رأي

وُقِّعَ‭ ‬اتفاق‭ ‬البنك ‬فليأتِ‭ ‬التنفيذ

أمين مازن

بثت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المصور‭ ‬نبأ‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬انتهى‭ ‬إليه‭ ‬ممثلا‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬والدولة،‭ ‬حول‭ ‬أزمة‭ ‬بنك‭ ‬ليبيا‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬إقدام‭ ‬المجلس‭ ‬الرئاسي‭ ‬على‭ ‬إقصاء‭ ‬السيد‭ ‬الصديق‭ ‬الكبير‭ ‬عنوة‭ ‬من‭ ‬مكتبه‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬البنك‭ ‬بطرابلس‭ ‬واضطراره‭ ‬إلى‭ ‬مغادرة‭ ‬البلاد‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مساعديه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تُقِرُّهُ‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬دوائر‭ ‬المال‭ ‬ولم‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬مقابلته‭ ‬بسلسلة‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬التي‭ ‬أفقدت‭ ‬القرار‭ ‬المذكور‭ ‬جدواه،‭ ‬بل‭ ‬وعارضت‭ ‬ما‭ ‬تلاه‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬المكلفين‭ ‬بالإدارة‭ ‬الجديدة‭ ‬فتنعت‭ ‬بالمُشين‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬المستبعد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مختلقا،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬انعكس‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬فقراءهم‭ ‬الذين‭ ‬بلغ‭ ‬عددهم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬السياسات‭ ‬العقيمة‭ ‬والتجاوزات‭ ‬الوقحة‭ ‬ما‭ ‬يبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬الأربعين‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬بث‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬نجاح‭ ‬الوساطة‭ ‬التي‭ ‬قيل‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬المتنفذة‭ ‬عندنا‭ ‬لم‭ ‬تسأم‭ ‬بذلها‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬نجاحها‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬حقيقتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬بقية‭ ‬الأطراف‭ ‬وما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تفادي‭ ‬التضارب‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬السلاح‭ ‬والذي‭ ‬بدأت‭ ‬المؤامرة‭ ‬على‭ ‬سلامتنا‭ ‬من‭ ‬حرص‭ ‬بعض‭ ‬الذين‭ ‬رفعوا‭ ‬زورا‭ ‬شعار‭ ‬تأييد‭ ‬انتفاضة‭ ‬فبراير‭ ‬تبنّي‭ ‬السياسة‭ ‬المعادية‭ ‬لاحتكار‭ ‬السلاح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬للإبقاء‭ ‬عليه‭ ‬بأيدي‭ ‬حامليه‭ ‬فيمكن‭ ‬تحركهم‭ ‬أو‭ ‬تحريكهم‭ ‬كلما‭ ‬تهددت‭ ‬مصالح‭ ‬أولئك‭ ‬المتدخلين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬أي‭ ‬خلاف‭ ‬قديم‭ ‬يتأتى‭ ‬استعماله،‭ ‬أو‭ ‬حديث‭ ‬يمكن‭ ‬تطويره‭ ‬لتمرير‭ ‬أي‭ ‬مستجد‭ ‬من‭ ‬المستجدات،‭ ‬أو‭ ‬تعطيل‭ ‬استحقاق‭ ‬من‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬بنك‭ ‬ليبيا‭ ‬الذي‭ ‬تقتضي‭ ‬السوابق‭ ‬وتقليد‭ ‬المحاصصة‭ ‬المُصرَّح‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬الموضوعة‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إعلان‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬بنك‭ ‬ليبيا‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬تم‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يشغله‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬حقيبة‭ ‬الخزانة،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬رئاسة‭ ‬الوزارة‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التحالفات‭ ‬المشجعة‭ ‬على‭ ‬الاستغلال‭  ‬لضمان‭ ‬انتفاع‭ ‬البعض‭ ‬وحرمان‭ ‬البعض‭ ‬الآخر،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬في‭ ‬فاعلية‭ ‬اقترانه‭ ‬بحضر‭ ‬أي‭ ‬تصرف‭ ‬مالي‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬وبنصاب‭ ‬محدد،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تشكيله‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬محدد‭ ‬هو‭ ‬الآخر،‭ ‬وحصر‭ ‬القرارات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتشكيله‭ ‬واعتماد‭ ‬قراراته‭ ‬بالسلطة‭ ‬التي‭ ‬عينته،‭ ‬فيكون‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬بل‭ ‬ومن‭ ‬أوكد‭ ‬واجباته‭ ‬التمسك‭ ‬بوجود‭ ‬شروط‭ ‬الصرف‭ ‬قبل‭ ‬الموافقة‭ ‬والتي‭ ‬أولها‭ ‬البنود‭ ‬المحددة‭ ‬والضرورة‭ ‬الواضحة،‭ ‬فإذا‭ ‬وضعنا‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يتيحه‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬بضمان‭ ‬توفر‭ ‬أسلم‭ ‬الشروط‭ ‬المحاسبية‭ ‬تدقيقا‭ ‬في‭ ‬الأرقام‭ ‬وتوفرا‭ ‬للمبررات،‭ ‬وتمتع‭ ‬المواطنين‭ ‬بفرص‭ ‬التنافس‭ ‬وحق‭ ‬الاستيراد‭ ‬وتسديد‭ ‬الآداءات‭ ‬المقدمة‭ ‬واللاحقة‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حصولها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سلطة‭ ‬تشعر‭ ‬بالشراكة‭ ‬الحقيقية‭ ‬وعدم‭ ‬التأثر‭ ‬بالضغوط،‭ ‬فيحق‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬يتابع‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬بفهم‭ ‬ويدرك‭ ‬أسباب‭ ‬التجاوز‭ ‬بشجاعة‭ ‬أن‭ ‬يستبشر‭ ‬بحلول‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬تُبشّر‭ ‬باستعادة‭ ‬الوطن‭ ‬وإمكانية‭ ‬التنافس‭ ‬على‭ ‬حكمه‭ ‬وفق‭ ‬برامج‭ ‬ظاهرة‭ ‬ممارسات‭ ‬مكشوفة‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬الخطط‭ ‬وتنتهي‭ ‬بسلامة‭ ‬التنفبذ‭ ‬وإشهاد‭ ‬البعثة‭ ‬الأممية‭ ‬الممثلة‭ ‬لسلطة‭ ‬الفصل‭ ‬السابع‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يتحسس‭ ‬منها‭ ‬سوى‭ ‬من‭ ‬استمرأ‭ ‬الانحراف‭ ‬وتعوَّدَ‭ ‬العبث‭ ‬وفاته‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬انحراف‭ ‬إلى‭ ‬زوال‭ ‬وتعسا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬توهّمَ‭ ‬أن‭ ‬السُلط‭ ‬الاستثنائية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬دون‭ ‬نهاية‭. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى