
هذه المرة اخترنا أن يكون موضوع الاستطلاع منا وفينا يحكي عنا نحن الصحفيين )السلطة الرابعة(, مهنة المتاعب،وعن واقعنا الذي نعيشه يوميًا وعن المشكلات، والصعوبات التي تواجهنا مع كل يوم عمل مضنٍ، من مقابلة صحفية، أو استطلاع للرأي، أو تحقيق، المقصد منه الإجابة عن الأسئلة الصحفية المعروفة )لماذا، متي، كيف، أين(، وكما هو مطلوب منا لأداء مهامنا المنوطة بنا بكل مصداقية وأمانة أن ننتقل إلى مصدر الخبر، أو الحدث، وننقله كما هو للمواطن، وهذا يتطلب منا طبعًا جهدًا وعملاً مضنيًا، وهذا العمل حقيقة لا يحقق مبتغاه إلا إذا كانت المسؤولية تضامنية بين الصحفي، أو الإعلامي وكامل الأجهزة الخدمية والحكومية بالدولة، ولن يؤتي العمل الصحفي ثماره إلا إذا كان هناك تعاونٌ بيننا وبين هذه الجهات والأجهزة
ما لاحظناه في هذه السنوات الأخيرة عدم التعاون بين بعض مؤسسات الدولة الخدمية، والجهات الأخرى معنا كصحفيين، وصل حد بعضها إلى المماطلة في إجراء اللقاءات، أو أخذ المعلومات، والتحجج وغلق الأبواب في وجوهنا لأداء عملنا على اكمل وجه.
نحن بحاجة إلى وقوف أجهزة الدولة معنا والجهات المعنية بذلك لنكون الأداة الفاعلة في توصيل صوت الحق، والحقيقة للمواطن .
هذه المرة رصدنا آراء بعض الزملاء الصحفيين والمصورين عن أبرز الصعوبات التي تواجههم أثناء أداء عملهم ال٠صحفي
البداية كانت مع الإعلامية زهرة براقان، التي عملتْ في المجال الصحفي لأكثر من 35 عامًا
ما حدث معي أنه وفي مرات عديدة اتفق مع جهات معينة لإجراء مقابلة، أو حوار صحفي بتخويل ورسالة تكليف رسمية، وفجاءة يتغير الوضع، ويطلب مني مدير مكتب المسؤول، أو سكرتيره الاعتذار مني بحجة أنه ربما في اجتماع، أو مسافر أو «مش فاضي» طبعًا هذا الأمر حصل مع وزير التعليم، ومع مسؤول في شركة الكهرباء، ومع مصلحة الجوازات، والداخلية سابقًا، ومصرف ليبيا المركزي.
الموضوع مفترض أن يكون أسهل الآن على اعتبار أن الصحافة هي السلطة الرابعة كما مفروض لكن لا تقدير طيب، أنتَ مسؤول عن قطاع، أو مصلحة، أو مركز لماذا لاتوافينا بالرد علي كل ما يجوب بأذهان الناس في الشارع من أسئلة المفروض أن تجيب عن أية ظاهرة حدثت «والله بدينا نتسول الاجابات منهم»، مع العلم كنتُ، وعن نفسي أكرر الذهاب للأماكن التي يتم تكليفي بالعمل فيها، وفي الأغلب المسؤولين موجود وينكرون وجوده تكلمنا مرارًا، وتكرارًا عن حل لهذه الاخفاقات، ولكن دون فائدة، في فترة مضت كنا نجري مقابلاتنا دون إبراز بطاقاتنا الصحفية الآن أختلف الأمر «ناقص عرضنا على الكلاب البوليسية» شيء مؤسف للغاية واجهته مرات لا تحصى، ولا تعد.
الصحفية نجاح مصدق – مدير تحرير – مجلة )الليبية(.. العمر الصحفي أكثر من 25 عامًا :
في كل مرة نحاول كصحفيين الاقتراب من الحقيقة، نصطدم بجدار من التردّد، التأجيل، أو الصمت الرسمي. ليس من السهل في ليبيا أن تصل إلى المعلومة من مصدرها، حتى وإن كانت معلومة عامة من المفترض أن تكون في متناول اليد. كثير من الجهات لا تتعاون، وكأن الصحافة عبءٌ أو خطرٌ يجب تفاديه.
يتعامل بعض المسؤولين مع الصحفي كطرف مزعج، لا كعينٍ للمجتمع ولسان للرأي العام. المواعيد تؤجَّل، أو تُعطى دون جدية، وتُنسى. يعتذر البعض في اللحظة الأخيرة، أو يُحال الصحافي من جهة إلى أخرى دون نتيجة. الأسوأ، هو شح المعلومات أو إعطاء إجابات فضفاضة لا تستند إلى بيانات موثقة.
هذا الواقع لا يؤخر فقط عملنا، بل يفرغ المحتوى الصحفي من جوهره: الدقة، والمصداقية، والعمق. كم من ملف أُجّل أو طُوي لأن المصدر رفض التعاون، أو لأن الأرقام لا تُعطى إلا بمرور “موافقات” قد لا تأتي. نحن لا نبحث عن فضائح، بل عن وضوح يضمن للناس فهماً أفضل لما يحدث حولهم. فهل كثير على المواطن أن يعرف؟ وهل كثير على الصحافي أن يُوثق ما يكتب؟
حتى تصبح المعلومة حقًا لا مِنَّة، وحتى يُنظر إلى الصحافة كسلطة رابعة لا )طوارئ مزعجة(، سيظل عملنا ناقصًا، وملفاتنا معلقة، وقارئنا ضحية هذا التعتيم.
الصحفية /مني العجمي – محرَّرة بصحيفة )الصباح( العمل في مجال الصحافة لأكثر من 17عامًا.
أُحبُ أنَّ أوضح باعتباري إحدى الصحفيات بصحيفة )الصباح( تواجهنا صعوبات في بعص، مؤسسات الدولة عند إجراء لقاء صحفي، أو مقابلة ليس بالأمر السهل أن تلتقي بالمسؤول من خلال اتصال هاتفي، أو بأخذ موعد مُسبق من المكتب الإعلامي بالمكان المراد العمل به، وأكثر صعوبة تواجهنا هي بعض مكاتب الإعلام والتي من المفترض أن تقدم لنا التسهيلات اللازمه لتأدية عملنا على أكمل وجه بالعكس ممكن أن تتحمل على المسؤول من خلال اتصال هاتفي، أو معرفة تانية )لما توصل للمكتب الإعلامي يتهرب ويمطط الأمر ويقولكَ اهو اليوم اهو غدوة(، وهذا الأمر يدفعكَ في أحيان كثيرة للانسحاب من الموضوع الماشي عشانه، موضوع آخر لاحظته، أيضًا هو أن المسؤولين يعطون مجالًا ومساحة للقنوات المرئية، والمنصات أكثر من الصحف الورقية، ولا اعرف لماذا؟!، ويخلوك ديمًا آخر حاجة، في المقابل لا أنكر وجود جهات أخرى يتعاملون معنا بكل أريحية وفي إعطاء المعلومات بكل ثقة، وفي النهاية على حسب الصحفي، وتعامله وإحساسها بأنكَ تبي تأخذ معلومة تخدم بها استطلاعكَ أكيد سيتعاملون معكَ بطريقة جيدة.
الصحفية / خديجة المرهاق – محرّرة بمجلة )الليبية( – في العمل الصحفي لأكثر من 20 عامًا
نعم هناك العديد من الصعوبات خاصة في ظل عدم وجود بعض الامكانات للصحفي، وعدم احترام للإعلاميين من بعض الجهات العامة، يطلبون رسالة تكليف، وحتي وبعد تقديم الرسالة تنتظر لفترة لا بأس بها وبعد التفكير، والتمحيص من قبلهم )يجوك في آخر لحظة ويقولولك المسؤول مش فاضي، أو ما نقدروش نديروا المقابلة المسؤول مسافرًا، ومشغولًا أو في اجتماع( هذا الكلام طبًعا عارٍ عن الصحة وما هو إلا شماعة يتحججون بها.
الصحفي المفروض بطاقته الصحفية كافية ليظهرها لوحدها ولا ضرورة لرسالة تكليف، وكل الجهات المفترض بهم إلا يعقلون الصحفي لأنه بالنهاية يشتغل لاجلهم ولأجل المواطن والصالح العام ولتوضيح الصورة.
الإعلامي محمد الصادق صحفي ومراسل في عديد المحطات التلفزيونية.
أكثر من 8 سنوات في العمل الصحفي
يقول إنّ الصحفي يحتاج إلى السند فلا هيئة، ولا نقابة، ولا وزارة تدعمه وتدافع عنه، وتأخذ له حقه لو شفنا الصحفيين في أوروبا مثلاً في الرياضة، عقب كل مباراة هناك مؤتمر صحفي، والصحافة تطلب من كل مدرب أو لاعب أن تجري معه لقاء وفي حال ما رفض الشخص حضور المؤتمر الصحفي سترفع عليه دعوة قضائية إما بعقوبة إيقاف عن اللعب مباراتين، أو دفع غرامة مالية؛ فالبتالي هو مجبورٌ أن يحضر أي مؤتمر صحفي يطلب منه
سهل أن ينتظر الصحفي في ليبيا برا ساعتين، أو أكثر، وممكن أن يلغي اللقاء، أو أن يتعرض الصحفي للمساءلة، وتصادر منه أدواته الشخصية من مذكرة، وآلة التسجيل وكاميرا، ويتعاقب وممكن يطلعوه، وممكن يتعرض للحجز، وتجاوب المسؤول مع الصحفي اعتقد من وجهة نظري على حسب البرنامج، والصحفي، والقناة، فلو كان البرنامح يحظى بأعلى نسب مشاهدة، وله تأثير قوي؛ فالمسؤول بنفسه يطلب أن يكون ضيفًا في هذا البرنامج، بل أصبح ودون مبالغة لكل مسؤول إعلامي يلمع صورته في قناة خاصة به كما نرى في بعض القنوات الخاصة، الشيء المهم الآخر وهو سبب كبير جدًا ضعف الصحافة الورقية في ليبيا من حيث المتابعين والقراء، والتأثير كما كان مقال في السابق يهز قرارات وحكومات، الآن لم يعد كذلك بل لم يعد هناك قراء أصلاً، وبعض الصحف اضطرت للاغلاق والبعض الآخر تحوَّل للإصدار الإلكتروني، وأكثر وسائل الإعلام تأثيرًا هي «السوشل ميديا»، و«التيك توك»، و«النت».
سالمة عطيوة/محرَّرة بصحيفة )فبراير(
من خلال عملي في الملفات توجهني بعض العراقيل للحصول على لقاءات مع بعض المسؤولين في البلديات بالإضافة إلى الفروع المختلفة لبعض الجهات العامة، وهذا بسبب تأخير لتجهيز الصفحات في موعدها المحدد خاصة أثناء العمل في مواضيع تهم الشارع العام مما يتسبب في تأجيل اللقاءات، نقوم بمجهودات كبيرة واتصالات مكوكية للحصول على المعلومة من مصدرها الرئيس، نعمل وفق احترام التراتبية للموافقة على تصريح لإجراء بعض اللقاءات ومع هذا نحاول بكل جهدنا توفير المادة والمعلومة في الموعد، طبعاً لا ننسى شكر كل الجهات المتعاونة لتقديم الأفضل، خاصة وأن صحيفة )فبراير ( صحيفة الشعب، وتهتم وتترجم واقع الحال بكل مصداقية لتقديم الخدمات، وتسهيلها على المواطن وهذا لا ينسجم مع العراقيل التي تواجه عملنا ..
الصحفية سالمة الشعاب/ بصحيفة )فبراير(، العمل الصحفي أكثر من 24 عامًا تقول :
عدم حصول الصحفي على المعلومة خاصة الصحفي المحلي منذ فترة، نحن نطالب بحرية إعطاء المعلومة، ولكن دائمًا هناك عملية إخفاء ممنهج، ووصلت بهم المرحلة بعد 2011 ألا يستقبلونا حتي في بعض المؤتمرات المهمة يتم اقصاؤنا أيضًا في بعض المهرجان الوطنية.
بطاقة الصحفي لم يعد لها أية أهمية يطلبون فقط رسالة تكليف! .. لماذا دائمًا يطلبون التكليف والرسالة إذا هنا البطاقة الصحفية ما دورها؟!، هم بذلك يعرقلون عملنا الذي يتطلب السرعة، والدقة، وملاحقة الخبر؛ حيث وصلت بهم ألا يسمحوا لبعض الصحفيين – في ملتقي الإعلاميين الفائت – من الدخول إلا بعد أن يصدر المكتب الإعلامي التابع لهم بطاقات لنا الإعلاميين تصوروا، وهذا الكلام غير جائز، فمادام الصحفي يملكَ بطاقته المهنية، وسارية المفعول هي من يدخل بها لأي مكان، ويؤدي عمله، الصحفي الآن منتهكة حقوقه، وعمله محدود، وكأنه موضوع ممنهج نحن عين المواطن في نقل الخبر بكل حيادية، لمن يلجأ المواطن أن لم ينقل له الصحفي الأخبار، قبل أن يختلط الحابل بالنابل، مثل ما يحدث الآن، فالمعلومة الخاطئة قد تتسبب في كوارث، مشكلات ليس لها حد، أن تضر باقتصاد بلد أن تضرَّر دولة كاملة.
نطالب بأنّ تشرع الأبواب أمام الإعلامي المحلي، وإنهاء حالة السلبية، هناك عدة أمور سلبية تقوم بها بعض الجهات التي عطلت عملنا، وجعلتنا آخر الصف في زمن السرعة.
الصحفية وداد الجعفري/ محرَّرة بصحيفة )فبراير( .. العمل الصحفي لأكثر من 25 عامًا
بعض المسؤولين يمتنعون عن الإدلاء برآئهم حول عديد من المواضيع الهمة خاصة في المحافل المحلية والندوات، كوزير الاقتصاد مثلاً؛ حيث يتعمد المسؤول الخروج مسرعًا من المكان كي لا يلتقي الصحفيين، أو أنّ يتحدث معهم .
بعض المكاتب الإعلامية في المؤسسات العامة غير متعاونة معنا، وعند الاتصال بهم لا يجيبون.
أتذكر موقفًا حدث معي في «المفوضية العليا للانتخابات» بخصوص برنامج لا اتذكره الآن، أرسلتني مديرة التحرير لتغطيته، وكان الجو وقتها ممطرًا، وباردًا تركوني انتظر – في الاستعلامات قرابة الساعة – موافقة أحد المسؤولين بحجة أن اسمي غير مدرج في قوائم الإعلاميين الموجودة لديهم، عدتُ أدراجي دون أن اكمل عملي، وهذه ليستْ المرة الأولى التي اتعرض فيها لمثل هذه المواقف.
الوزير يتعــــامل
مع الصحفــــي كـــ(طرف مزعج)!
بعض الجهات تجعلنا
آخـــر الصــــف