صحة

رحلة ألم.. يحذوها الأمل

كتب : المحرر

لا تزال أحلامه وردية..طفولته بريئه..حركته عفوية يده طاهرة بيضاء نقية تلهو وتداعب حتى المخاطر وفي اعتقاده إنها لعبة,لم يدرك بأن ذاك الشئ الصامت سيتكلم في وجهه ويغير له مجرى حياته ، ويحرمه من أبسط الحقوق التي حباه الله بها .

كان يركض صباحا إلى مدرسته وحقيبته على ظهره ، إلى مستقبله يسير ويرسم في طريقه من خلال كتبه المدرسية وتحصيله العلمي ثم ينزل إلى ساحة المدرسة يركض ويلهو ويركل الكرة بقدمه,ولكن أحلامه تبخرت ولو لبرهه من الزمن أثناء فترة إصابته، وبإنفجار ذلك الشيء بُترت ساقه ودخل {محمد} في غيبوبة غيبته عن العالم لعدة أيام وماأصعبها من لحظات عندما يفيق الإنسان ويجد جزء منه قد فُقد وخسره  نهائيا فما بالك بطفل بريء.

صرفت عليه أسرته الغالي والنفيس، متضرعين للمولى عز وجل أن ينقذ إبنهم وتعود إليه ابتسامه وتلك الصيحات والمشاكسات . 

إستمر في العلاج بإحدى المصحات في ليبيا وقد زاد الحمل والعبء على إسرته من التزامات مالية ومصروفات،وإذ بنصيحة من أحدهم تنتشلهم مما هم فيه,وهي بأنه عليكم بالتوجه إلى مركز طب الطوارئ والدعم فإنهم لا يتوانون عن اغاثة الملهوف وتسخير مختلف الإمكانات بما توفر لديهم من استشارات أو علاج .

وما أن وطأت أقدام عائلة (محمد ) المكان وجدت  الترحاب ومصافحه القلوب قبل الايادي، وعلى الفور بدأت الإجراءات كسبا للوقت وهذا ضمن أولويات جميع العاملين بمركز طب الطوارئ والدعم .

وهاهو الأمل يعود لتلك العائلة المكلومة ولذلك الطفل البريء بأن يكمل علاجه في أرقى المصحات بالخارج إذا أن حالته تستوجب ذلك وبعد أن حاول أن يعتاد على العكاز الذي ظن أنه سيكون رفيقه طوال عمره سيما وأن هذا الطفل فاقد سنده وقدوته فهو يتيم الأب ، فتدمرت حالته النفسية وخارت قواه ولكن هذا الأمر لم يغيب عن فرق عمل المركز بل كان ضمن إهتماماتهم جانب الدعم النفسي في مكان إستشفاء المصابين,فكان العلاج الصحي مصاحب للجانب النفسي لهذا الطفل اليتيم الذي حرم حنان الأب .

ولم تقف خدمات المركز إلى هنا بل تم تهيئته لعدة مراحل ليتجاوز تلك المحنة الصعبة ويعيش حياته مثل أقرانه ،إذ عرض على الإخصائيين في تركيب الأطراف الإصطناعية بأن يركبو له قدم بدلاً عن التي فقدها جراء تلك الحروب اللعينة، ليعود يمشي على قدميه من جديد وينعم بأيامه وحياته بعيدا عن العكاز.

هكذا تتجلى أبهى وأسمى القيم الإنسانية والإخلاص في أداء العمل والواجبات ، بأن توسد الأمور إلى أهلها .

مركز طب الطوارئ والدعم .. أهل للثقة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى