والمواطن:
أنا من يتحمل مصاريف شركات الطيران وسداد ديونها !!
هل سأخذ تأشيرة الشنغل؟، هل سأنزل «ترنزيت» في سرت ؟
326سأدفعها بالدولار أم بالدينار؟
هكذا عبَّر بعض المواطنين عن استيائهم ورفضهم لزيادة سعر تذاكر السفر المحلية مستنكرين استمرار شركات الطيران المحلية في رفع أسعر تذاكرها دون أي تحسن في مستوى خدماتها او مراعاة لمعاناة المواطن الليبي .
هذه الخطوة تكون فعلاً نهاية لمعاناة الليبيين في الشرق والغرب والجنوب، ولتتوطد علاقات الأخوة والمصاهرة والمحبة بين شرق بلادنا وغربها يجب لا يشكل سعر التذكرة عبأ إضافياً يرهق كاهله .
(فبراير) في هذا الاستطلاع تقترب وترصد آراء المواطنين وتذكر مبرّرات شركات الطيران الذي ردت بها .
إغلاق المجال الجوي
لأسباب أمنية ولوجيستية كما عبّر عنها في حينها تم في 12 نوفمبر 2019تعليق حركة الطيران الدولية بالمطارات الليبية وإغلاق المجال الجوي أمام الرحلات الدولية، نتج عنها كذلك توقف الرحلات الجوية بين المدن الليبية.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فنتيجة لاحتدام المعارك قُفل الطريق الساحلي بين الشرق والغرب لتتضاعف معاناة المواطن المسافر من الغرب للشرق وبالعكس المضطر لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو صحية للسفر جنوباً ليتمكن من الدوران بهدف الوصول للغرب في رحلة تضطره للمبيت في الطريق، لتأتي أزمة نقص الوقود لتزيد من معاناته.
بعد قرابة العام هبطت الجمعة 16 أكتوبر 2020 أول طائرة مدنية في مدينة بنغازي قادمة من العاصمة طرابلس.
الخبر قراءه السياسيون والمحللون كثمرة لحوارات واتفاقات سياسية دارت بينهم في المغرب ومصر وجينيف.
بينما استقبله المواطن الليبي الذي أضناه الترحال وأتعبته الفرقة بترحيب وفرح كبير، فهاهي بوادر الانقسام بدأت بالتلاشي وأمل توحيد البلاد لاح في الأفق.
تحول الفرحة لصدمة
للأسف هناك من عكّر هذه الفرحة وقلبها لحزن، شركة الخطوط الجوية الإفريقية تحدد أسعار التذاكر لرحلات (معتيقية_ بنينا) ذهاباً والعودة 326 ديناراً وللذهاب فقط بـ173 ديناراً، بمعنى آخر أسرة مكونة من 4 أطفال – وهو متوسط عدد الأطفال في الأسرة الليبية – والأب والأم تحتاج لقرابة 2000 دينار لقطع مسافة تقدر بساعة طيران فوق أجواء محلية لا تحتاج فيها أذونات عبور أو ما شابه ذلك.
ما سبب هذا الارتفاع؟، وهل هو مبرّر ؟
في اتصال هاتفي مع مسؤول في شركة الخطوط الإفريقية قال لـ(فبراير) :
سعر صرف العُملات الأجنبية هو السبب الأهم وراء قرار زيادة أسعار تذاكر السفر، فنحن بموجب قرار المجلس الرئاسي نتحصل على الدولار بالسعر الرسمي الذي يشتري به التاجر والمواطن، وهذا يترتب عليه أعباء ورسوم إضافية و نفقات كبيرة لتنفيذ الحولات والتزامات الشركة بالخارج وهو ما يوثر بالتأكيد على الأسعار.
وأضاف: بخصوص تذاكر الرحلات الدولية فعبور الأجواء الدولية فهو يتطلب رسوماً بالعملة الصعبة وكذلك رسوم الهبوط بالمطارات وضرائب المسافرين التي تدفع مقابل استخدام المسافرين للمطارات بالخارج، كل هذا الالتزامات تدفعه الشركة بالعملة الصعبة.
وأجاب عن سبب ارتفاع أسعار التذاكر المحلية وهي لا تتطلب كل هذه الإجراءات:
نعم الرحلات الداخلية لا يترتب عليها هذه المصاريف لكنها تحتاج إلى الوقود والتأمين على الطائرات، قطع الغيار، وغيرها من مستلزمات التشغيل التي تصرف بالعُملة الصعبة كذلك. كما أن الشركة وبسبب الحرب على طرابلس فقدت أكثر من نصف أسطولها، فهي تعمل الآن بطائرتين فقط، بالإضافة إلى تضرّر الشركة من الحظر الأوروبي على الطيران في الأجواء الأوروبية الأمر الذي حرم الشركة من 85 % من محطات التشغيل ولم يتبقَ إلا 4 محطات فقط.
ووضح أن الزيادة في الأسعار جاءت بعد دراسة دقيقة لكل هذه الظروف التي عصفت بالشركة مؤكد أن إدارة الشركة راعت أن تكون هذه الزيادة في ادنى حدودها.
ديون على شركات الطيران
من جهتهم علّل بعض الخبراء الاقتصاديين أسباب ارتفاع أسعار التذاكر لأن الشركات ستلجأ لتسديد هذه الديون من خلال رفع الأسعار الأمر الذي قد يكون سبباً آخر لارتفاع أسعار التذاكر الدولية والمحلية.
وكشفت صحيفة «صدى» الاقتصادية عبر موقعها الإلكتروني بالأرقام حجم الديون على شركات الطيران التي جاءت كالتالي : –
بلغت ديون شركة الخطوط الليبية قبل سنة 2009 كانت 66 مليون دينار، وإلى نهاية سنة 2017 ارتفعت إلى 180 مليوناً بمجموع 246 مليون دينار.
ديون الشركة الأفريقية قبل 2009 كانت 59 مليوناً وإلى نهاية 2017 ارتفعت إلى 130 مليون بمجموع 189 مليوناً.
ديون الأفريقية والليبية 435 مليوناً دون حساب الديون سنة 2018 وإلى الآن.
المواطن بين معاناة السفر
عبر البر وسعير الأسعار
كما جرت العادة إن لم تدفع الحكومة مصاريف الشركات وتساهم في دعمها المواطن هو من يتحمل ويدفع مجبراً هذه الأعباء من مرتب هزيل زاد شح السيولة من معاناته.
فرحة فتح المطارات واستئناف الرحلات بين المدينتين لم يستمر طويلاً ليعبر المواطن عن عضبه ورفضه لقرار زيادة تعريفة التذاكر لحد دفع الكثير لمقاطعة شركات الطيران والسفر عن طريق البر مطالبين السلطات بسرعة فتح الطريق الساحلى الذي يعاني من انهيار البنية التحتية واستهتار تهور سائقي الشاحنات والسيارات الخاصة وعدم مراعاته لشروط الأمن والسلامة وانتشار الإبل على إجراء كبير منه.
فإعداد الوفيات وإحصائيتها المرعبة تطالعنا بشكل شبه يومي وبإعداد كبيرة دون أن تولي الحكومات المتعاقبة أدني نوع من الاهتمام
حيث تصدرت ليبيا في سنوات سابقة القائمة الدولية لمعدلات الوفيات الناجمة عن حوادث المرور معلّله أسباب السرعة وغياب الثقافة، وعدم تطبيق قوانين المرور، وتهالك الطرق، وتهالك السيارات الموجودة في ليبيا وأغلبها مستورد بأسعار زهيدة دون مراعاة لشروط الأمن والسلامة.
(فبراير) رصدت آراء وتعليقات المواطنين بعضهم غاضب والآخر فرحان متفائل ويأمل بأن يكون القادم أفضل :
■ نهلة محمد : هذا نصب على النَّاس سعر خيالي في رحلة داخلية هذا تضييق عالشعب رب الأسرة كيف ابيدير يقطع صلت الرحم إذا أراد زيارة أهل أو أصحاب من الطرفين وإلا يمشي عن طريق البر ويتعرض للحوادث.
■ غالية شعيب : مش معقولة هذي رحلة من بنغازي لطرابلس في ليبيا مش للخارج
يبو يقسموها البلاد باي طريقة غير مباشرة.
■ محمد محمد : نسافر لتركيا ارخص ولا نمشي بالسيارة لبنغازي هدا كله ع خاطر ساعه او اقل ندفعهه فيها السعر هذا !! مش معقولة
■ مختار فرحات: هذه الأسعار كنا نمشوا بها لتونس والله زمان كانت التدكرة ب 16 الدينار من بنغازي لطرابلس وفيه تخفيضلت للطلبة يعني ولدك يمسي ب 7 دينار، الاسعار الان مش معقوله ومبالغ فيها.
■ خالد الفالح : مازال غير التأشيرة بين بنغازي طرابلس، سعر التذكرة 326 على ساعة طيران اتقوا اللّه في النَّاس المرتب وين بتتقسم. يبدو أن الشركة تبي اتعوض الفترة اللي وقفت فيها والمواطن يدفع خسائرها ما فيش أي تحليل آخر لهذه الأسعار.
■ جمعة الترهوني : هذه أسعار سياحية المواطن البسيط اللي عنده صغار ما يقدرش ايسافر بيها، معناها بيمشي بالبر ويموت هو وعائلته كيف ما صار لنَّاس هلبه قبل، حسبنا الله ونعم الوكيل.
■ خالد السايح : الأسعار مرتفعة صح.. لكن لما تتقارن بصعوبات السفر عن طريق البر والحوادث تلقاها معقولة. نتمنى من الحكومة انها تراعي ظروف المواطن وتنزل السعر.
■ ورده الخالدي : رحلة من طرابلس لبنغازي المفروض مش هذا سعرها، التذكرة كانت بــ60 وبعدين 100 وزادت لاكثر من 200 الآن الـ326 يعني الأسعار في زيادة ومرتب المواطن واقف في مكانه.
■ أحمد محمد : الرحلة داخلية مدتها ساعة، مع وجبة خفيفة وعادية جداً مش هذا سعرها، ولاحظ أن اغلب ركاب الرحالات الداخلية من المواطنين بهدف العلاج أو الدراسة أو زيارات اجتماعية، يعني التذكرة بـ326د.ل سعر مرتفع عليهم وغير مدروس.
■ عبد السلام قداره: رحلة داخلية من دون «ترانزيت»، ولا تأشيرة، هذا استغلال واضح، وفي كل دول العالم فيه أسعار للموسم الشتوي والصيفي وتخفيضات وعروض إلا في شركات الطيران الليبية.
■ نجوى التباوي: سعر الكرسي في السيارة «فيتو» بـ 200 بالاضافة للبهدلة في طريق، وسعر تذكرة الطيران 325 ديناراً ذهاباً وإياباً وتوصل بامان، السعر جيد اللّه يبارك ربي يصلح الحال ويهدي النفوس.
■ عمر حامد: الحمد الله اللهم احقن الدماء والف بين القلوب لرأب الصدع وطرابلس عاصمة ليبيا في كل شيء وبنغازي المدينة الثانية في ليبيا وكلنا خووت.
نتمني من الشركة الموقرة تخفيض ثمن التذكرة قليلاً حتي يتسنى للأهل والأصحاب من زيارت بعض.
■ وليد علي : إن رضينا بالأسعار ياريت يراعوا نقص سيولة فى المصارف. يوفروا للمواطن طرق أخرى للدفع مثل الدفع الإلكتروني أو بالموبى والصكوك المصدقة.
■ خالد عريبي : بغض النظر عن الأسعار نسأل اللّه تعالى أن تكون بادرة خير وأن يجمع شملنا ويحقن دماءنا ويوحد كلمتنا.
ختاماً …
حتى وإن ارتفعت الأسعار وزاد الحمل على كأهله لم يخفِ المواطن الليبي فرحته بفتح المجال الجوي واستئناف الرحلات الجوية وإن كان يتطلع بشيء من الأمل في أن تفاجأه الحكومة بتخفيض أسعار تذاكر السفر وبإصلاحات أخرى يرجوها.