إجتماعيالاولىخاصلقاء

ريما الفلاني: المشروعات الصغرى اثبتت قدرة المرأة على أن تتحدى ظروفها

 

حوار: فائزة العجيلي

قد تساعد طبيعة العمل على تعميق  نظرتنا إلى الكثير من المسائل التي تعترضنا في حياتنا الشخصية، وتقدم رافدًا لتصوراتنا في معنى الاستقرار الاجتماعي والتضامن  الأسري وما يتعلق بميزان التعاطي بين الرجل والمرأة أو بين الأزواج وهم يبحثون عن سُبل العبور بأقل الخسائر نحو حياة هادئة .

ولكن كيف تفهم الصحفية والناشطة المدنية والعضو المؤسس في منظمة «زلاف» للإعلام ريمة الفلالي الطقس الحياتي من واقع وجودها في قلب معادلة التدبير المنزلي؟ وهل أفادت كونها عاملة في مجال يتطلب الجهد والوقت في موازاة التزام أسري يفرض نفسه بقوة؟.

ترى الفلاني أن المسألة متعلقة بقدرتنا على ايجاد صيغة توافقية كلٌ حسب حالته هنا يمكن تشبيه الحالة بوضعية ملاعب الكرات بالسيرك، أي كيف يمكنك ملامسة الكرات الخمس أو الست دون أن تسقط إحداها، وهو ينسحب على قيامنا بأكثر من مهمة (طبخ، مسح، الذهاب للعمل، تربية الأطفال ..الخ ) قد يحدث أن تسقط إحدى الكرات لكن ذلك لا يعني الفشل أو التقصير، يمكنَّنا إعادة كل شيء في مجاله، من الطبيعي أن يحدث الخلل في كل المسارات المذكورة وعلى المرأة ألا تعنف نفسها كثيرًا حيال ذلك، الرهان يبقى في تدارك الهفوات والاستمرار.

النتائج ستلمسها لاحقاً في نجاح الاولاد ، وتفوقها في وظيفتها  عدا  وجودها في  بيت نظيف وهادئ ومرتب.

نصوص واضحة

تربط الفلاني طموح الاستمرار للمرأة بالرؤيا المستقبلية الضامنة لذلك، وهي مشمولة في عدة عناصر أهمها بيئة نفسية سليمة،  معزَّزة  بنصوص واضحة وصريحة تحميها من التحرش داخل مؤسسات العمل وتضمن لها الوصول لفرص وظيفية أسوة بالرجل، وما يُثار بين الحين والآخر عن الموروث والعادات مبالغ فيه ولن  تقف  في وجه المرأة لأن هناك ضغوطًا  أقوى  كالوضع الاقتصادي السيء الذي نمر به جميعاً.

ورغم ذلك اعطتْ هذه الأزمات دافعًا آخر للسيدات في ضرورة التغلب على هكذا أوضاع بتنفيذ مشروعات صغرى، ودخول سوق العمل في مجال صناعة الحلويات والحياكة داخل البيت أو خارجه، وبذا اثبتت الأزمة قدرتهن على تجاوز المحنة في وجود كم هائل من الضغوطات.

وأضافتْ بالقول إن خروج المرأة لسوق العمل  لا يعكس فكرة الخروج المجرد أي بلا هدف  إذ لكل  تصرف أسبابه ودوافعه، وهو مجني عليه بلفظة التحرَّر التي انسخلتْ عن مضمونها، وأصبحت تعني أشياء لا علاقة لها بكيان المرأة وعالمها، المسألة ليست عبثية لهذه الدرجة.

كما أن خروجها اضافة إلى رغبتها في تحقيق ذاتها هو القضاء على غول كبير اسمه «الفراغ أو الانغماس» في حياة اجتماعية من دون طائل والارتقاء على التفاهات.

فالأمور لا تتعلق بالجانب المادي فقط   إن تنظيم الوقت  والاستفادة منه مسألة مهمة تطور الفكر والعقل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى