رأي

ماذا بعد التوافق التركي المصري؟

أمين مازن

 

توجتْ المباحثات المصرية التركية التي انخرط فيها الطرفان على أكثر من صعيد، وبأكثر من مكان بإغلاق عودة العلاقات الدبلوماسية بين الحكومتين على مستوى السفراء مما يعني أن الحوار قد نجح وأن كل ما كان حائلًا دون التقارب قد ازيل وما ذلك لأنّ سياسة التنافر التي سادت طوال الحقبة الماضية قد اثبتت لكلا الجانبين عدم جدواها لأن عوامل الجغرافيا تفرض في النهاية الجلوس وتبادل الرأي والامتثال لمبدأ الأخذ والعطاء وإذا كانت بعض بوادر التسوية قد لاحت منذ شروع الجانب التركي في الحد من النشاط المعادي لمصر على الأراضي التركية والذي طالما جاهر به عديد القياديين المصريين الموصوفين بالإسلاميين فبدأ الحد من تحركهم بل وترحيل بعضهم بعد أن تعذر تسليمهم بالطبع فلا شك أن لتركيا من المطالب التي امنتها على قاعدة التبادل الذي قد يتأجل الافصاح عنه إلا أنه لا يخفي على كل ذي خبرة وأن تأجل الكشف عنه بعض الوقت على أن ما يجب ألا يغيب عن بالنا معشر الليبيين وكيفما كانت علاقاتنا بما يجري من توافقات لا مهرب لنا من أن نكون ضمن ما سيشمله هذا التقارب بما تتوفر عليه من الموقع والاتساع والفراغ البشري ما نجرار معظم ذوي القدرة خلف سريع الكسب والتعديل على ما لدى خصوم الأمس وأصدقاء اليوم أن يكون واضحاً أن القبول بالكومبارس في الحفل أو البيدق في اللعبة لا يعني سوى سرعة الخسارة باول المشاوير كما أن الدخول من أسفل السقوف لا يدل إلا على زيادة الانخفاض الذي لن يلد إلا ما دونه ويظل تزامن هذا التقارب مع تدافع المشاركين في المشهد نحو مزيد التنازل مع تحرك المحيط الذي لم تتخلف عنه اتشاد  المتجهة نحو الخليج وتونس المتسلحة بالحذر، والجزائر دائمة الغموض وبشر الغافلين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى