رأي

شيء عن رمضان.. أمين مازن

 

أفلح برنامج العلاج المكثف الذي اقترحه الدكتور عبد العزيز الدالي عندما قرأ ما أشارت إليه التحاليل التي اقتضتها حالة البرد التي تعرضت لها وكادت أن تدفع بي إلى تأجيل الصوم، فبدأت والحمد لولي الحمد في أداء هذه الفريضة مع الأصحاء من الناس، وأحافظ على ما ألزمت به نفسي من قراءة جزء كل يوم، وقد حرصت على أن يكون المصحف  واحداً من تلك التي طبعتها ووزعتها جمعية الدعوة الإسلامية عندما كانت إدارتها مُسنَدة للدكتور محمد أحمد الشريف، وكان طبع المصحف على رواية الإمام قالون و ضبط الإمام الداني أبرز منجزات هذه المؤسسة، والتي كثيراً ما حمّلها صديقنا الشريف الكثير مما يحتاجه غيره، ولا سيما عندما يتخذ بعض أصحاب النفوذ من المسئولين سلطتهم الإشرافية في عرقلة من يُصر على احترام نفسه ومباشرة كل ما يدخل ضمن اختصاصه، وهكذا بدأت الصوم وما يتيسر من التلاوة لأتأمل مصطلحات الداني وما تشير له عن أوجه القراءة والتي تبدأ من الآيات الأولى من سورة البقرة،وحسبي أن أشير هنا بأن النسخة التي بدأت بها تلاوتي وتأملي كانت قد دخلت مكتبتي في الفترة التي سبقت فبراير بأشهر، عندما استضافت جمعية الدعوة الهيئة التي اختصت بموسوعة الأعلام  العرب، تلك التي اقترحها و أشرف على طباعة أجزاء منها المرحوم محمد صالح الجابري، عندما طلب مني كتابة بعض التراجم التي قُبلت وأخذت طريقها نحو النشر، والحديث عن هذه الفترة يطول وفي التفاصيل ما يحمل أكثر من عجب، مكانه ليس هذا التدوين، على أن رمضان كان دوما في ضيافتنا وكنا ضيوفه، سواء عندما كنا نعيش مواسمه الثقافية التي تنافس فيها عديد الذين استلموا القياد عن جدارة، أو لما دفعوه من أثمان ليس كل أحد يسهل عليه دفعها، وعندما تحلّق الذاكرة المتدفقة تجاه أكثر من زمان ومكان، ارتبطت برمضان و سهاري رمضان ووجوه الذين كان لمعرفتهم أثره و تأثيره في رحلة العمر التي كان فيها دوما للذكر الحكيم حضوره ممن ضمهم سجل الدعوة الإسلامية أمثال الأفاضل شكري حمادي ومصطفى قشقش وأبو بكر ساسي ومحمد الهادي كريدان الذي يحيلني اسمه على نحو خاص لرمضان الذي ضمنا عقب ربيع الثالث و السبعين من القرن الماضي وكان لتلاوته و تبحّره في القراءة والتدبر وأسباب النزول ما خفف من محنة السجن وما يملؤه من القلق، فيكون التوجه نحو التلاوة و التدبر و تقصي المعنى الشارد أقوى معين و أخصب زاد. عسى الله أن يرحم من ذهب بعد ذلك الزمان وما تلاه من زمن قبل وبعد رمضان ويديم السعادة على من لا يزال فوق النسيان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى