من سيدرب المنتخب؟، قبل الاجابة عن هذا السؤال، أو الدخول في تفاصيله نذكر بأن تجارب كثيرة وباع طويل من الافراح، والاتراح عاشتها الجماهير الليبية مع عدد كبير من المدربين الاجانب والمحليين ولكنها لم ترقِ للمستوى المأمول نتيجة العشوائية في الاختيارات والتعاقد وعدم وجود أرضية ملائمة تساعد على نجاح المنتخب والوصول إلى مراتب متقدمة في المنافسات القارية والدولية ونعي جيدًا ان المشكلة ليست مدربًا قبل أن تكون أشياء أخرى !!.
وبما ان الحديث داخل أروقة اتحاد الكرة الجديد يدور حول تعيين مدرب للمنتخب الاول الذي ينتظره استحقاق قاري في تصفيات المونديال امام انغولا والكاميرون في مارس المقبل وانتهاء عقد الحضيري فإن نية الاتحاد برئاسة عبدالمولي المغربي تتجه لتعيين مدرب اجنبي بمواصفات صف أول وانحصرت الترشيحات بين ثلاثة مدربين ما بين امريكا الجنوبية، واوروبا، هذا الاتجاه في فكرته يبدو منطقيا جدا وهذا ما كان يجب ان يحدث منذ وقت ولكن هل اتجاه اتحاد الكرة لاختيار المدرب «الخواجة» كان مبنياً على دراسة فنية دقيقة من حيث الجدوى والاهداف والامكانات التي تضمن النجاح وتحقق الفائدة المرجوة من وجود الاجنبي في مهمة تدريب الفرسان لاننا لا نريد تكرار التجارب السابقة، مدربون أجانب حضروا وغادروا دون ان يتركوا اثراً !! وفي فترة وجيزة خاصة في السنوات الاخيرة التي تناوب فيها على تدريب الفرسان مدربون درجة عاشرة تعاقد معهم اتحاد الكرة السابق عن طريق مكاتب السماسرة الذين كانوا وراء التعاقد مع ماريتنيز الفرنسي، وزوران وميتشو الصربيين ! فكانت النتيجة منتخبًا لا حول ولا قوة له!
وبالعودة إلى الماضي القريب فان الكرة الليبية واللاعب الليبي على وجه الخصوص يكون اكثر نضجاً وانضباظاً مع المدرب الاجنبي ودائماً ما يقدم الافضل والدليل أن اهم النجاحات التي تحققت للكرة الليبية كانت مع هولاء المدوبين منها نهائي كأس افريقيا ١٩٨٢ مع المجري بيلا ولقب الشان ٢٠١٤ مع الاسباني كليمنتي بالاضافة للتـأهل إلى أمم افريقيا ٢٠٠٦ مع ايليا لونكاروفيتش و٢٠١٢ مع البرازيلي باكيتا وهذا ما يجعلنا نقف في صف المدوب الاجنبي شرط ان يكون الاختيار والتعاقد وفق حاجة المنتحب اليه وليس اختيارًا لدغدغة المشاعر وكسب ود الجمهور والاعلام !! الذي سينقلب على اهل هذا الاختيار ان لم يصاحبه التوفيق فالمواصفات المطلوبة في الاجنبي الجديد الذي سيقود عقد الفرسان في الاستحقاقات القادمة لا بد ان تكون مكتملة الشروط والاركان – خبرة في القارة الافريقية – نجاحات سابقة عقد طويل تتحدد من خلاله الاهداف والشروط وعن طريق لجنة فنية متخصصة ترشح هذا المدوب او ذاك ! فالعشوائية لم تصنع الربيع منذ عقود رغم الاسماء اللامعة التي دربت المنتخب الوطني! اتحاد الكرة بقيادة رئيسه الجديد السيد عبدالمولي المغربي امام اختبار صعب للغاية ونحن على بعد اقل من شهرين على أول استحقاق قاري ! وفكرة اختيار المدرب الاجنبي فكرة صائبة لكن هل هناك متسع من الوقت للاعداد والتجهيز والاختيار للحاق بأول استحقاق امام انغولا؟، أظن ان الامر صعباً إذا كان المدرب سيعمل بالطريقة الصحيحة خاصة من حيث اختيارات اللاعبين أما إذا كان سيعمل كمن سبقوه في السنوات الاخيرة لقائمة جاهزة مسبقاً فلن يتغير شيء ويبقي كل شىء بالحظ اما ان تصيب او تخيب!!.
النقطة المضيئة في هذا الموضوع هو ان السيد عبدالمولي المغربي يعرف الواقع بكل كواليسه وهو ابن الملعب قبل ان يكون رئيساً ويدذرك انه لا مجال للمزيد من الاخطاء في اتخاذ القرار ويعرف جيداً ان السحر قد ينقلب على الساحر ونعود إلى نقطة الصفر ! فالمطلوب التفكير والتخطيط والاستشارة قبل أن نختار كيروش، أوكوبر او غيرهما مدرباً للفرسان في عهد جديد نتطلع لان يكون الافضل لكرة القدم الليبية.