إستطلاعاتالاولىالرئيسية

صحيفة فبراير تفتح باب المرأة العاملة ودورها الايجابي في الأسرة والمجتمع

 

المرأة العاملة حريصة على تنظيم وقتها

حاورتهم فاطمة سالم عبيد

إذا كان الغربُ ينادي برعاية المرأة والاهتمام بشأنها من منظور إنساني؛ فإن الإسلام فضلاً عن هذا قد حرص على العناية بها من منطلق أهمية وعمق دورها في المجتمع ولتمكينها من القيام به على أكمل وجه؛ فهي حاملة بذور المجتمع؛ وهي الحاضنة والمربية والأساس في تكوين شخصية أطفالها ونموهم بدنياً وعقلياً ووجدانياً وأخلاقياً، وهبها الله تعالى من الإمكانات والاستعدادات الفطرية التي تمكنها من رعاية أبنائها والتأثير فيهم وتقويم سلوكياتهم.

 فإذا ما نجحتْ في رسالتها فقد نجحت بأبنائها وبالمجتمع إلى بر الأمان، أما إذا فشلت فسيكون في ذلك أكبر الأثر والضرّر على المجتمع بأسره لذا كان الاهتمام بالأم وبدورها في بناء الأسرة والقيام على رعايتها وفق الرؤية الإسلامية العميقة يساهم بشكل صريح ومباشر في تكوين المجتمع الأمثل..

حول هذا الموضوع المهم رصدت الصحيفة آراء عدد من المواطنين

البداية كانت مع الأستاذ سالم بالقاسم الذي تحدث بكل شفافية حول هذا الموضوع واعتبره مهماً جداً فقال :

هناك دراسات اجتماعية تؤكد على أن أبناء المرأة العاملة أفضل من غيرها لأنها تكون واعية أكثر وعلى قدر المسؤولية وواثقة من نفسها وتحاول جاهدة أن تعوض أسرتها عن الوقت الذي تقضيه قي العمل بحكمة أكثر بينما أرى أن الأم المتفرغة تنحصر حياتها في دور واحد هو رعاية أسرتها؛ وهى تعتمد على الزوج تماماً  في الدخل والإنفاق على أسرتها.

«هناك رجال يبحثون عن المرأة العاملة .. وآخرون يبحثون على غير العاملة»

وشاركنا الأستاذ الفاضل أحمد بركات قائلاً:

الحقيقة المرأة غير العاملة من وجهة نظري أراها تشعر بالإحباط والانعزال عن العالم الذي يعيش فيه الزوج والأنباء كما أن خبرتها في التعامل مع النَّاس وفي مواجهة المشكلات والأزمات لا تقارن مع المرأة العاملة أو كثيراً ما نسمع عن موضوعات متعدّدة تتناول مشكلات المرأة العاملة أو الزوجة العاملة ولعل عمل الزوجة أو المرأة بصورة عاملة له سلبيات وايجابيات؛ فهناك كثير من الرجال الذين يبحثون عن المرأة العاملة؛ وآخرون يبحثون عن المرأة غير العاملة ولهذا كلنا نعلم أن الظروف التي أصبحنا نمر بها من غلاء للمعيشة وارتفاع للأسعار نجد أن الكثير من الرجال يلجاؤون إلى اختيار زوجة التي تعمل كي تساعدهم على تحمل هذا العبء؛ وكذلك ديننا الحنيف أعطى للمرأة حقها في العمل ولم يبخسها هذا الحق وجعلها مشاركة الرجل في سائر أمور الحياة .

«المرأة للرجل كالماء للحياة»

أما الأخت ماجدة سالم التي هي الأخرى حدثتنا عن الدور الفعال الذي تقوم به المرأة العاملة في المجتمع فقالت :

الحقيقة أنا لستُ ضد عمل المرأة في أي مكان؛ ولكن هناك ضوابط على المرأة العاملة يجب أن لا تنساها وتظل دائما أمام عينيها وهي يمكن أن تكون قادرة على النأي بنفسها عن الفتنة فالمرأة للرجل كالماء للحياة والعكس يجب مراعاة عمل المرأة وطبيعة المجتمع الذي هي من ضمنه ليس تشدداً؛ ولكن من صالح المرأة ومن المؤكد أن العمل يشكل محوراً رئيساً في حياة الإنسان رجلاً كان أم امرأة وان الإنسان يحقق ذاته وشخصيته ووجوده من خلال العمل؛ والمرأة تؤدي دوراً فعالاً في كل مجالات العمل خاصة العمل الميداني برزت من خلاله كثيراً من سيدات المجتمع .

وكذلك شاركنا الحاج صالح محمد مؤكداً على ضرورة عمل المرأة واندماجها داخل المجتمع بالاحترام والتقدير فقال :

من وجهة نظري عمل المرأة شيء أساسي خاصة من كان دخل زوجها ضعيفاً؛ وأراد هو أن تساعده على أعباء الحياة وتكاليفها الباهظة؛ فاليوم الحياة الزوجية يا بنتي أصبحتْ مشتركة بين المرأة والرجل، ولم لا تعمل المرأة مدام أنها قادر على العطاء؛ إن العمل يعطى صاحبه الاستقلال المادي، ويساهم أيضا في تنمية قدراته العملية والفكرية والاجتماعية وبالرغم من أهمية العمل للمرأة والرجل على حد سواء إلا أنه هناك بعض السلبيات المرتبطة بعمل المرأة من الناحية النفسية حيث إن ذلك يرتبط بمدى مناسبة العمل لشخصية المرأة وقدراتها ومهاراتها؛ وكذلك نوعية العمل وظروفه، وأخيراً يبقى عمل المرأة للأسرة وللمجتمع .

عدم مساعدة الرجل للمرأة يعد عائقاً يسبب لها التوتر

الأخت المهندسة سامية سالم التي أوضحت نقاطاً مهمة على أهمية عمل المرأة فقالت :

الصراحة هناك ضرورة ملحة في الحياة لتكون المرأة عاملة وأن تحقق التوازن العملي بين عملها الأساسي في البيت؛ وعملها خارج البيت لأن العمل الروتيني الممل أو العمل القاسي الصعب الذي يساهم بشكل سلبي على صحة المرأة النفسية وتوجد سلبيات أخرى هي زيادة المسؤوليات الملقاة على عاتقها في المنزل إضافة للعمل وعدم تعاون الرجل معها يعد عائقاً يؤثر عليها؛ فالعمل المنزلي له أهميته الكبيرة وهذا لا شك فيه وانشغال المرأة في العمل وخصوصاً المتزوجة يعني وقتاً أقل وإهمالاً كبيراً للأسرة والمنزل؛ ولهذا لا بد أن تكون المرأة العاملة حريصة على تنظيم وقتها مما يساعد ظرفها داخل البيت وخارج العمل أي تكون عادلة في تقسيم الواجبات بالتساوي البيت يأخذ حقه، والعمل كذلك وساعد الله كل الأمهات .

والأخ خالد عامر الذى التقينا به في أحد شوارع طرابلس وبالتحديد شارع «الجمهورية» حيث حدثنا عن عمل المرأة واهمالها تربية أولاد فقال:

كما قالت الأستاذة التي سبقتي في الحديث إن شغل المرأة في العمل وخصوصاً المرأة المتزوجة فهي تعطي العمل حقه بينما نجدها تهمل الأسرة وتعتمد على المربية أو دور الحضانة للاهتمام بالأطفال الذين يفقدون الكثير من حنان الأم نظراً لانشغالها في العمل على عكس المرأة التي لا تعمل فهي تقوم بدورها الطبيعي في منزلها وتعطي جل وقتها لأفراد الأسرة والمنزل ونحن جميعاً نعرف حاجة الأطفال إلى حنان الأم خاصة في السنوات الأولى من عمر الطفل وكلما زاد الوقت الذى تقضيه الأم مع ابنها يزيد الحب والحنان بين الطرفين وتنعكس هذه العلاقة عند بلوغ الأطفال سن الشاب وتحمل مسؤوليتهم بأنفسهم ووقوفهم بجانب الوالدين والعطف عليهم في كبرهم.

وصرحت لنا الحاجة فاطمة بشير عن رأيها المتواضع والتي هي علقت عليه هكذا قالت :

اليوم العالم تقدم والمرأة التي كانت «محجوبة» صارت نخرج تصول وتجول في كل مجالات العمل الحق يقال الليبية حققت نجاحاً كبيراً في العمل اليوم نراها دكتورة وممرضة ومعلمة وصحفية وكثيراً من المهن التي تمتهنها المرأة وحتى المرأة التي لا تعمل في الحقيقة هي الأخرى دورها لا يقل أهمية عن  دور المرأة العاملة حتى التي في داخل البيت يمكننا أن نقول عليها «المرأة العاملة»؛ فهي تساهم في تربية أجيال هم عماد المجتمع وسواعده فعندما تحقق تربية قيمة وسليمة فهذا وحده دور مهم جداً إلى جانب ربة البيت التي تطبخ وتنظف وتسعى جاهدة لفعل ما هو صالح لخدمة بيتها وأسرتها والوطن ودامت ليبيا حرة بأبنائها الأبطال.

وحدثنا الأخ محمد جمعة عن عمل المرأة وما يسببه من اضطرابات نفسية فقال:-

من جهة أخرى أريد الحديث عن الحالة النفسية التي تكون عليها المرأة العاملة إننا نجد أن المرأة العاملة لديها قلقٌ إضافي حول مدى نجاحها في عملها؛ وفي أدوارها الأخرى المسؤولة عنها ويرجع ذلك إلى حداثة عمل المرأة خارج البيت وإلى الضغوطات والاضطرابات والمعوقات الاجتماعية المختلفة إضافة إلى تركيبة المرأة الخاصة من حيث تأهيلها وتدريبها مما تتطلبه الحياة العملية الكثيرة؛ الحقيقة إن الاضطرابات النفسية الشائعة التي تتعرض لها المرأة هي في العادة تكون مرتبطة بعدة عوامل منها وجود الأطفال يحتاجون إلى الرعاية داخل المنزل وعدم وجود الزوج المتعاون الذي يساعدها ويعينها وكذلك من الناحية الاجتماعية ونظرة المجتمع؛ وليس  هناك ضغوط مدام هناك اتفاق مسبق مع زوجها وغيرها من الأمور التي تسبب لأختنا المرأة الاضطرابات النفسية ربي يكون في العون.

«تواجه المرأة كثيراً من الضغوط الاجتماعية تسبب لها القلق والتوتر»

عبرت الأخت : نجاة خليفة بصراحة عن مجمل المخاوف التي تركز عليها المرأة العاملة أثناء عملها فقالت :

الضغوط الاجتماعية المتعدّدة التي تواجهها هي التي تسبب لها الزيادة في القلق والتوتر والإحباط وعدم التكيف والاضطرابات لأن الناحية الاجتماعية مهمة جداً حيث نجد الأمور الاجتماعية تكون متزنة نرى الزوجة متفائلة ونجاحها في عملها وربما هناك بعض الحالات يحدث عندها العكس وعن المشكلات الزوجية فهي المشكلات الشائعة عند المرأة العاملة وبعض هذه المشكلات تتعلق بعدم وضوح الأدوار والمسؤوليات التي يقوم بها كلا الزوجين ويرجع ذلك إلى عدم وجود تقاليد خاصة تنظم وتحدّد مشاركة الزوجين في أمورهم الحياتية من حيث المشاركة والتعاون في الأمور المالية وشؤون المنزل ورعاية الأطفال وغير ذلك من الأمور؛ ولكن مع هذه الأحوال والمتغيرات تبقى المرأة العاملة قد حققت نجاحاً باهراً في خوض غمار العمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى