رأي

ذات لقاء في الحرم..

 

حافة العشق

ذات لقاء في الحرم..

الناجي الحربي

‎أثناء تأدية عمتي سدينا لفريضة الحج تعرفت على الحاجة تبره القماطية  وهي من أقصى الغرب و بالتحديد من العلوص.. ونشأت بينهما علاقة حميمية تواصلت حتى بعد عودتهما من الأراضي المقدسة.. كان التواصل عن طريق سيارات الداف التي كانت تحمل البطاطا الفاخرة والبرتقال بوصرة والتروكي والدمي إلى أسواق المناطق الشرقية.. كان ابن الحاجة تبره القماطية عبد السلام هو من يكتب رسائل والدته إلى عمتي سدينا.. يبدو أن له علاقة بالصحافة والثقافة .. كانت عباراته وخطه وأسلوبه يثير اعجابي..  كنت أنا من يقرأ رسائله على مسامع عمتي سدينا .. كانت دموع عمتي سدينا تتحفز عندما أقرأ لها سلامات وأسئلة واشتياق الحاجة تبره .. كثيرا ما تكلفني بالرد على الجوابات كما كانت تسميها .. وتبعثها مع سي خليفه كي يسلمها لسائقي سيارات الداف القادمين من أقصى الغرب لتسويق بضائعهم.. كانت عمتي سدينا تبعث مع الرسائل في العادة العسل الوطني والزعتر والشيح والزبدة الوطنية والسمن النقي.. فيما ترسل الحاجة تبره.. البسيسة وزيت الزيتون الذي يستعمل لأمراض عدة منها العين و الصدفية والثعلبة .. ويستعمل  كذلك لكبار السن الذين يعانون من آلام المفاصل .. أيضا فإن زيت الزيتون الأصلي يعالج لفحات البرد والمغص وتشقق الأيدي والأرجل في فصل الشتاء.. ويقال إن مخلوط زيت الزيتون مع الرب والليمون علاج جيد للكحة.. هذا خلاف استعماله في الطهي والزميتة .. و لا ننسى أن بخلطه مع البسيسة والمكسرات فإنه يفيد في تقوية الفحولة  عند الرجال.. كانت عمتي سدينا لا تحب التردد على الأطباء.. كل مرض وكل داء تجد له العلاج الشعبي وتؤكد وصفتها بأن الزيتون ذكر في القرآن في أكثر من موضع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى