تعتمد اقتصادات الدول النامية والمتقدمة على حد سواء على مخرجات مؤسسات التعليم التقني بمراحله المختلفة ومجالاته المتعددة؛ فالارتباط الوثيق بين مخرجاته السنوية وسوق العمل شكل ولازال حافزا لتصاعد مؤشرات النمو الاقتصادي ورافدا أساسيا للاقتصادات الوطنية لا سيما في البلدان النامية ..
وفي بلادنا يسير الأمر على هذا النحو وإن شابه شيء من البطء ؛ فالتعليم التقني لم يعد يقتصر على المراحل الأساسية والمتوسطة بل تعداها الى المراحل العليا متمثلة في الكليات والمعاهد العليا إلى جانب تأهل بعض مؤسساته لمنح درجات الماجستير والدكتوراه ، وفي نموذج كلية العلوم والتقنيات الطبية – طرابلس والعديد من كليات التعليم التقني العالي الكثير مما يؤشر إلى مستوى التطور الذي يشهده هذا النوع من التعليم ..
ولعل المزيد من الإضاءة على واقع وطموحات التعليم التقني العالي في ليبيا تتأتى لقرائنا الكرام عبر مطالعة حوارنا هذا مع الدكتور فتحي أبو صاع عميد كلية العلوم الطبية– طرابلس .. فإلى نص الحوار
عناوين فرعية:
– التعليم التقني يحتاج الي وقفة جادة من الدولة لدعمه لانه يوفر فرص جادة للشباب في سوق العمل…
– سنبدأ واعتبارا من الفصل الدراسي القادم في القبول للدراسات العليا وستتولى الأكاديمية الليبية الإشراف المباشر على برامج الدراسات العليا في جميع التخصصات
– المستشفيات تتعاون مع الكلية بشكل ممتاز…فهي توفر لنا اماكن التدريب والمدربين ..
– نسعى لتطوير الكوادر البشرية بالكلية …وتعاقدنا بهذا الخصوص مع شركة الأنظمة للتدريب والتطوير. .. لرفع كفاءة الموظفين والعاملين بالكلية ..
——————————-
– في تقديركم ومن خلال كليتكم كنموذج .. إلى أي حد تلبي مؤسسات التعليم العالي التقني الطبي حاجة سوق العمل ؟
سوق العمل في ليبيا يحتاج الي تنظيم…بالرغم من وجود القوانين واللوائح إلا أنها تفتقد الي التنفيذ…مخرجات الكلية ممتازة وعلى مستوى عالي من الكفاءة وبشهادة القطاع العام والخاص …لأننا في التعليم التقني نركز على الجانب العملي أثناء الدراسة وحتى في مشاريع التخرج…مع انتشار العيادات الخاصة يزداد الطلب على خريجو الكلية في التخصصات المختلفة…وسيقام في الأيام القادمة يوم وطنى مفتوح…سنستضيف فيه عيادات القطاع الخاص والعام وشركات المعدات الطبية …وستكون هناك ورشة عمل لتوفير المطلوب مابعد التخرج والوصول الي تفاهمات مع مكونات سوق العمل ، وكذلك للإجابة على العديد من الأسئلة حول ماهو المطلوب من الكلية لإعداد خريج لسوق العمل …وكيف ستساهم شركات القطاع الخاص والعام في دعم مشاريع التخرج في الكلية لتحقيق استفادة مشتركة ..
– النقلة النوعية من معهد عالي للمهن الطبية إلى كلية العلوم الطبية .. ما هية المعايير العلمية والموضوعية التي توفرت لها وتأسست عليها ؟
…هناك ضوابط ومعايير وضعتها وزارة التعليم التقني لمن يرغب في الانتقال من المعهد العالي الي الكلية…وهنا لابد من التوضيح أن للمعهد العالي ومخرجاته اهداف أنشأ من أجلها وكذلك الكلية …ولا يفهم أن مفهوم الكلية أفضل مستوى من المعهد العالي…لا بالطبع لا.. ، فكلا له دوره في المجتمع وكلا له رؤيته ورسالته وأهدافه….غير أن الخطة التي وضعتها الوزارة كانت تتطلب عددا من الكليات التقنية في مدينة طرابلس ولعدم وجود مخرجات تقنية طبية تؤهل للحصول على بكالوريوس هندسة تقنية طبية و معلوماتية…كان الأقرب هو معهد ابن النفيس للعلوم الطبية ..كلية العلوم والتقنيات الطبية حاليا …فقد شكلت لجنة من الوزارة تضم عددا من الخبراء في القطاع ..وبعد الزيارات الميدانية لأكثر من مرة ودراسة مدى توفر الضوابط والشروط للكلية…من حيث المكان والأساتذة والمناهج والمعامل…وبعد توصية اللجنة المختصة …قررت الوزارة أن يتغير معهد ابن النفيس الي كلية العلوم والتقنيات الطبية من ضمن الكليات التي تتبع الوزارة
– ما هي قراءتكم لواقع التعليم التقني في ليبيا من حيث البنية التحتية التعليمية بما فيها من كوادر علمية ومرافق ووسائل تدريب وتعليم؟
….عدم استقرار وزارة التعليم التقني والفني في السابق ..وتغير المسميات من هيئة التعليم التقني الي وزارة ثم يحدث العكس. أن تصبح وزارة بعد أن كانت هيئة…أربك التعليم التقني في ليبيا …التعليم التقني والفنى في ليبيا عريق ومر بالعديد من المراحل وشهد في السنوات الماضية والان العديد من التطورات وتوفر والإمكانيات بفضل جهود كل المسؤولين والعاملين بالقطاع…التعليم التقني يحتاج الي وقفة جادة من الدولة لدعمه لانه يوفر فرص جادة للشباب في سوق العمل…
– إلى أين وصلت جهود الكلية في سياق الاعداد للحصول على الاعتماد البرامجي والمؤسسي من المركز الوطني لضمان الجودة ؟
نعم جادون وبعون الله وبفضل دعم السيد الوزير والسيد وكيل الوزارة لشؤون الكليات والمعاهد العليا للحصول على الاعتماد المؤسسي والبرامجي…للاسف أضاعت الكلية في السنوات الماضية فرص في عدم الاهتمام بالجودة …والان فقط تأسس مكتب ضمان الجودة ودعمه بكل الإمكانيات وتكليف من يقود هذا المكتب بنجاح للحصول على الاعتماد المؤسسي…بدأنا بالفعل للإعداد للوصول إلي المطلوب..نثق في إمكانياتنا وقدراتنا للوصول ..بعون الله..
– ما هي خطتكم لتطوير وتنمية الموارد البشرية للكلية سواء المتعلقة بأعضاء هيئة التدريس أو الكادر الإداري؟
..نسعى الي تطوير الكوادر البشرية بالكلية …وبالفعل فقد تم التعاقد مع شركة الأنظمة للتدريب والتطوير. ..لتقديم يد العون ولتبنى العديد من الدورات المتقدمة لرفع كفاءة الموظفين والعاملين في المستوى الإداري بالكلية…دورات اللغة الإنجليزية…ودورات الموارد البشرية…ودورات خدمة المجتمع.. الخ…
– ماذا عن فرص خريجي الكلية في مواصلة دراستهم العليا والدقيقة محليا وخارجيا؟
الان ولله الحمد سنبدأ واعتبارا من الفصل الدراسي القادم في القبول للدراسات العليا . بفضل جهود السيد الوزير والسيد الوكيل ومدير إدارة الكليات ومدير إدارة الدراسات العليا فقد تم توقيع اتفاق تعاون محلي مع أكاديمية الدراسات العليا للاستفادة من خبرة الأكاديمية في الدراسات العليا…وستتولى الأكاديمية الليبية الإشراف المباشر على برامج الدراسات العليا في الكليات وفي جميع التخصصات…وهي فرصة لدعوة كافة المعيدين والخريجين للاستفادة من هذه الاتفاقية …كما أن السيد الوزير وافق مشكورا على منح فرصة الاتفاق مع عقد بروتوكولات تعاون مع جامعات دولية في الدراسات العليا بتكاليف مخفضة … تعاون مشترك للإشراف على رسائل الماجستير المشتركة….بين الجامعات الدولية والكلية لتحقيق الاستفادة للطرفين ..
– كيف تقيمون تعاون مستشفيات القطاعين العام والخاص فيما يخص تدريب طلبة الكلية وتأهيلهم عمليا وفقا لتخصصاتهم ؟
بالفعل سؤال مهم….المستشفيات تتعاون مع الكلية بشكل ممتاز…فهي توفر لنا اماكن التدريب والمدربين….من أجهزة ومعدات وحالات سريرية …أيضا القطاع متعاون هو أيضا في كل التخصصات لثقتهم ولسمعة الكلية الجيدة…
– ما هو جديدكم على صعيد استحداث التخصصات والاقسام العلمية بالكلية وكذلك تطوير وتحديث المناهج العلمية ؟
الأقسام الحالية بالكلية….قسم المختبرات..وقسم العلاج الطبيعي…وقسم تقنيات الحاسب الالي.. وقسم الصحة العامة.. وقسم الأدارة الصحية ..وقسم الأشعة التشخيصية والعلاجية…وقسم تقنية البصريات .وقسم الأسنان .وقسم التقنيات الصيدلانية
كما أن الكلية لديها تصور مستقبلي سنعمل للإعداد له بفتح اقسام علمية جديدة متى توفرت الإمكانيات من حيث القاعات والأساتذة والمناهج وحاجة سوق العمل للخريج …والان ندرس اقسام التخذير وهندسة المعدات والأجهزة الطبية …
والكلية ساهمت كذلك ولازالت في خدمة المنطقة والمجتمع …وسبق وأن قدمت خدمة حملات توعية للوقاية من فايروس كوفيد …وكذلك حملات التمريض …وخدمات التوعية الوقائية والتعامل لمرضى السكر…والان بصدد تقديم خدمات علاجية ومختبرات طبية للمنطقة من خلال عيادة الكلية….
– هل لديكم ما تودون اضافته ؟
نتوجه بالشكر والتقدير الي اسرة صحيفة 17 فبراير ..هذه الصحيفة المتميزة في إطلالتها وبرامجها الصحفية الناجحة.. والي كافة اعضاء هيأة التدريس والموظفين والمعيدين والمدربين والطلاب لكل الجهود للنهوض بالكلية وتطويرها .