فنون

تجليات الحروف.. الخط العربي وهويتنا الضائعة

هند التواتي

على‭ ‬تمام‭ ‬الساعة‭ ‬الخامسة‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬2024‭.‬12‭.‬17وفي‭ ‬بيت‭ ‬‮«‬إسكندر‮»‬‭ ‬بالمدينة‭ ‬القديمة‭ ‬بطرابلس‭ ‬إفتتحت‭ ‬فعاليات‭ ‬معرض‭ ‬تجليات‭ ‬الحروف‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬النقابة‭ ‬العامة‭ ‬للخطاطين‭ ‬الليبيين‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مدرسة‭ )‬الضياء‭( ‬التعليمية‭ ‬بإشراف‭ ‬النقيب‭ ‬العام‭ ‬للخطاطين‭ ‬الليبيين‭ ‬الأستاذ‭ ‬الخطاط‭ ‬إبراهيم‭ ‬المصراتي،‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأستاذ‭ ‬الخطاط‭ ‬سالم‭ ‬الدغيس‭.‬

تزينتْ‭ ‬جدرانُ‭ ‬صالة‭ ‬العرض‭ ‬بجماليات‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬لوحات‭ ‬تنشر‭ ‬جمال‭ ‬الهوية،‭ ‬والروح‭ ‬التي‭ ‬تنشد‭ ‬الإبداع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأصيل‭ ‬الحرف،‭ ‬والمشق‭ ‬الذي‭ ‬يدوزن‭ ‬نغم‭ ‬التاريخ‭ ‬والأصالة‭ ‬وفق‭ ‬قواعد‭ ‬نمطية‭ ‬لا‭ ‬تخفي‭ ‬جمالياتها‭ .‬

وروح‭ ‬خطاطيها‭ .‬

هذا‭ ‬المعرض‭ ‬له‭ ‬نبضٌ‭ ‬خاصٌ‭ ‬ومزيةٌ‭ ‬تختلفُ‭ ‬عن‭ ‬غيره؛‭ ‬فبالرغم‭ ‬من‭ ‬إحتوائه‭ ‬لمختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الخط‭ ‬العربيكـ‭)‬النسخ،‭ ‬والثلث،‭ ‬وخط‭ ‬الإجازة،‭ ‬والفارسي،‭ ‬أو‭ ‬النستعليق‭(‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لـ‭)‬لرقعة‭ ‬والديواني‭ ‬الجلي‭(‬،‭ ‬وهي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬الخطوط‭ ‬المشرقية‭ ‬لنسبتها‭ ‬إلى‭ ‬المشرق‭ ‬العربي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬النصيب‭ ‬الأوفر‭ ‬والأجمل‭ ‬صراحةً‭ ‬كان‭ ‬للخط‭ )‬المغاربي،‭ ‬أو‭ ‬المغربي‭ ‬المبسوط‭( ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمتاز‭ ‬به‭ ‬خطاطو‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬والحزائر؛‭ ‬وكذلك‭ ‬المغرب،‭ ‬وهو‭ ‬نمط‭ ‬خاص‭ ‬يمثل‭ ‬هوية‭ ‬ثقافية‭ ‬يتميز،‭ ‬وينفرد‭ ‬بها‭ ‬الخطاطون‭ ‬المغاربيون‭ ‬بشكل‭ ‬خاص؛‭ ‬فجاءتْ‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬اللوحات‭ ‬مزدانة‭ ‬بجمالها‭ ‬الخاص،‭ ‬وشخصيتها‭ ‬الفنية‭ ‬الفريدة‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬أُجيزتْ‭ ‬الطالبتان‭ ‬

‭)‬هناء‭ ‬خليفة‭ ‬الشريف،‭ ‬وأسماء‮ ‬‭ ‬بشير‭ ‬الغرياني‭(‬‭ ‬في‭ ‬الخط‭ ‬المغربي‭ ‬المبسوط‭ ‬ليصيرا‭ ‬وفق‭ ‬هذه‭ ‬الإجازة‭ ‬خطاطتين‭ ‬معتمدتين‭ ‬وفق‭ ‬العُرف‭ ‬الجاري‭ ‬بين‭ ‬مجتمع‭ ‬الخطاطين،‭ ‬وبهذا‭ ‬يصير‭ ‬لهما‭ ‬وضعُ‭ ‬توقيعهما‭ ‬على‭ ‬لوحاتهما‭ ‬الخطية،‭ ‬وإعتمادهما‭ ‬كخطاطتين‭ ‬إستكملا‭ ‬هذا‭ ‬النَّوع‭ ‬من‭ ‬الخط،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لوحات‭ ‬قرآنية‭ ‬بالخط‭ ‬المغربي‭ ‬المبسوط‭ ‬مقسمة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬نوافذ‭ ‬نافذة‭ ‬للخطاطة،‭ ‬وأخرى‭ ‬للأستاذ‭ ‬إبراهيم‭ ‬المصراتي‭ ‬كمعلم،‭ ‬ومجيز،‭ ‬والثالثة‭ ‬لسالم‭ ‬الدغيس‭ ‬كشاهد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الإجازة‭ .. ‬تنوع‭ ‬الحضور‭ ‬وسط‭ ‬إزدحام‭ ‬ملحوظ‭ ‬من‭ ‬الزائرين‭ ‬والمهتمين،‭ ‬وكذلك‭ ‬كثافة‭ ‬اللوحات‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬مبشر‭ ‬من‭ ‬الخطاطين‭.‬

استغليتُ‭ ‬الفرصة‭ ‬وطرحتُ‭ ‬عديد‭ ‬الأسئلة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المشاركين‭ ‬أولهم‭ ‬أ‭.‬إبراهيم‭ ‬المصراتي‭ ‬بإعتباره‭ ‬الأب‭ ‬الحاضن‭ ‬صفةً‭ ‬وإعتباراً‭ ‬لهذا‭ ‬الحدث‭ ‬عن‭ ‬لماذا‭ ‬الخط‭ ‬العربي،‭ ‬والآن‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الوقت؟‭.‬

إجاب‭ ‬إن‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬هو‭ ‬حرفٌ‭ ‬من‭ ‬حروف‭ ‬الله‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬القداسة‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتشرف‭ ‬بكونه‭ ‬يمثل‭ ‬هويتنا‭ ‬وأصولنا،‭ ‬وهو‭ ‬أيضًا‭ ‬هويتنا‭ ‬الدينية‭ ‬فديننا‭ ‬الإسلامي‭ ‬جاء‭ ‬بالقرآن‭ ‬المكتوب‭ ‬بالخط‭ ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬وسيلة‭ ‬التواصل‭ ‬بيننا‭ ‬كعرب‭ ‬وينبغي‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نوليه‭ ‬ما‭ ‬يستحقه‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬اللازم‭ ‬لأنه‭ ‬شخصيتنا‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬تجاهلها‭ ‬وسط‭ ‬الأمم‭.‬

وأضاف‭ ‬إننا‭ ‬نمتاز‭ ‬في‭ ‬البقعة‭ ‬الجغرافية‭ ‬التي‭ ‬نقطنها‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬بالخطوط‭ ‬المغاربية‭ ‬كـ‭)‬الخط‭ ‬المغربي‭ ‬المبسوط‭ ‬والمجوهر‭(‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬المشرق‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬بالخطوط‭ ‬المشرقية‭ ‬كـ‭)‬النسخ‭ ‬والثلث‭(‬،‭ ‬وغيره،‭ ‬والخط‭ ‬المغربي،‭ ‬أو‭ ‬المغاربي‭ ‬هو‭ ‬هويتنا‭ ‬الخاصة‭ ‬داخل‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬العامة،‭ ‬ويمتاز‭ ‬بجماله‭ ‬وخصوصيته،‭ ‬وأيضًا‭ ‬شارك‭ ‬عديد‭ ‬الخطاطين‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعرض،‭ ‬وفيه‭ ‬مُنِحَتْ‭ ‬الإجازتان‭ ‬للطالبتين‭ ‬المذكورتين؛‭ ‬بالاضافة‭ ‬لكونه‭ ‬معلًما‭ ‬للخط‭ ‬العربي‭ ‬فهو‭ ‬كما‭ ‬يشير‭ ‬لديه‭ ‬عديد‭ ‬الطلبة،‭ ‬والطالبات‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬المجاورة‭ ‬كـ‭)‬تونس‭ ‬والجزائر‭( ‬جاءوا‭ ‬لتعلم‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ .. ‬لقد‭ ‬واجهتنا‭ ‬الصعابُ‭ ‬حقيقةً،‭ ‬ونحن‭ ‬نحاول‭ ‬إبراز‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬للوجود،‭ ‬ولم‭ ‬نلقَ‭ ‬تعاونًا‭ ‬يُذكرَ‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أنها‭ ‬تكون‭ ‬راعية‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬الثقافي‭ ‬المهم‭ ‬اللهم‭ ‬إلا‭ ‬مدرسة‭ ‬‮«‬الضياء‮»‬‭ ‬التعليمية‭ ‬مشكورة‭ ‬على‭ ‬جهودها،‭ ‬وتعاونها‭ ‬الطيب‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬المعرض‭.‬

أ‭. ‬الخطاط‭ ‬سالم‭ ‬الدغيس‭ :‬

الخط‭ ‬العربي‭ ‬باعتباره‭ ‬حرفًا‭ ‬من‭ ‬حروف‭ ‬الله‭ ‬كتب‭ ‬به‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬صميم‭ ‬في‭ ‬هويتنا،‭ ‬ونجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬أمام‭ ‬واجب‭ ‬تعليمه‭ ‬كما‭ ‬ينبغى‭ ‬لأبنائنا‭ ‬فأنتَ‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬بيتًا‭ ‬من‭ ‬بيوتنا‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬أحدٌ‭ ‬لا‭ ‬يقرأ‭ ‬القرآن،‭ ‬ولا‭ ‬يتعله‭ ‬بحروفه،‭ ‬ونحن‭ ‬كذلك‭ ‬نُعَلّمُ‭ ‬الطلبةَ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لتعليمهم‭ ‬الخط‭ ‬وهذا‭ ‬جهد‭ ‬شخصي،‭ ‬وواجب‭ ‬علينا‭ ‬نقدمه‭ ‬للبلاد‭.‬

أتمنى‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتعليم‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬صرف‭ ‬الملايين‭ ‬في‮ ‬طباعة‭ ‬كراسات«الخط‭ ‬العربي‮»‬‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وأن‭ ‬يوجهوا‭ ‬المعلمين،‭ ‬والمدرسين‭ ‬في‭ ‬العطل‭ ‬لأخذ‭ ‬دورات‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬الخطاطين‭ ‬ثم‭ ‬تعليمها‭ ‬لطلبتهم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الدراسي،‭ ‬وهكذا‭ ‬يتكون‭ ‬عندنا‭ ‬جيلٌ‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬لا‭ ‬نقول‭ ‬خطاطين،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الخط‭ ‬الحسن،‭ ‬وتحسين‭ ‬الخط‭ ‬ضروري،‭ ‬ومهم‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصية‭ ‬الطالب،‭ ‬وبناء‭ ‬ثقته‭ ‬بنفسه‭ .‬

أ‭. ‬الخطاط‭ ‬حسين‭ ‬الفرد‭ :‬

لقد‭ ‬أقسم‭ ‬اللهُ‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬بالقلم‭ ‬حين‭ ‬قال‭ :‬

‭)‬ن‭ ‬والقلم‭ ‬وما‭ ‬يسطرون‭(‬‭ .. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬نفهم‭ ‬معنى‭ ‬أهمية‭ ‬القلم،‭ ‬وما‭ ‬يسطره‭ ‬كخط،‭ ‬والخط‭ ‬لا‭ ‬يفترق‭ ‬عن‭ ‬القلم‭ ‬إلا‭ ‬ليقول،‭ ‬وهنا‭ ‬جاء‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬مكتوبًا‭ ‬بأيدي‭ ‬الخطاطين‭ ‬الأوائل،‭ ‬كسيدنا‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬طالب‭ ‬والنساخين‭ ‬الذين‭ ‬نقلوا‭ ‬إلينا‭ ‬القرانَ‭ ‬الكريم،‭ ‬وقبله‭ ‬ناسخي‭ ‬المعلقات،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العلوم‭ ‬التي‭ ‬كلها‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬تحديدًا‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬وتوطين‭ ‬الهوية‭ ‬العربية،‭ ‬والإسلامية‭ ‬بالإضافة‭ ‬لكونه‭ ‬الحرف‭ ‬الذي‭ ‬كُتَبَ‭ ‬به‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وبلغة‭ ‬أهل‭ ‬الجنة‭. ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نهتم‭ ‬به‭ ‬أكثر‭ ‬اهتمامنا‭ ‬بهويتنا،‭ ‬وتجذرها‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬وتعمقها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬العلوم‭.. ‬شاركتُ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬بلوحتين‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬الثلث‭ ‬وأتمنى‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب‭ ‬الثقافي‭ ‬المهم‭.‬

الخطاط‭ ‬الشاب‭ ‬الطموح‭ ‬محمد‭ ‬اسماعيل‭ ‬النكاع‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ :‬‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كان‭ ‬سبب‭ ‬توجهي‭ ‬لتعلم‭ ‬الخط‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬توجيهات‭ ‬شيخي‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬الشريف‭ ‬الذي‭ ‬يعلمني‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وجهني‭ ‬للشيخ‭ ‬سالم‭ ‬الدغيس،‭ ‬وابتديتُ‭ ‬في‭ ‬تلقي‭ ‬الدروس‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬الخط‭ ‬المغربي‭ ‬المبسوط‭ ‬حتى‭ ‬كوفئتُ‭ ‬بجائزة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬تحصلي‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬اكمال‭ ‬تعليمي‭ ‬عن‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬المصراتي‭ ‬مجاناً‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬لاحظ‭ ‬تفوقي‭ ‬واستمريتُ‭ ‬في‭ ‬تعليمي‭ ‬مع‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬حتى‭ ‬أجزتُ‭ ‬في‭ ‬الخط‭ ‬المغربي‭ ‬المبسوط‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬بدايتي‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬الخط‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬2023‭ ‬والحمد‭ ‬لله؛‭ ‬هنا‭ ‬أود‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬عمر‭ ‬هذا‭ ‬الخطاط‭ ‬والفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬أمضاها‭ ‬حتى‭ ‬أجيز‭ ‬في‭ ‬الخط‭ ‬إضافة‭ ‬للجمال‭ ‬الحقيقي‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬لوحاته‭. ‬والاجازة‭ ‬تعني‭ ‬في‭ ‬إصطلاح‭ ‬الخطاطين‭ ‬أنه‭ ‬بمقدوره‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اللوحات‭ ‬الخطية‭ ‬باسمه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يحق‭ ‬له‭ ‬تعليم‭ ‬غيره‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬أراد‭ ‬لتمكنه‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجنس‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭.‬

على‭ ‬هامش‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬الجميل‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬التير‭ ‬صاحب‭ ‬متجر‭)‬واو‭(‬،‭ ‬وهوأ‭ ‬محل‭ ‬لبيع‭ ‬أدوات‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ .. ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬عديد‭ ‬المستلزمات‭ ‬الضرورية‭ ‬لمحبي‭ ‬هذا‭ ‬الجنس‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭ ‬اتجهتُ‭ ‬للمتجر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مقتصرًا‭ ‬على‭ ‬طاولتين‭ ‬لعرض‭ ‬‮«‬القصبات‭ ‬الخيزرانية‮»‬‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬كـ‭)‬الديسفولي‭ ‬والجاا‭ ‬والأحبار‭ ‬والمحابر‭( ‬‮«‬المحبرة‮»‬‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬يُضع‭ ‬فيها‭ ‬الحبر،‮ ‬‭ ‬وتسمى‭ ‬‮«‬الدواة‮»‬،‭ ‬والمقطات‭ ‬والحرير‭ ‬المستخدم‭ ‬داخل‭ ‬المحابر‭ ‬بالإضافة‭ ‬للورق‭ ‬الخاص‭ ‬الجاهز‭ ‬للمشق‭ ‬أو‭ ‬الكتابة‭ ‬عليه،‭ ‬ويسمى‭ ‬بـ‭)‬الورق‭ ‬المقهر‭( ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬عديد‭ ‬المستلزمات‭ ‬المهمة‭ ‬لمحبي‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬ومحترفيه‭ .‬

أ‭.‬إبراهيم‭ ‬التير‭ :‬‭ ‬‮«‬متجر‭ ‬واو‮»‬‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬متجر‭ ‬ليبي‭ ‬يُعنى،‭ ‬ويهتم‭ ‬بتوفير‭ ‬أدوات‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬واخترنا‭ ‬له‭ ‬اسم‭ )‬واو‭( ‬لدلالاته‭ ‬الخاصة‭ ‬بين‭ ‬أوساط‭ ‬الخطاطين‭ ‬لخصوصية‭ ‬حرف‭ ‬‮«‬الواو‮»‬‭ ‬لديهم،‭ ‬وهو‭ ‬أيضًا‭ ‬اسم‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المنظومة‭ ‬التراثية‭ ‬التي‭ ‬ننتمي‭ ‬إليها‮ ‬‭ ‬وحين‭ ‬لاحظنا‭ ‬فقر‭ ‬السوق‭ ‬لهذه‭ ‬المستلزمات‭ ‬بادرنا‭ ‬إلى‭ ‬فتحه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬اللازم‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الاقبال‭ ‬على‭ ‬تعلم‭ ‬الخط‭ ‬العربي‭ ‬خاصة‭ ‬ونحن‭ ‬نشاهد‭ ‬تقدم‭ ‬الأمم‭ ‬الأخرى‭ ‬كـ«إيران‭ ‬وتركيا‮»‬‭ ‬لمئات‭ ‬السنوات‭ ‬الضوئية‭ ‬في‭ ‬خطنا‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬نحن‭ ‬مَنْ‭ ‬يحمل‭ ‬قصب‭ ‬السبق‭ ‬فيه‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬نظل‭ ‬متخلفين،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬عن‭ ‬ركب‭ ‬السائرين‭ ‬إبداعًا،‭ ‬وتميزًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الخط،‭ ‬وهنا‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬ففي‭ ‬تونس،‭ ‬والمغرب،‭ ‬والجزائر،‭ ‬ومصر،‭ ‬وغيرها‭ ‬تجد‭ ‬المعاهد‭ ‬التابعة‭ ‬للدولة،‭ ‬وتجد‭ ‬الطلبة‭ ‬المتدافعين،‭ ‬لتخريج‭ ‬الخطاطين‭ ‬بينما‭ ‬نحن‭ ‬لازلنا‭ ‬لا‭ ‬نتوفر‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬بنا‭ ‬وهو‭ ‬الجانب‭ ‬الذي‭ ‬نستحقه‭ ‬خاصة‭ ‬وأننا‭ ‬كنا‭ ‬نتوفر‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المعاهد،‭ ‬والمؤسسات‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬البيضاء،‭ ‬ومعهد‭ ‬‮«‬ابن‭ ‬مقلة‮»‬‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭.‬أتوجه‭ ‬بخطابي‭ ‬هذا‭ ‬للدولة‭ ‬الليبية‭ ‬ووزارة‭ ‬التعليم‭ ‬حتى‭ ‬يعيدوا‭ ‬فتح‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬ابن‭ ‬مقلة‮»‬‭ ‬للخط‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬ليتوفر‭ ‬المناخ‭ ‬الصحي‭ ‬اللازم‭ ‬لهذا‭ ‬الجانب‭ ‬الإبداعي‭ ‬المرتبط‭ ‬بهويتنا‭ ‬وتاريخنا،‭ ‬حقيقة‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الجمال،‭ ‬والجهد،‭ ‬والتكاليف‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬إلا‭ ‬التوجه‭ ‬لمن‭ ‬يهمه‭ ‬الأمر‭ ‬بالإلتفات‭ ‬إلى‭ ‬نداء‭ ‬الهوية‭ ‬الذي‭ ‬تذروه‭ ‬رياح‭ ‬التجاهل،‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬بجانب‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يعي‭ ‬الكثيرون‭ ‬أهميته‭ ‬سواء‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬والدينية‭ ‬بل‭ ‬أهميته‭ ‬القصوى‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الشخصية‭ ‬الوطنية‭ ‬وخصوصًا‭ ‬ونحن‭ ‬نقف‭ ‬على‭ ‬إرث‭ ‬كامل،‭ ‬وعظيم‭ ‬من‭ ‬الخط‭ ‬والخطاطين،‭ ‬وكتّاب‭ ‬المصاحف،‭ ‬والعلماء‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬معني‭ ‬مباشرة‭ ‬بصقل‭ ‬الشخصية‭ ‬وبناء‭ ‬الانسان‭ ‬وسط‭ ‬مناخٍ‭ ‬متأججٍ‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬والثقافة‭ ‬والجمال‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى