رأي

ماء النهر الصناعي الشحيح

 

محمد بن زيتون

وجعلنا من الماء كل شيء حي) صدق الله العظيم مشروع النهر الصناعي الذي أمتص دماء الليبين طوال زمن إنشائه بإصرار من المقبور فوضع أكبر ميزانية فيه  من مال النفط المجنب بحجة توفير الماء العذب بجلبها من أقصى الجنوب الحبيب إلى غرب وشرق ليبيا بدلا من إنشاء محطات تحلية على طول الساحل الليبي وهناك دول خليجية وفرت المياه بهذه الوسيلة السهلة والغير مكلفة مثل هذا المشروع العقيم والذي صار مصدر تهديد لحياتنا من قبل الحركات الإنقلابية والحقد القبلي المقيت ,  وكان التركيز لهذا المشروع بالطبع على أحياء مدينة سرت لخلق نهضة عمرانية منافسة للعاصمة طرابلس ثم نقل العاصمة فعليا فيها بعد تهئيتها كمدينة عصرية بما يزيد على مليارات الدولاارات وقد وضعت على مدى عشرة سنوات رسوم باهظة على تصريف الدولار ثم على الرخص التجارية والصناعية وغيرها  والمعاملات المختلفة للدولة  وكان المواطن المغلوب على أمره ينتظر تحقيق هذا الإنجاز بفارغ الصبر  لعدم توفر المياه  لأسباب قفل الأودية المغذية ثم قفل آبار التزويد السابقة في مناطق عين زارة ووادي الربيع  وتزايد ظاهرة ملوحة الآبار في العاصمة والمنطقة الشرقية وكانت المنطقة الوسطى تعتمد على آبار شيدت على مناطق الأودية وأماكن توفر المياه من السيول المترتبة على الأمطار كالفسقيات والخزانات الأرضية وغيرها.

اليوم وبعد مرور حقبة زمنية كبيرة على وصول مياه النهر الصناعي يتفاجأ المواطن المسكين والذي يعاني مجموعة أزمات خانقة في إنقطاع الكهرباء وعدم توفر السيولة والمشتقات النفطية والحروب المستعرة  بإنقطاع المياه  بصورة متواصلة منذ 2014م بإستغلال مصدر المياه في الصراع السياسي والضغط القبلي على الحكومات لإطلاق سراح المجرمين والمقبوض عليهم والقضايا السياسية   والدولة لم تحرك ساكنا في القبض عليهم أو إعلانهم كمجرمين ومطاردتهم قانونيا  وكانت شركة النهر تكتفي بإعادة فتح الصمامات كل مرة لمدة أيام قليلة تأتي المياه المحملة بالأتربة والصديد لمدة يوم أو أثنين أو أسبوع على الأكثر ثم تنقطع المياه والمواطن مازال يعاني ويضطر لحفر آبار قد تكلف القشرة الأرضية خرابا مستقبليا لا سمح الله حيث تزيد أعداد الآبار بالألاف سنويا جراء هذا الإنقطاع المستمر دون إيجاد حلول أو حتى إدماجه ضمن بنود المحادثات في الحوارات التي تجري حاليا مما يدل على إهمال هذا الجانب الهام بعدم توفر مصدر المياه المطلوب وقد وصل سعر سيارة نقل المياه  حتى مأتي دينار أحيانا وقد سارع رجال الخير والصلاح لحفر آبار عامة في مناطقهم مشكورين وتركيب محطات تحلية عليها بينما سواحل الدولة الشاطئية تمتد قرابة الفي كيلومتر وتحتاج إلى ثلاثة أو أربعة محطات للتحلية لتوفير سلسبيل الحياة  خاصة مع إنتشار وباء الكورونا الخطير والذي يتطلب ضرورة تطهير وغسل الأيدي والأطراف وتنظيف البيوت والأماكن الملوثة بالماء والصابون.

لم يعد يذكر كثير من المواطنين متى تعود مياه النهر أو تنقطع بل لجأ على وسائل نقل المياه إلى بيته أو حفر بئر وغيرها فقد سئم من مطالبة دولة لا تقيم معيارا لحياة المواطن الكريمة.   والله من ورؤاء القصد .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى