رأي

ظاهرة التسول

 

محمد بن زيتون

يلاحظ مع تزايد أعداد المصابين بالوباء استمرار ظاهرة التسول في أغلب شوارع وطرق العاصمة خاصة في التقاطعات المرورية، وأماكن المطبات مع وقوف المتسولين من فئة النساء خاصة وسط الطرقات وبين السيارات مما يؤدي إلى حدوث تصادم أحيانا وعرقلة في سير المركبات عند توقف البعض ليعطي هؤلاء النقود وكثيرا من النساء يصحبن ابنائهن الرضع وصغيري السن منذ إنبلاج كل فجر وفي البرد والحر الشديد وتعرض هؤلاء الأطفال للأخطار المختلفة.. إن وجود هذا العدد الكبير من المتسولات خاصة من أجناس غير ليبية وبعضهن يتستر بالفراشية الليبية التي انقرضت؛ وبعضهن يتابعن «النت» بهواتف باهظة الثمن  وقد تفاجأ بأكثر من أطفال صغار يتعلقون بنوافذ المركبة ويطالبون بالمال وقد تجد عائلات كاملة العدد كالجد الأم والأب وأطفالهم وأقربائهم وتكاد المتسولة لا تتغير في مكانها المعهود وكأنهن توزعن على مناطق في العاصمة وخصصت لهن فتجدهن أنفسهن يومياً مما يوحي بأنها تتكسب مبالغ كبيرة كما تبث آنفاً في كثير من المقبوض عليهم بتهمة التحايل وضبط مبالغ كبيرة معهن يوميا وقد يأتي يومٌ تطلب بالبطاقة المصرفية.

كثيرٌ من المتسولات أو ضِعاف الحال وجدت طريقة لبيع المناديل الورقية وغيرها ولكن تتسبب في عرقلة النظام المروري؛ فيجب إختيار مناطق بعيدة عن الطرق والشوارع خاصة المزدحمة بالمركبات؛ ويجب على المرء التصدق على ذوي الإحتياجات الخاصة مثل مبتوري الأطراف وكبار السن من العجزة والذين لا يتمكنون من أداء أية مهنة ولو أن البعض مثل الكفيف أثبت حسن أدائه لواجبات وأعمالا عدة في كثير من المجالات الحيوية أكثر من البصير أحيانا وحتى المقعد يمكنه العمل بيديه مثلا.. هذه الظاهرة تجعل المرء في حيرة من أمره فهو لا يمكنه نهر المتسول كما أوصى ديننا الحنيف بذلك (فأما السائل فلا تنهر) فتجده يقدم المال عن طيب خاطر ولكن يؤدي ذلك لعرقة السير المروري والإحراج الشديد لمتسول يطرق نافذة السيارة دون أن يتمكن من تقديمه الصدقة لطالبها، بينما يستغل الكثيرون ذلك للتكسب بأموال طائلة وقد يدير هذه العمليات أناس رأينا أكثر من مرة سيارات تتوقف مساءً لتحملهم إلى أماكن إقامتهم مما يدل على وجود شبكات للتسول وإنتشار هذه الظاهرة  المشينة.

نحن لسنا ضد الصدقات والعمل الصالح ولا شك هناك من يستحق الصدقة والمنح وأعمال الخير ولكن ضد ظاهرة أن يكون التسول عملاً للتكسب فهو نوع من التحايل خاصة وأن كثيراً من المتسولين والمتسولات من الشباب وصغار السن الذين يمكنهم العمل وهو متوفر ولو في البيوت كغسيل الفرش والقيام بأعمال منزلية أو أعمال التنظيفات مثلا في المحال والمستوصفات والشركات وغيرها وهناك من يعمل في تزييت زوايا المحال التي تغلق بالحصائر المعدنية ومن يبيع قناني  المياه ومن يجمع أكياس الخبز القديم ويبيعه بسعر معقول فإن اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى؛ فيجب على جهات الاختصاص دراسة هذه الظاهرة بصورة علمية وإيجاد حلول لها عن طريق مكاتب صناديق الزكاة مثلاً أو الضمان الاجتماعي؛ أو تخصيص شرطة السياحة لضبط المتسولين وتوجيههم إلى مكاتب ومراكز العمل.  واللّه من وراء القصد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى