رأي

وكالة الأنباء الليبية بين الواقع والمأمول..

 

خالد الهنشيري

يرى  المدير التنفيذي لوكالة الصحافة الفرنسية في إحدى الحوارات التي أجريت معه مؤخراً  أن المد المتزايدة لموجات الأخبار المضللة fake News التي تغطي وجه الحقيقة باتت كأنها منظومة إعلامية متكاملة تعمل في الظل ضد الإعلام النزيه، هو ما دفع بوكالة الصحافة الفرنسية التي تعد أقدم وكالة أنباء في العالم -تأسست عام 1835 – إلى وضع محاربتها ضمن أولوياتها.. فعلى مدار تاريخها اعتادت فرانس برس نشر الأخبار والتقارير عن الحقائق فقط وليس الشائعات، لكن ذلك لم يعد كافياً وبدأت في مضاعفة جهودها للعمل على فضح الزيف والأكاذيب والحقائق المشوهة، مايعد تغييراً جوهرياً في آلية عملها بغية تلبية متطلبات المرحلة، غير أن العملية تتطلب وجود «صحفيين في الميدان ومختصين في تقنية المعلومات» وأصبح من الضروري أن يتمتع الصحفيون بالمعرفة الأساسية حول آليات عملية التحقق من المعلومات.

لذلك قررت الوكالة استخدام فريق من المختصين في التقنيات المصممة لاكتشاف الصور المزيفة والمركبة، ولأن حجم التحديات المرتبطة بعملية التحقق من المصداقية كبير جداً، قامت بعقد شراكة استراتيجية مع «فيسبوك» للتأكد من مصداقية المحتوى على موقع التواصل الاجتماعي في 20 دولة، وبأربع لغات هي: «الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية».. وكالة الأنباء الليبية (وال) شأنها شأن وكالات الأنباء في بقية الدول العربية لم تأتِ فكرة تأسيسها من فراغ، فبعد أن تحررت من الاستعمار رأت أن مصلحتها العامة تتجسد في نقل صوتها للعالم وكسر الصورة النمطية التي رسمتها وصقلتها كبرى وكالات الأنباء العالمية ، المشكلة لاتقتصر على المنافسة أو الاحتكار بقدر ماكانت فيما يبث من أخبار سلبية على هذه الدول التي لاتزال تدفع فاتورة تلك الممارسات..وإن فرضت التكنولوجيا حتميتها وشكلت مايمكن أن نصفه بتقاطعات جديدة تحدد مسار العمل الإعلامي لوكالات الأنباء التي تميزت «بالموثوقية» منذ بداياتها الأولى، ورغم ماحدث مؤخراً من تغيرات سياسية في ليبيا مسبوقة بثورات تقنية متسارعة في مجال الاتصال الذي هو بمثابة عصب الحركة لأي جسم إعلامي، تزداد الحاجة إلى أن يبرز دور وكالات الأنباء على وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي إذ يعد أرضاً جديدة  للولوج بقوة في طوفان الإعلام الرقمي والقيام بدور فاعل لضبط إيقاعه مع ظهور أسلوب موازي تجاوز حدود ما أشرنا إليه سابقاً المنافسة والوفرة المعلوماتية، لتعود بنا الأخبار الزائفة إلى نقطة البداية لاستثمار أهم خاصية ميزت عمل وكالات الأنباء منذ بدايات ظهورها –الموثوقية-.

وكالة الأنباء الليبية يقع عليها مايقع على بقية الوكالات ،لاسيما وأننا مقبلون على مرحلة سياسية جديدة، ولكي تسير نحو أهدافها المنشودة لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء الثقة بين المواطن ووسائل الإعلام الحكومية التي غاب دورها بشكل واضح أمام منظومة الإعلام الخاص بسبب الوفرة المفرطة في غياب ضوابط إعلامية يمكن أن تحقق رسالة إعلام السلام .. بسبب الإهمال في صيانة الطرق والسرعة الغير مبرره  نسمع بين الحين والآخر عن حوادث حوادث كارثيه تحصد الأرواح بالجملة،  اخرها حادث سير اليم وقع  الأيام الماضية  على  طريق منطقة «سيدي خليفه» شرق مدينة بنغازي  واودى بحياة أسرة من سكان مدينة بنغازي «ال العقوري»  مكونة من  الاب  وزوجته وابنته وزوجات ابنائه الاثنتين رحمه الله عليهم.

إلي متى يستمر نزيف الدم على الطرقات الي متي يستمر الصمت والا مبالة بأرواح الليبين ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى