إجتماعي

التحرش عند الأطفال

د.عائشة أبوحجر استشاري العلاج النفسي

التحرش‭ ‬يشمل‭ ‬مجموعةً‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬غير‭ ‬المقبولة‭  ‬خاصة‭ ‬بين‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬الكلمات‭ ‬غير‭ ‬اللائقة،‭ ‬واللمس‭ ‬غير‭ ‬المناسب‭. ‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬سمعتُ‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المدارس‭ ‬عن‭ ‬لعبة‭ ‬منتشرة‭ ‬بين‭ ‬طلاب‭ )‬لمس‭ ‬المرشميلو‭(‬،‭ ‬فهي‭ ‬كلمة‭ ‬استخدمتْ‭ ‬كـ‭)‬كلمة‭ ‬سر‭( ‬بين‭ ‬أحد‭ ‬الطلاب‭.‬

التحرش‭ ‬الجنسي‭ .. ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تكمن‭ ‬أحيانًا‭ ‬خلف‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية،‭ ‬قد‭ ‬يظهر‭ ‬الاضطراب‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬متقدم‭ ‬بعض‭ ‬الشيء،‭ ‬ولكن‭ ‬أسبابه‭ ‬تتغلغل‭ ‬عميقًا‭ ‬في‭ ‬الطفولة‭ ‬بسبب‭ ‬معايشة‭ ‬الطفل‭ ‬لسلوكيات‭ ‬جنسية‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬غير‭ ‬واضحة،‭ ‬وغير‭ ‬مفهومة‭.‬

أغلب‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يتعرضون‭ ‬للتحرش‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نقل‭ ‬كلهم‭ ‬يشتركون‭ ‬في‭ ‬ردة‭ ‬فعل‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬الصمت،‭ ‬والخوف‭ ‬والارتباك‭ ‬مما‭ ‬يحدث‭ ‬خاصة‭ – ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬غالبا‭- ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الفرد‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بالتحرش‭ ‬من‭ ‬الأقارب‭ ‬ويعيش‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ ‬فى‭ ‬المنزل‭ ‬نفسه‭.‬

بعض‭ ‬الأمهات‭ ‬لا‭ ‬يعيرن‭ ‬اهتمامًا‭ ‬لبناتهن،‭ ‬أو‭ ‬أبنائهن‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬صغير‭ ‬ينتبهون‭ ‬فقط‭ ‬أثناء‭ ‬مرحلة‭ ‬المراهقة،‭ ‬وهذا‭ ‬خطأ‭ ‬كبير‭ ‬لأن‭ ‬أخطر‭ ‬مرحلة‭ ‬للتحرش‭ ‬هي‭ ‬فترة‭ ‬الطفولة،‭ ‬ويقل‭ ‬الخطر‭ ‬مع‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬لأن‭ ‬الوعي‭ ‬يصبح‭ ‬أفضل،‭ ‬أيضًا‭ ‬الخطورة‭ ‬تزيد‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬فيستغل‭ ‬بشكل‭ ‬مؤسف‭ ‬جدًا‭.‬

لتفادي‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الأذى‭ ‬المدمر‭ ‬للشخصية‭ ‬يمكن‭ ‬للأمهات‭ ‬أن‭ ‬يرسمن‭ ‬صورةً‭ ‬للطفل،‭ ‬يشرحن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الأماكن‭ ‬الخاصة‭ ‬ويوضحن‭ ‬لهم‭ ‬بكلمات‭ ‬بسيطة‭ ‬وواضحة‭ ‬أنه‭ ‬يحظر‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬يده،‭ ‬أو‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأماكن،‭ ‬أيضًا‭ ‬يوضحن‭ ‬لهم‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬حدث‭ ‬إن‭ ‬اقترب‭ ‬أي‭ ‬أحد‭ ‬وشعروا‭ ‬بالخطر‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يصرخوا‭ ‬،ويبلغوا‭ ‬أهلهم‭. ‬المسؤولية‭ ‬أيضًا‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الاختصاصيين‭ ‬النفسيين‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬لإيصال‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬للطفل،‭ ‬وإن‭ ‬حدث‭ ‬وبلغكَ‭ ‬طفلكَ‭ ‬بشيء‭ ‬مريب‭ ‬ينبغي‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالموضوع‭ ‬بشكل‭ ‬جدي‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬مناسبة،‭ ‬ونشعره‭ ‬بالتعاطف‭ ‬والدعم‭. ‬رسالتي‭ ‬هذه‭ ‬تشمل‭ ‬الأطفال‭ ‬الذكور،‭ ‬والإناث‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى