرة جدًّا تفوق إمكانيات الدول النامية والفقيرة.

ويعتبر خيار تحويل النفايات الصلبة لطاقة هو أمر مناسب وذلك لعدم توفير أماكن لردم النفايات، إضافة للتكلفة الماليّة الكبيرة التي تحتاجها عملية نقل القمامة، كما أن المخلفات لها أضرار كبيرة على تلوث البيئة، ويعد أشدّها خطر النفايات الصناعية عند التعامل الغير سليم معها فإنها تكون سامّة وضارّة بالبيئة.

يمكن الاستفادة من القمامة، حيث تقوم بعض المدن باستخلاص غاز الميثان الذي يستخدم في زراعة الطماطم وتدفئة الصوبات الزراعية القريبة من هذه المقالب، ويوجد بعض الدول التي تستخدم حرق النفايات بطريقة سليمة واستعادة نسبة كبيرة من المعادن تصل 95% الناتج من الرماد الخشن الذي ينتج من الحرق مثل مدينة زيوريخ وفلوريدا.

وفي ألمانيا تقوم بعض القرى الريفية باستخلاص الغاز من النفايات واستخدامه في تدفئة المنازل وإمدادها بالكهرباء.

يتم حرق النفايات الصلبة باستخدام التكنولوجيا في اليابان وأوروبا وعدد من مناطق بريطانيا، ومن خلال التكنولوجيا الحديثة تم تجهيز الكثير من الشبكات المختصة في جمع القمامة ونقلها لأماكن الحرق، ويوجد 350 محرقة على مستوى العالم، حيث يتم الاستفادة من النفايات بتوليد الطاقة الكهربائية والاستفادة من الرماد في البناء والتشييد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى