رياضة

في الملعب

نجيب بن عيسى

من‭ ‬سيدرب‭ ‬المنتخب؟،‭ ‬قبل‭ ‬الاجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال،‭ ‬أو‭  ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬تفاصيله‭ ‬نذكر‭ ‬بأن‭ ‬تجارب‭ ‬كثيرة‭ ‬وباع‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الافراح،‭ ‬والاتراح‭ ‬عاشتها‭ ‬الجماهير‭ ‬الليبية‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬الاجانب‭ ‬والمحليين‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬ترقِ‭ ‬للمستوى‭ ‬المأمول‭ ‬نتيجة‭ ‬العشوائية‭ ‬في‭ ‬الاختيارات‭  ‬والتعاقد‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬أرضية‭ ‬ملائمة‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬المنتخب‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬مراتب‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬المنافسات‭ ‬القارية‭ ‬والدولية‭ ‬ونعي‭ ‬جيدًا‭ ‬ان‭ ‬المشكلة‭ ‬ليست‭ ‬مدربًا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أشياء‭ ‬أخرى‭ !!.‬

وبما‭ ‬ان‭ ‬الحديث‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬الجديد‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬تعيين‭ ‬مدرب‭ ‬للمنتخب‭ ‬الاول‭ ‬الذي‭ ‬ينتظره‭ ‬استحقاق‭ ‬قاري‭ ‬في‭ ‬تصفيات‭ ‬المونديال‭ ‬امام‭ ‬انغولا‭ ‬والكاميرون‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬المقبل‭ ‬وانتهاء‭ ‬عقد‭ ‬الحضيري‭ ‬فإن‭ ‬نية‭ ‬الاتحاد‭ ‬برئاسة‭ ‬عبدالمولي‭ ‬المغربي‭ ‬تتجه‭ ‬لتعيين‭ ‬مدرب‭ ‬اجنبي‭ ‬بمواصفات‭ ‬صف‭ ‬أول‭ ‬وانحصرت‭ ‬الترشيحات‭ ‬بين‭ ‬ثلاثة‭ ‬مدربين‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬امريكا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬واوروبا،‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬في‭ ‬فكرته‭ ‬يبدو‭ ‬منطقيا‭ ‬جدا‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يحدث‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬اتجاه‭  ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬لاختيار‭ ‬المدرب‭ ‬‮«‬الخواجة‮»‬‭ ‬كان‭ ‬مبنياً‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬فنية‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الجدوى‭ ‬والاهداف‭ ‬والامكانات‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬النجاح‭ ‬وتحقق‭ ‬الفائدة‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬الاجنبي‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬تدريب‭ ‬الفرسان‭ ‬لاننا‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬تكرار‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة،‭ ‬مدربون‭ ‬أجانب‭ ‬حضروا‭ ‬وغادروا‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يتركوا‭ ‬اثراً‭ !! ‬وفي‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الاخيرة‭ ‬التي‭ ‬تناوب‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬الفرسان‭ ‬مدربون‭ ‬درجة‭ ‬عاشرة‭ ‬تعاقد‭ ‬معهم‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬السابق‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مكاتب‭ ‬السماسرة‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭  ‬وراء‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬ماريتنيز‭ ‬الفرنسي،‭ ‬وزوران‭ ‬وميتشو‭ ‬الصربيين‭ !‬‭ ‬فكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬منتخبًا‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬له‭!‬

‭ ‬وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬الماضي‭ ‬القريب‭ ‬فان‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬واللاعب‭ ‬الليبي‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬يكون‭ ‬اكثر‭ ‬نضجاً‭ ‬وانضباظاً‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬الاجنبي‭ ‬ودائماً‭ ‬ما‭ ‬يقدم‭ ‬الافضل‭ ‬والدليل‭ ‬أن‭ ‬اهم‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬للكرة‭ ‬الليبية‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬هولاء‭ ‬المدوبين‭ ‬منها‭ ‬نهائي‭ ‬كأس‭ ‬افريقيا‭ ‬‮١٩٨٢‬‭ ‬مع‭ ‬المجري‭  ‬بيلا‭ ‬ولقب‭ ‬الشان‭ ‬‮٢٠١٤‬‭ ‬مع‭ ‬الاسباني‭ ‬كليمنتي‭ ‬بالاضافة‭ ‬للتـأهل‭ ‬إلى‭ ‬أمم‭ ‬افريقيا‭ ‬‮٢٠٠٦‬‭ ‬مع‭ ‬ايليا‭ ‬لونكاروفيتش‭ ‬و‮٢٠١٢‬‭ ‬مع‭ ‬البرازيلي‭ ‬باكيتا‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نقف‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬المدوب‭ ‬الاجنبي‭ ‬شرط‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬الاختيار‭ ‬والتعاقد‭ ‬وفق‭ ‬حاجة‭ ‬المنتحب‭ ‬اليه‭ ‬وليس‭ ‬اختيارًا‭ ‬لدغدغة‭ ‬المشاعر‭ ‬وكسب‭ ‬ود‭ ‬الجمهور‭ ‬والاعلام‭ !! ‬الذي‭ ‬سينقلب‭ ‬على‭ ‬اهل‭ ‬هذا‭ ‬الاختيار‭ ‬ان‭ ‬لم‭ ‬يصاحبه‭ ‬التوفيق‭ ‬فالمواصفات‭ ‬المطلوبة‭ ‬في‭ ‬الاجنبي‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬سيقود‭ ‬عقد‭ ‬الفرسان‭ ‬في‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬القادمة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬مكتملة‭ ‬الشروط‭ ‬والاركان‭ – ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الافريقية‭ – ‬نجاحات‭ ‬سابقة‭ ‬عقد‭ ‬طويل‭ ‬تتحدد‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الاهداف‭ ‬والشروط‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬لجنة‭ ‬فنية‭ ‬متخصصة‭ ‬ترشح‭ ‬هذا‭ ‬المدوب‭ ‬او‭ ‬ذاك‭ ! ‬فالعشوائية‭ ‬لم‭ ‬تصنع‭ ‬الربيع‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬رغم‭ ‬الاسماء‭ ‬اللامعة‭ ‬التي‭ ‬دربت‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭! ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬بقيادة‭ ‬رئيسه‭ ‬الجديد‭ ‬السيد‭ ‬عبدالمولي‭ ‬المغربي‭ ‬امام‭ ‬اختبار‭ ‬صعب‭ ‬للغاية‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬اقل‭ ‬من‭ ‬شهرين‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬استحقاق‭ ‬قاري‭ ! ‬وفكرة‭ ‬اختيار‭ ‬المدرب‭ ‬الاجنبي‭ ‬فكرة‭ ‬صائبة‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬متسع‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬للاعداد‭ ‬والتجهيز‭ ‬والاختيار‭ ‬للحاق‭ ‬بأول‭ ‬استحقاق‭ ‬امام‭ ‬انغولا؟،‭ ‬أظن‭ ‬ان‭ ‬الامر‭ ‬صعباً‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المدرب‭ ‬سيعمل‭ ‬بالطريقة‭ ‬الصحيحة‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬اختيارات‭ ‬اللاعبين‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬سيعمل‭ ‬كمن‭ ‬سبقوه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الاخيرة‭ ‬لقائمة‭ ‬جاهزة‭ ‬مسبقاً‭ ‬فلن‭ ‬يتغير‭ ‬شيء‭ ‬ويبقي‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬بالحظ‭ ‬اما‭ ‬ان‭ ‬تصيب‭ ‬او‭ ‬تخيب‭!!.‬

النقطة‭ ‬المضيئة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬السيد‭ ‬عبدالمولي‭ ‬المغربي‭ ‬يعرف‭ ‬الواقع‭ ‬بكل‭  ‬كواليسه‭ ‬وهو‭ ‬ابن‭ ‬الملعب‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬رئيساً‭ ‬ويدذرك‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬الاخطاء‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬ويعرف‭ ‬جيداً‭ ‬ان‭ ‬السحر‭ ‬قد‭ ‬ينقلب‭ ‬على‭ ‬الساحر‭ ‬ونعود‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الصفر‭ ! ‬فالمطلوب‭ ‬التفكير‭ ‬والتخطيط‭ ‬والاستشارة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نختار‭ ‬كيروش،‭ ‬أوكوبر‭ ‬او‭ ‬غيرهما‭ ‬مدرباً‭ ‬للفرسان‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جديد‭ ‬نتطلع‭ ‬لان‭ ‬يكون‭ ‬الافضل‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬الليبية‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى