الأخيرةمنوعات

من واقعنا ضاعت الأسرة .. ضاع الأمان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جالساً أمام أحد المحال في شارع الجمهورية حزينا يضع قبعة ((التوب)) على رأسه نظرتُ إليه نظرة استحياء تابعت مسيري فجاءت دفعني فضولي الصحفي رجعت خطوات للوراء انحنيت إليه وسألته لماذا تجلس هنا ؟ولماذا انت حزين؟ هل تريد شيئا؟ أسئلة خرجت مني متلاحقة وعيناي تلاحقه في محاولة لمعرفة سبب هذا الحزن  .

(م.ا) طفل يبلغ من العمر 11 عاما يدرس بالصف السادس الابتدائي يقول (م ) أنا نازح مع (خوالي) في  عمارات النازحين في شارع النصر توفي أبي وأمي بقصف مشروع الهضبة في شهر يناير الماضي , أين كنت وقت وقوع القصف ؟ بصوت خافت قال :كنت في المدرسة مع أخي الصغير رجعت إلى البيت وجدته مهدم اتصلت بخالي وجاء ونقلني معه وعرفت أن عائلتي توفيت ,أبي كان يشتغل في شركة نفطية وأمي مدرسة ,أختي التي توفيت عمرها شهرين ,وأخي أربع سنوات ,يتابع ((م)) ويكاد صوته يختفي من شدة حزنه ,كنت أحاول أن انزل براسي أمامه حتى اسمع صوته بين الأسئلة وأجوبة(( م ))قطعنا الطريق ,تابعنا سيرنا وأنا اطرح عليه السؤال تلو الأخر .

((م)) لم يكمل عامه الدراسي لهذا العام ووعدني انه سيلتحق بالمدرسة في العام الدراسي القادم .

بادرته بقولي هل تحتاج شيئا ؟ رفع رأسه الصغير ونظر لي وقال ((ما نبي شي )) أنا خرجت للشارع ((لأني مضايق )) .

شعرت وكأنني أكثرت عليه بطرح الأسئلة فقلت له (شني تحس) بصوت مرتعش رد (انحس في روحي قريب نبكي ) بهذه العبارات سكت وأكملنا طريقنا .قطعنا الشارع توجهت إلى طريق بيتي وهو معي صدفه قابلت جارتي فسلمت عليه و مسحت بيدها على رأسه وهي تسال عن أحواله ولماذا لم يأتي إليها لمساعدته .  بعد ان وجهت له  عده  نصائح خوفا عليه من أن يلتهمه الشارع في براتن الانحراف ,بهدوء أكمل طريقه وقلبي يعتصر من الألم ,حينها سردت لي جارتي الطيبة حكاياته كما حكاها طفلي مؤكده على هول الماساة  التي راح ضحيتها هذا الطفل . فأي مستقبل ينتظر (م) بعد ضياع البيت وحنان الأسرة هذه قد تعد نموذج حي يعج به المجتمع .لك الله يابني .

قابلته /سالمه عطيوه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى