رأي

القلادة العصية

نوري النجار

منذ‭ ‬انطلاقه‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرن‭ ‬في‭ ‬جبل‭ ‬‮«‬أولمبيا‮»‬‭ ‬باليونان‭ ‬وحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬للرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬أي‭ ‬ظهور‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التتويج‭ ‬لمختلف‭ ‬رياضات‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬أكبر‭ ‬محفل‭ ‬عالمي‭ ‬رياضي‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬الميداليات‭ ‬هو‭ ‬اقصى‭ ‬طموح‭ ‬أي‭ ‬لاعب‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لعبة،‭ ‬شاهدنا‭ ‬الصربي‭ ‬‮«‬ديكو‭ ‬فيتش‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬حصد‭ ‬من‭ ‬ألقاب‭ ‬وبطولات‭ ‬في‭ ‬بطولات‭ )‬الجراند‭ ‬سلام‭(‬‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يوم‭ ‬فاز‭ ‬بالقلادة‭ ‬الذهبية‭ ‬الأولمبية‭ ‬انهار‭ ‬بالبكاء‭ ‬فرحًا‭ ‬بماحققه‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الميدالية‭ ‬الأولمبية‭ ‬تبقى‭ ‬هي‭ ‬طموح‭ ‬أي‭ ‬لاعب‭ ‬ومهما‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬ألقاب‭ ‬وجوائز‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬الميدالية‭ ‬الأولمبية‮»‬‭ ‬هي‭ ‬مسك‭ ‬الختام،‭ ‬وجائزة‭ ‬‮«‬نوبل‭ ‬الرياضية‮»‬‭ ‬ما‭ ‬دعاني‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية،‭ ‬والميداليات‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ورغم‭ ‬المشاركات‭ ‬المتواصلة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬الالعاب‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬عقود‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬سجل‭ ‬الرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬بقي‭ ‬خاليًا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬ميدالية‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬الرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬يخصص‭ ‬لها‭ ‬مبالغ‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬ليست‭ ‬بالمستوى‭ ‬الذي‭ ‬يجعلها‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬رياضيًا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬دولًا‭ ‬أقل‭ ‬منا‭ ‬صرفًا‭ ‬وامكانات‭ ‬لكنها‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬الصعود‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التتويج‭ ‬والدول‭ ‬المجاورة‭ ‬أكبر‭ ‬دليل‭ ‬تونس‭ ‬منذ‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬حصدت‭ ‬الذهب‭ ‬الاولمبي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬أسطورة‭ ‬ألعاب‭ ‬القوى‭ ‬محمد‭ ‬القمودي‭ ‬ومن‭ ‬منا‭ ‬ينسى‭ ‬سعيد‭ ‬عويطة،‭ ‬وهشام‭ ‬القروج‭  ‬ونورالدين‭ ‬مرسلي‭ ‬وحسيبة‭ ‬بولمرقة‭ ‬ونوال‭ ‬المتوكل‭ ‬كلهم‭ ‬نالوا‭ ‬شرف‭ ‬الصعود‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التتويج‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬ونحن‭ ‬مازلنا‭ ‬ابعد‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭.‬

تجارب‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الاستعداد‭ ‬الداخلي‭ ‬إلى‭ ‬المعسكرات‭ ‬الخارجية‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬البطل‭ ‬الأولمبي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يرَ‭ ‬النَّور‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬لم‭ ‬ترقَ‭ ‬ولم‭ ‬تحقَّق‭ ‬النجاح‭ ‬المطلوب‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬الميدالية‭ ‬الأولمبية‮»‬‭ ‬التى‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬بقتْ‭ ‬عصية‭ ‬على‭ ‬الرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬التكريم‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مجهود‭ ‬يبذل‭ ‬وأي‭ ‬انجاز‭ ‬يحقَّق‭ ‬أمرٌ‭ ‬يعطي‭ ‬دافعًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الصعود‭ ‬إلى‭ ‬منصات‭ ‬التتويج‭ ‬يبقى‭ ‬أهم‭ ‬تتويج‭ ‬يناله‭ ‬أي‭ ‬رياضي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لعبة‭ ‬واقصى‭ ‬طموح‭ ‬لأي‭ ‬رياضي‭ ‬هو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬‮«‬الميدالية‭ ‬الأولمبية»خاصة‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬ذهبية‭ ‬وحتى‭ ‬الفضية،‭ ‬أو‭ ‬النحاسية‭ ‬الجميع‭ ‬يشاهد‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬الفوز‭ ‬بالمداليات‭ ‬الأولمبية‭ ‬على‭ ‬الرياضيين،‭ ‬وكيف‭ ‬يتم‭ ‬تكريم‭ ‬الفائز‭ ‬بالقلادة‭ ‬الأولمبية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬إدخال‭ ‬فقرات‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬لمن‭ ‬يعانق‭ ‬الميداليات‭ ‬الأولمبية‭.‬

الرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لمن‭ ‬يريدها‭ ‬ليس‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الميدالية‭ ‬الأولمبية‭ ‬بل‭ ‬للطريق‭ ‬المؤدي‭ ‬إليها‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الطريق‭ ‬صحيحة،‭ ‬وليست‭ ‬مثل‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬بها‭ ‬صناعة‭ ‬البطل‭ ‬الاولمبي‭ ‬سابقًا‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى