إلى الأربعين سنة
استلمت دولة هي ضخمة في الإمكانيات ماء وغاز ونفط وعلم وطني فأخرجت الماء من الصحراء بمشروع مكلف وغير ناجح اقتصاديا ولا عسكريا من حيث الاستهداف الحربي من قبل العدو ،وعانى الشعب من دفع الضرائب وكان شعب آخر أفريقي قد استلم الماء مجانا وبدأ يصرف فيه عبر محطات غسيل السيارات ، أما غاز فكان يذهب إلى أوروبا الاستعمارية راعية الحصار ولَم يتوقف ولَم تسجل إحصائيات الخزينة العامة قيمة الغاز ،والبترول هو منفعة عالمية نقمة ليبية!!! ياسيادة القائد الجديد بعلم جديد تغير الاعلام وتضرب الطاولات تقرر صباحاً الوحدة مع مصر وسوريا وفِي الليل الحرب مع الأمة العربية تمزق علم وتحرق علم اخر ،وتجبر الأطفال والكبار على قراءة الأناشيد وتقف للعلم الجديد !!! ياسيادة القائد استلمت دولة هي قليلة العدد كبيرة الإمكانيات شاسعة المساحة ،فتنازلت عن جزء إلى تشاد وجزء الى الجزائر بعد أن أزهقت ارواحاً في الحروب والمغامرات المختلفة. يا سيادة القائد لم تفكر بأن تضع الدول العربية الكبيرة أمام مسؤوليتها في الدفاع عن مقدسات الأمة فكان منك التصدي وإعلان حالة التحدي امام الدول العظمى بشعب قليل العدد ودولة مفتوحة على الصحراء. الى الأربعين سنة وانت تبحر في الخيال وتعتقد أنك صنعت من الحلم حقيقة تكفر المتعلم الأجنبي وتغلق المدرس علينا وتمنع تدريس لغة الأجانب وترمي بالاطفال امام قارعة الحروب والتحديات التي يراها القائد ، وثبت أفلام رعب ومشاهد إعدام على شاشة التلفزيون خلال مدفع رمضان خلال أشهر الحرم الم يكفي مشاهدة قناة واحدة مرعبة حتى يتم إرهاب المشاهدين عبر برامج دموية مختلفة . إلى الأربعين سنة ….. بعد أخرجت عمل الرجال وادخلت عمل النساء مكانهم وفتحت العسكرية والتجنيد الإجباري ،وهناك من نجحت في الطب والهندسة والقضاء وهناك من أصبحت ذئبا متعطش للدماء يرهب الداخل ويفرح من هم في الخارج . الى الأربعين سنة …. بعد ان اغلقت النوادي وهجرت اللاعبين ودمرت أندية وسجنت إداريين وفرضت أبناءك على الرياضة ومنعت مناداة اللاعبيين باسمائهم ،وقررت ان تصدر مقولة جديدة ((يجب ممارسة الرياضة وإلا نتفرج عليها)). الى الأربعين سنة…. هروب الشباب من الرياضة والكبت وحالة الانغلاق فلم تجد منتزهات ولامنتديات ولا حدائق ولا متنفس يخرجهم من حالة الرعب والاكتئاب فوجدت المخدرات طريقها إليهم تصل عبر كبار مسؤولي الدولة ، ومن سلم من المخدرات وجد ألوية عسكرية متطورة بها المال المسيل للابناء فكان الابن يحمل رتب عسكرية والابنة تحمل رتبة أيضا ومنهم المهندس والمفكر والأستاذ والرياضي ورئيس اتحاد كرة ورئيس نادي !!!!فكان من الأب أن يقرر اسم اخر الزمان ملك الملوك. إلى الأربعين سنة ……. استلمت دولة بها أموال كثيرة ولكن بند المرتبات لم يتغير حتى انتهت الأربعين سنة فكانت علاوة الأبناء اثنان دينار الى الان!!! إلى الأربعين سنة…… جعلت العالم وأبناء بلدك يخافونك وسيطرت على محيطك الأفريقي فكانت الأموال كبيرة ترسل اليهم والنتيجة أن السلبيات كثيرة والإيجابيات قليلة فمجرد رحيلك عنا ذهبت الأموال إلى الضياع إلى الأربعين سنة ……. إليك كان الأمن فالحكم هو السيطرة الكاملة بأن نجعل اكثر من عشرين جهاز أمني مختلف وسط شعب قليل العدد . إلى الأربعين سنة….. اخرج سيدنا موسى ((عليه السلام))من رحلة أربعين عام في الصحراء التيه الى بر الأمان ، ياسيادة القائد أخرجتنا بعد أربعين سنة الى شعب ظالم سارق قاتل الى حرب دموية عبر تسليح كامل المجرمين الى دمار فلا يعيش بعد أربعين سنة إلا((رسول الصحراء مفجر النظرية العالمية والكتاب الأخضر))) ولَم تعلم الا بعض الجماهير أن الكتاب الأخضر هو الحل النهائي والنظرية العالمية هي الطريق النهائي ،،،فمقياس بيع الكتاب الأخضر فرضا اكثر مِن بيع المصحف الشريف الذي لا يغفل على الله الحلول ولا إرسال الرسل وأتاهم الشفاعة واعطى الرسالة واستلام الامانة
محمود ابو زنداح