رأي

من الواقع.. لعلي العزابي

لم أسمعُ ولم اقرأ يوماً واحداً طيلة أربعة وأربعين عاماً من عملي الصحفي أن أستاذاً في قيمة المؤرخ والصحفي القدير فيصل فخري، والمعلق الرياضي محمد بالرأس علي  شفاه الله تعالى والمعلق المخضرم عياد الزوي والإذاعي المعلق الرياضي المرحوم فتحي سويري والصحفي المعلق الرياضي محمد المبروك يونس والكاتب المرحوم أحمد الرويعي والصحفي القدير عبد الرزاق الشريف والإذاعي المخضرم محمد بن تاهية وغيرهم لم أسمع ولم اقرأ من مثل هؤلاء أنهم قد أعلنوا انتماءهم الواضح جهاراً نهاراً لأحد من أنديتنا الرياضية  وفي أي وسيلة إعلامية  كانت في ذلك الوقت وفي وجود الفيسبوك الحالي لم اقرأ أيضا لهؤلاء حرفاً واحداً أو كلمة بعينها يعلنون فيها حبهم وتشجيعهم المطلق لهذا الفريق أو ذاك بل إنني لأعرف حتي هذه اللحظة لمن ينتمي عدد منهم  لأنديتنا وإن كان الإنتماء ليس عيباً غير أن  الصورة الصارخة والمجاهرة العلنية بالإنتماء لبعض الفرق والأندية الرياضية في زمننا الراهن والتي تحول فيها الإعلامي الذي يفترض فيه أن يكون قدوة ومسؤولاً إلى  درجة المشجع الموجود فوق المدرجات بتصرفات لا تتفق مطلقاً مع وضعه وقيمته الإعلامية من خلال «الفيسبوك» ما يعد أمراً معيباً وغير منطقي أو مقبولاً خاصة فمن يحملون القلم ويقفون خلف ناقل الصوت في الإذاعات والقنوات الفضائية المختلفة والذين إعتاد المشاهد على رؤيتهم والسماع لأخبارهم وبرامجهم ويتأمل منهم التعريف بالرياضة الليبية وتقديم التحليلات والبرامج الرياضة الهادفة التي تسهم في رقي وتطور الرياضة في ليبيا؛ وتبرهن على جودة ما يقدمه هؤلاء الإعلاميون ولكي يكونوا قدوة لغيرهم ولمن يأتي من بعدهم وليتركوا أثراً طيباً وسيطاً حسناً يذكرونه بهم.

فالرسالة الإعلامية هي أمانة في عنق صاحبها وعليه إحترامها وأن يكون قلمه وصوته ميزان العدل والإنصاف والمساواة ولا ينزلق إلى متاهات المشجعين ويسير في ركبهم من أجل إرضاء هذا النادي أو ذاك لأنه بذلك يتخلى عن دوره الحقيقي في تنوير الوسط الرياضي بالأفكار والرؤي والمقترحات الجادة والهادفة التي تخدم الرياضة بعمومها ولا يبقى أسيراً وأداة لتأدية دور معين أو خدمة لطرف على حساب آخر عندها سوف يفقد مصداقيته وسيضحي بمهنته التي ارتضاها لنفسه لأنه لم يستطع المحافظة عليها وعلى قيمها والضوابط التي تحدّدها وتسير عليها. وعند ذلك لن ينفعه أحد ولن يعتد برأيه وسوف يفقد شريحة كبيرة من محبيه ومن كانوا يمنحونه ثقتهم التي ذهبتْ سُدي وبلا أدنى مبرَّر!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى