في وقت سابق, حذرت رئيس قسم أمراض الدم والأورام بمستشفى الأطفال بنغازي, دكتورة نورا الترهوني, من تداعيات اهمال وعدم مراعاة الظروف الصعبة لمعاناة الأطفال المصابين بالأورام, عدا عن الارتفاع الملحوظ للاصابة خلال السنوات الأخيرة,
وناشدت الترهوني, لجنة الصحة في مجلس النواب الليبي, إلى الوقوف وقفة جادة لحلحلة الصعوبات التي يوجهها الأطفال المرضى, والقسم المعني بتقديم الخدمات الصحية لهم, وذلك وفقًا للتقرير الذي أعدته بالخصوص.
متابعة / فاتح مناع –بنغازي
وذكر التقرير أن قسم أمراض الدم والأورام بمستشفى الأطفال بنغازي، يقدم خدمات كمركز أورام متخصص، ويعتمد بنسبة (70 ٪) على التبرعات والعمل الخيري، وسنوياً يتم تشخيص ما يعادل (100) حالة أورام أطفال جديدة على مدار (5) سنوات الماضية كمتوسط، أما الحالات التي تتلقى العلاج في قسم أمراض الدم والأورام فتصل إلى (200) طفل من الجنسين بأعمار تتراوح ما بين (6) أشهر، و(16) عاماً.
والقسم يغطي مساحة جغرافية شاسعة من الدولة الليبية، تمتد من امساعد شرقاً وحتى سرت غرباً وسبها جنوباً.
ÃãÇ ãÚÏáÇÊ ÇáÔÝÇÁ Ýí ÇáãÚÏáÇÊ ÇáãÊæÓØÉ ááÃÓÈÇÈ ÇáÊÇáíÉ: السعة السريرية للقسم لا تتجاوز عدد (18) سريرًا، وغير مطابق للمعايير القياسية لمراكز الأورام، من حيث الإنشاء واحتياجه الشديد للصيانة، كونه موجود في الطابق الثالث بأحد مباني المستشفى وفوق قسم العزل مباشرة، أيضا عدم توفر معمل متخصص للتحضير الكيماوي، والاعتماد على الطرق البدائية في التحضير، مع عدم وجود قسم عناية خاص بحالات الأورام، كما يعاني القسم من نقص الطاقم الطبي العامل من حيث أعداد الأطباء والتمريض والصيادلة واحتياجهم للتدريب والتطوير، بالإضافة إلى نقص التحاليل الدقيقة في التشخيص والمتابعة، مما يضطر الأهل لإجرائها بالمعامل الخاصة أو السفر للخارج (ويؤدي الضعف في التشخيص أو التأخر في التشخيص )، أيضا نقص العلاج بجميع أنواعه، من حيث الجراحة المتخصصة وأدوية الكيماوي والعلاج الإشعاعي وزراعة النخاع، وعدم وجود آلية ثابتة وواضحة فيما يخص حالات العلاج في الخارج، وإحداث توأمة مع مراكز الأورام في الخارج .
وأورد تقرير رئيس قسم أمراض الدم والأورام، جملة من الحقائق الرئيسة من بينها أنه يصاب بالأورام على المستوى الدولي في كل عام نحو (400000) طفل ومراهق، تتراوح أعمارهم ما بين (0 – 19 سنة)، وأكثر أنواع الأورام شيوعًا بين الأطفال سرطان الدم أو «اللوكيميا»، و ورم الدماغ والأورام اللمفاوية، والأورام الصلبة، مثل أورام الأرومة العصبية وأورام ويلمز، معدلات الشفاء في البلدان المرتفعة الدخل التي تتاح فيها عموما خدمات شاملة، يُشفى أكثر من (80 ٪) من الأطفال المصابين بالأورام، وفي البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل، يشفى أقل من (30 ٪) من هؤلاء الأطفال، كما يمكن علاج معظم أنواع أورام الأطفال بالأدوية الكيماوية وغيرها من أنواع العلاج، بما في ذلك الجراحة والعلاج الإشعاعي.
وتعزى الوفيات الناجمة عن أنواع أورام الأطفال التي يمكن تجنبها في البلدان المنخفضة الدخل، والبلدان المتوسطة الدخل، إلى ضعف التشخيص أو التشخيص الخاطئ أو التأخر في التشخيص، وإلى عقبات تحول دون إتاحة الرعاية، وإلى التخلي عن العلاج، وإلى الوفاة بسبب سمية المرض والانتكاسة، و في البلدان المنخفضة الدخل (29 ٪) فقط، من أدوية الأورام متاحة عموما لسكان هذه البلدان، بينما في البلدان المرتفعة الدخل يتوفر (96 ٪) من هذه الأدوية.
æÇÎÊãÊ ÑÆíÓ ÇáÞÓã¡ ÏßÊæÑÉ äæÑÇ ÇáÊÑåæäí ÇáÊÞÑíÑ بتوصيات مهمة ذكرت بأن في البلدان مرتفعة الدخل، لم يعد المرض بمثابة حكم بالإعدام على الأطفال والمراهقين، وبالتالي يجب العمل بجدية لتقليل المعوقات التي لا تزال قائمة فيما يتعلق برعاية الأطفال المصابين بالأورام، بحيث يتحصل كل طفل مصاب على أفضل فرصة في الحياة من خلال تقديم الرعاية الطبية الشاملة، وإنشاء مركز متخصص لأمراض الدم والأورام في مدينة بنغازي، وأيضا إنشاء منظومة لجمع البيانات عن حالات الأطفال المصابين من أجل تطوير وتحســـين نوعية الرعاية الطبية المقدمة لهم.