رياضة

وداعاً مسعود‭ ‬الجالي

  ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬بركان‭ ‬

ها‭ ‬هم‭ ‬رفاق‭ ‬الدرب‭ ‬والمشوار‭ ‬،والمجال‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الأسرة‭ ‬الإعلامية‭ ‬الواحدة‭ ‬يغادرون‭ ‬المشهد‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬وهدوء‭ ‬وبلا‭ ‬ضجيج‭ – ‬نودعهم‭ ‬بألم‭ ‬وحسرة‭ ‬تعتصر‭ ‬قلوبنا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أمضوا‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬أعمارهم‭ ‬وشبابهم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجال‭ ‬الإعلامي‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يبخلو‭ ‬اعليه‭ ‬بالعطاء‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬التي‭ ‬تواصل‭ ‬جحودها‭ ‬،ونكرانها‭ ‬وتجاهلها‭ ‬لجهود‭ ‬وتضحيات‭ ‬وتفاني‭ ‬هؤلاء‭ – ‬فبلادنا‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أسف‭ ‬لم‭ ‬تنصف‭ ‬من‭ ‬اعطوها‭ ‬بكل‭ ‬تفانٍ،‭ ‬وأخلاص‭ ‬من‭ ‬رجالاتها‭ – ‬يرحل‭ ‬الأوفياء‭ ‬ويترجلون‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬إلا‭ ‬الدعاء‭ ‬الصادق‭ ‬لهم‭ ‬بالشفاء‭ ‬عند‭ ‬المرض‭ – ‬ثم‭ ‬نرثيهم‭ ‬عند‭ ‬رحيلهم‭ ‬وبعد‭ ‬غيابهم‭ ‬بكلمات‭ ‬تجسد‭ ‬وفاءنا‭ ‬لهم‭ – ‬وداعًا‭ ‬صديقنا‭ ‬وزميلنا‭ ‬المخلص‭ ‬الوفى‭ ‬‮«‬مسعود‭ ‬الجالى‮»‬‭ – ‬وعذرًا‭ ‬لأى‭ ‬اهمال‭ ‬وتقصير‭ ‬منا‭ – ‬فنحن‭ ‬معشر‭ ‬ومجتمع‭ ‬الإعلاميين‭ ‬الرياضيين‭ ‬مشتتين‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬مظلة‭ ‬ولا‭ ‬مؤسسة‭ ‬تجمعنا‭ ‬وترعى‭ ‬شؤوننا‭ ‬وتتابع‭ ‬وتتفقد‭ ‬أحوالنا‭ ‬وتقف‭ ‬معنا‭ ‬عند‭ ‬الأزمات‭ – ‬فالكل‭ ‬صار‭ ‬يعمل‭ ‬تحت‭ ‬مظلته‭ – – ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عجزنا‭ ‬واخفقنا‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬مجالنا‭ ‬و‭ ‬إنشاء‭ ‬صندوق‭ ‬اجتماعي‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬والمبادرات‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬توقفت‭ ‬عند‭ ‬منتصف‭ ‬الطريق‭ – ‬فأنصحكم‭ ‬أيها‭ ‬الزملاء‭ ‬الأعزاء‭ ‬الكرام‭ ‬وأنتم‭ ‬الأدري‭ ‬بمصلحة‭ ‬مجالكم‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬أنفسكم،‭ ‬وعدم‭ ‬انتظار‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬أبواب‭ ‬مسؤولينا‭ ‬المغلقة‭ – ‬فلا‭ ‬يعرف‭ ‬قدر‭ ‬َوقيمة‭ ‬المجال‭ ‬إلا‭ ‬أبناؤه‭ ‬ورجاله‭ ‬المخلصين‭ – ‬ويظل‭ ‬حلم‭ ‬تكوين‭ ‬وإنشاء‭ ‬مظلة‭ ‬يستظل‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬الزملاء‭ ‬ويشعروا‭ ‬بالطمأنينة‭ ‬تجاهها‭ – ‬حلمٌ‭ ‬طال‭ ‬وربما‭ ‬سيطول‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬يمر‭ ‬بفترة‭ ‬انفلات‭ ‬ومر‭ ‬بسنوات‭ ‬عجاف‭ – ‬أصبحنا‭ ‬فيه‭ ‬لا‭ ‬نلتقى‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬هكذا‭ ‬مناسبات‭ ‬خجولة‭ ‬ثم‭ ‬نفترق‭ ‬ونتفرق‭ -‬‭ ‬فالوداع‭ ‬ياصديقنا‭ ‬العزيز‭ ‬ولعل‭ ‬مناسبة‭ ‬حزينة‭ ‬كهذه‭ ‬تكون‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاقة‭ ‬جديدة‭ ‬تجعلنا‭ ‬نستشعر‭ ‬أهميتها‭ ‬ونكرر‭ ‬المحاولة‭ ‬ونجدد‭ ‬التواصل‭ ‬المفقود‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الأجيال‭ – ‬ونحرك‭ ‬المياه‭ ‬الراكدة‭ ‬ونخطوا‭ ‬خطوة‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ – ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ننتظر‭ ‬حتى‭ ‬اكتمال‭ ‬كل‭ ‬الصفوف‭ ‬واهدار‭ ‬وإضاعة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬فلنبدأ‭ ‬خطوة‭ ‬أولى‭ ‬تمهيدية‭ ‬بمن‭ ‬التحق‭ ‬إلان‭ ‬وبادر‭ ‬والدعوة‭ ‬مفتوحة‭ ‬ومتاحة‭ ‬للجميع‭ ‬فالأمر‭ ‬لا‭ ‬اعتقد‭ ‬انه‭ ‬يستحق‭ ‬دعوات‭ ‬رسمية‭ ‬لان‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالمجال‭ ‬معنى‭ ‬بالمساهمة‭ ‬والتفاعل‭ – ‬والالتفاف‭ ‬حولها‭ ‬ودعمها‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬استمراريتها‭ ‬ونجاحها‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نستفيد‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬ونطوى‭ ‬صفحاتها‭ ‬السلبية،‭ ‬ونبقى‭ ‬على‭ ‬ايجابياتها‭ ‬‭ ‬ونتجاوز‭ ‬خلافاتنا‭ ‬والتى‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬اختلاف‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬لا‭ ‬تفسد‭ ‬الود‭ ‬الذى‭ ‬بيننا‭ – ‬فنحن‭ ‬نعيش‭ ‬الآن‭ ‬زمن‭ ‬المبادرات‭ – ‬

ألف‭ ‬رحمة‭ ‬ونور‭ ‬على‭ ‬زميلنا‭ ‬الراحل‭ ‬العزيز‭ ‬فقيد‭ ‬المجال‭ ‬مسعود‭ ‬الجالى‭ – ‬الذى‭ ‬جعل‭ ‬كل‭ ‬الزملاء‭ ‬يلتقون‭ ‬ويجتمعون‭ ‬بعد‭ ‬رحيله‭ ‬ليجددوا‭ ‬التواصل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬اجتماعي‭ ‬نبيل‭ ‬يعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬صفوفنا‭ ‬ويعيد‭ ‬الثقة‭ ‬و‭ ‬الهيبة‭ ‬والوقار‭ ‬للمجال‭ ‬وأبناءه‭ ‬الذين‭ ‬عانوا‭ ‬طويلا‭ ‬وقدموا‭ ‬له‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬التضحيات‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬غادر‭ ‬دنيانا‭ ‬الفانية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة‭ ‬وعصيبة‭ ‬مروا‭ ‬بها‭ .‬

سقط‭ ‬سهوًا‭ ‬العدد‭ ‬الماضي‭ ‬اسم‭ ‬الزميل‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬بركان‭ ‬لذا‭ ‬وجب‭ ‬التنويه‭ ‬والاعتذار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى