الاولىفنون

سيرة جمعت بين الحياة والموسيقى: رحلة الفنان عمر مسعود في حلقة نقاش بدار الفقيه

كتب : عبدالسلام الفقهي

نظمت الجمعية الليبية للآداب  والفنون  اليومين الماضيين ، بدار الفقيه حسن أمسية ادبية تضمنت حفل توقيع وحلقة نقاش  حول  كتاب الشاعر عبدالله زاقوب  (عمر مسعود :سيرة فنان ) ادارتها الكاتبة اسماء الاسطى التي وجهت جملة من الاسئلة تبحث في منابت الراحل وكذا البيئة المكونة لشخصيته الفنية والموسيقية .

وأشار زاقوب الى أن الفنان الراحل المولود 1934 بمدينة هون ، وكان تأثير البيئة التي عاش فيها واضحا وجليا في بناء ثقافته التراثية , فهو يستمع مثلا لوالدته ونساء المدينة اللاتي يطحن الحبوب في الصباح وهن ينشدن كلمات تحتفي بالحياة ويستبشرن بقادم الايام ، كما أنه تشرب من والده الكثير من الاقوال والاهازيج خصوصا والاخير زاول عديد المهن تختلف بحسب المواسم والفصول .

وأضاف أن من ضمن تلك المهن حراسة الحطايا أي النخيل الموجود في الاماكن المفتوحة  من الابل والسراق ، ثم لاحقا يقوم بوظيفة الاسكافي ، وكذلك يعمل على جمع اللاقبي من النخيل  وبيعه  ..الخ .

وأوضح أن ذاكرته الغنائية اكتسبت رصيدها الوافر من ذاكرة والده الذي كان منتميا للطريقة العروسية حيث يردد الكثير من الاوراد والمدائح والاذكار المصحوبة بالألحان والانغام ، فكانت المسحة الصوفية تطل بكل طقوسها ليندمج في عوالمها ويرتشف من تجلياتها ، كما تأثر أيضا بالأغاني الشعبية ولكن بدرجة اقل لأن أغلب من عاصرهم لم يكونوا مؤلفين بل مؤدين .

وقد ساعده الحظ الاستماع الى الجرامافون فهون كانت في فترة الاستعمار الايطالي عاصمة المنطقة الوسطى والجنوبية وكثير من ملامح الحياة الحضرية كالمقاهي والراديو والسينما  ومنها اسطوانات الموسيقى  المشار اليها ، وجدت  بحكم  وجود الايطاليين هناك ، وكان الفنان الراحل يعيش هذه الحالة الاستثنائية إن صح التعبير من ملاحظة وتحسس الموسيقى الحديثة من مصادرها الرئيسة .

يواصل زاقوب حديثه بالقول ان عمر مسعود تتلمذ على يد عازفي آلة العود الفنانين القديرين علي قدوره وهاشم الهوني واقام اول حفل ساهر عام 1963، ويسجل في رصيده الفني أكثر من مائة اغنية ونشيد وقصيدة ، يوازيها تجربته في فضاء الركح حيث كتب العديد من المسرحيات والاوبيرات .

وبالرجوع الى المناسبات التي ارتبطت بها الاغاني والاهازيج يذكر الشاعر في سلسلة اشاراته الى مواسم  الربيع وعشوراء والمولد ودق النوى والحضرة ، كذلك طقوس المسدة و الجبادة  اضافة الى جملة الالعاب مثل التيرة والسيف والكراريس .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى