إستطلاعاتالاولىالرئيسيةليبيا

حملات التشجير تزرع تطوعاً، والعمالـة الأجنبية تقطعها لكسب المال

 

الأشجار مصدر الأكسجين النقى الذي تحتاجه الكائنات الحيّة  للعيش على سطح الأرض وتوعية المواطنين باهميتها يحتاج لتكاتف الجهود من الجميع وزارات ومؤسسات المجتمع المدني ومواطنين.

وقد شهدت الأعوام الماضية مظاهر التعدي على الغابات والمحميات وقطع الأشجار بأنواعها إما لكسب المال من صناعة الفحم النباتي أو لإزالة الأشجار المعمرة وإنتشار ظاهرة البناء العشوائي خارج مخطط المدن .

ورغم مبادرة وزارة الزراعة ومكتب المراعي والغابات باقامة عديد ورش العمل والندوات إلا إن إنتشار البطالة بين شريحة الشباب والهجرة من الأرياف إلى المدن دفعهم لإمتهان حرفة قطع الأشجار التي زرعها الأجداد والمتطوعون من حملات التشجير لأجل الحصول على الخشب الذي يستخدم في صناعة  الفحم  وبالإستعانتهم  بالعمالة الأجنبية شجع الأجانب على قطع ألمزيد من الأشجار  دون مراعاة الصحة العامة لسكان المقيمين حول مكان حرق خشب الأشجار(المردومة) وما ينتجه من مخاطر على الصحة العامة وعلى العمال أنفسهم.

ومع حدوث التعدي على الغابات والمحميات وتقسيم للأراضي الزراعية لأعطاء حق الورثة  وازدياد ظاهرة البناء العشوائي نقصت المساحات الخضراء حول المدن فزادت نسبة تلوث الهواء بالغازات السامة التي كانت تمتصها النباتات لإنتاج الأكسجين وانتشرت أمراض الجهاز التنفسي فاصبح من الضروري التركيز على نشر توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الأشجار والمشاركة في حملة التشجير .

تحقيق وتصوير  انتصار المغيربي

عبد المحسن التريكي  م. زراعي ورئيس الحملة الليبية للتشجير

ما أهمية  غرس الأشجار ؟

تعمل الاشجار على تهيئة الجو وتلطيف الهواء عن طريق عملية النتح وتهدئة المناخ حيث تنخفض درجة الحرارة بسبب التبخر في الأوراق وتحمي الأشجار المدن والقرى من الرياح القوية وتحمي المحاصيل الزراعية بعد أن تقوم بكسر شدتها وتقليل من سرعتها وكذلك تقوم الغابات بثتبيت التربة والتقليل من زحف الرمال على الطرق والشوارع والمدن .. وتعمل الغابات كمصدر للغداء والدواء لملايين البشر وتساهم في توفير حطب الوقود لأكثر من مليار شخص حول العالم، وهي مهمة للترفيه والتنزه و الترويح عن النفس للأسر والعائلات والأفراد .

كما للاشجار أهمية في زيادة الأكسجين في الجو وإمتصاص ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، والأشجار لها فائدة كبيرة في صنعة النجارة والأثاث المنزلي والتجاري وصناعة لب الخشب وبعض الأشجار يرعى عليها النحل وبعضها تستعمل أوراقها كعلف للحيوانات.

ما سبب التعدي على الأشجار المعمرة والمثمرة ؟

السبب هو إنعدام تفعيل الضبط الأمني الزراعي خلال الفترة الماضية وما حصل من حروب ونزاعات بين أبناء الوطن الواحد مما أدى إلى استغلال بعض الأشخاص الفراغ الأمني فسارعوا إلى نشر الفوضى وبادروا بالتعدي على الغابات والمحميات في ليبيا فقطعت الألاف من الأشجار في عدة مناطق وقد تم توثيق حالات كثيرة عبر صفحات التواصل الاجتماعي ومن خلال بعض القنوات الفضائية .

هل تم تفعيل عمل الشرطة الزراعية في وزارة الزراعة؟

نعم وما يثلج صدورنا قيام وزارة الزراعة في الأشهر الماضية بتوفير بعض السيارات والمركبات لجهاز الشرطة الزراعية في كل المناطق الليبية حتى تتمكن من متابعة عملها بشكل أفضل مما كانت عليه .

كما على وزارة الداخلية مواصلة دعم الشرطة الزراعية بكل فروعها دون تمييز والتركيز على المدن التي تتعرض أشجارها للتعدي عليها والعمل على تجديد الغابات والمحميات في ليبيا عن طريق زراعة الأشجار بما يعرف بالتجديد الطبيعي واختيار الشتلات المناسبة حسب طبيعة وتربة كل مدينة في ليبيا. ولابد من محاسبة العمالة الوافدة التي تقوم بقطع الأشجار لغرض الربح من صناعة الفحم المخالف للقوانين .

وأضاف نأمل من وزارة الزراعة عامة وإدارة الغابات والمراعي خاصة التركيز على بذل جهد أكثر فيما يخص التدابير الزراعية ورعاية ما تبقى من  أشجار الغابات والمحمميات الطبيعة في ليبيا والعمل على  تنظيفها وتقليم وإزالة الأغصان الجافة وحرث التربة حتى تنمو الأشجار بشكل طبيعي .

هل يمكن للأشجار التي تعرضت للحرق والقطع أن تعود مجدداً؟

نعم فبعض الأصناف كالصنوبريات يمكن أن تنمو بعد تعرضها للحرائق لأن بذورها تحتاج درجة حرارة عالية وبعض الأشجار تنمو في حالة بقاء جزء منها فوق سطح الأرض.

ما دوركم كمنظمات مدنية تجاه ما يحدث للأشجار من تعديات ؟

دورنا يكمن في حصر وتسجيل تلك التعديات والتواصل مع الأخوة بوزارة الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية لأنها الجهة الإدارية التي تتبعها تلك الغابات والمحميات وكانت في السابق الشرطة الزراعية تتبع وزارة الزراعة وحالياً  تتبع وزارة الداخلية  مع بقاء التعاون مع وزارة الزراعة .

هل توجد قنوات اتصال بينكم وبين مؤسسات الدولة أثناء حملة تشجير؟….نعم وهي إدارة الغابات والمراعي بوزارة الزراعة هي الجهة الإدارية التي تتولى الإشراف على توريد وشراء شتلات أشجار كمصدات الرياح والمراعي بعد التسيق والتشاور مع معالي وزير الزراعة .

وأضاف إدارة البستة نتعاون معها في توفير الأشجار المثمرة بالوزارة الزراعة والتي توفر الشتول المختلفة للغابات وتقدر بمليون شتلة توزع على جميع المدن من خلال مكاتب الزراعة بالبلديات .

هل مازال مستمراً دعم وزارة الزراعة بتوفير الشتول عند كل  حملة التشجير؟

نعم ففي حملة التشجير السابعة كانت المنظمات غير الحكومية تستلم كميات محدودة من الشتول تقدر بـ 17 ألف شتلة إلى 30 ألف كحد  أقصى توزع بعد إستلامها من المشتل الذي تتعامل معه وزارة الزراعة إلى الفروع والمنظمات بالمدن الليبية .. أما نقلها فعلى حسابنا الخاص كحملة تطوعية ورؤساء الفروع بالمنطقة المستهدف تشجيرها.

مَن يوفر لكم الشتول المراد زراعتها ؟….وزارة الزراعة تسلم الشتول للبلديات بينما تزود المنظمات والجمعيات بأعداد محدّدة من الشتول وقد ساهمت شركة (المدار) في الحملة الخامسة بمبلغ 12.500دينار، وشركة (هومر) للمعدات الكهرومنزلية هي الرعي الذهبي لهذا العام من خلال التبرع بمبلغ 25 ألف دينار لشراء 500 شتلة وشراء لوازم الري ومواسير المياه كما تبرعت (هومر) بدفاف ضخ المياه بقوة 500 تم تركيبها داخل محمية الشعافيين بمسلاته كما تبرع رجال الأعمال الخيرين وبعض أعضاء الحملة في حملة التشجير السابقة .

كما أشاد بجهد أفواج الكشافة والهلال الأحمر وشركة النقل السريع بالظهرة  ، واشار الى غياب دعم باقي الوزارات والمؤسسات الصناعية في أي حملة التشجير للمنظمات والجمعيات المشاركة بالحملة وأشار الى وزارة الزراعة التي يعول عليها في دعم الحملة لعملية حفر الآبار في الغابات والمحميات والمراعي وتوفير وصيانة المضخات بالمحميات.

صالح بن شعبان –  مالك  مزرعة 

هل يوجد تواصل بين  المزارعين  وبين المهندسين في  وزارة الزراعة ؟

لا يوجد تواصل مع  وزارة الزراعة كما إن أغلب  الفلاحين واصحاب الأراضي الزراعية حالياً يؤجرون أرضيهم إما للمواطنين ليبيين أو لمزراعين جنسية مصرية ولا توجد متابعة لنوع الأسمدة أو المبيدات الحشرية التي يستخدمها المزارعين  وتعتمد زراعة الأشجار المثمرة على خبرة المزارع أو يلجأ لإستشارة  أحد اصحاب الأراضي الزراعية   وقليل من المزارعين الجدد من يلجأ إلى مهندسي وزارة الزراعة لإستشارتهم قبل زراعة الأشجار المثمرة  أو تحديد نوع الأسمدة والمبيدات الحشرية الأمنة لصحة المستهلك.

عبد الله الزليطني –  مؤجر مزرعة

ماهي العراقيل التي يواجهها ألمزارع؟

أجاب  اهم مشكلة هي انقطاع الكهرباء بشكل مستمر وقد يحدث عطل لمضخة الماء وهي غالية الثمن بالاضافة إلى ارتفاع سعر الأشجار المثمرة  والأسمدة والمبيدات في  محلات المستلزمات الزراعية بسبب إرتفاع سعر الدولار في السوق الموازي ، وكذلك  إرتفاع إجار الأرض السنوي  يصل إلى 15 ألف سنوياً حسب مساحة الأرض وقد تحدث مشكلة جفاف  الأبار بسبب  إسراف المزارعين في عملية الريئ وإرتفاع تكالف حفر الابار  كما زادت أجرة العمال الأجنبية وتكاليف النقل والالات الحرث .

مهندس أيمن بوخطوة  – مهندس  بستنة

هل يمكن أن تتحول الأراضي الزراعية إلى مقسمات سكنية ؟

نعم فعند وفاة صاحب الارض يلجأ الورثة لتقسيم الأرض الزرعية ويقوم بقطع الأشجار وإستغلالها في صناعة الفحم تم تباع تقسيمات أراضي صغيرة لغرض البناء عليها.

هل كل الأشجار تقطع لغرض صناعة الفحم؟

نعم ..فكل الأشجار الكبيرة مستهدفة إما من الشباب العاطل عن العمل للبيع الفحم أو من اصحاب الأرض أنفسهم يقطعونها لغرض زيادة دخل لهم  أو من العمالة الاجنبية الذين لديهم حرفة صناعة الفحم .

و بسبب انقطاع المستمر للكهرباء زاد الطلب على الوقود من الفحم النباتي فلجاء العمال الاجانب إلى قطع أشجار السرو الضخمة  في شوارع ومزارع ضواحي طرابلس لأجل صناعة الفحم وبيعه لكسب المال. ويتم قطع الأشجار بطلب اصحاب الأرض تم تقسم أكياس الفحم بين صاحب الأرض وصناع الفحم المتخصصون به العمالة الأجنبية.

ما هي الاشجار التي تقطع لصناعة الفحم النباتي ؟

أجود الفحم من خشب شجر البرتقال والجوافة والمانجو والزيتون والسرو  وانتاج الفحم تسمي بالتقطير الاتلافي (الحرق بمعزل عن الهواء) وتسمى  المردومة.

ناديه  عمر طه –  مهندسة زراعية

ما هي اضرار حرق الأشجار لصناعة  الفحم  ؟

  لها أثار  سلبية  على الصحة العامة وعلى البيئة ،  حيث تنبعث منها غازات كثيرة مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون   تسبب أمراض تنفسية عديدة تختلف بحسب نوع الغاز المستنشق ، كما تتسبب أكاسيد النيتروجين بتهييج للحويصلات الهوائية في الرئتين، في حين يمكن أن يؤدي تراكم الغبار فيهما إلى التليف والوفاة. كما تؤثر سلباً على  الثروة الزراعية والمائية وتؤثر هذه الغازات والأبخرة ليس على العاملين في الإنتاج فقط بل وعلى سكان المنطقة بأسرها .

كيف يتم وقف التعدى على الاشجار؟ …دعم وزارة الزراعة ومكتب المراعي والغابات بما يلزم لزراعة  الأشجار في كل المدن الليبية  وتشجيع حملة التشجير التطوعية لإستمرار عملها و  تفعيل  التشريعات لمعاقبة من يتعدى على الأشجار وتوفير الإمكانيات اللوجستية التي تحتاجها  الشرطة الزراعية   والإهتمام بإنعاش  الاقتصاد الوطني  من خلال إيجاد فرص عمل لشباب في سوق العمل ،والإسراع في تنفيذ  مشروع  تأهيل وتدريب الشباب الباحثين عن العمل  لتحل محل العمالة الأجنبية والتشديد على نشر التوعية بأهمية الأشجار للبيئة ومخاطر الفحم النباتي في جميع وسائل الإعلام واصدار ملصقات توعوية  من المراكز الثقافية وتوزيعها في الطرقات والمقاهي والمؤسسات التعليمية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى