رأيرياضة

الحلم المؤجل

نوري النجار

ما‭ ‬من‭ ‬ليبي‭ ‬يعشق‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬يكرهها‭ ‬إلا‭ ‬وراوده‭ ‬الحنين‭ ‬إلى‭ ‬مشاهدة‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬نهائيات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬ومع‭ ‬توالي‭ ‬الاخفاقات‭ ‬والنكبات‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬التغطية‭ ‬لأكبر‭ ‬محفل‭ ‬عالمي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭.‬

صحيحٌ‭ ‬أنّ‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬قد‭ ‬تجاوزتنا‭ ‬بمراحل‭ ‬كبيرة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شق‭ ‬العلم‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬القارة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاحتراف‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬محترفيها‭ ‬والمتابع‭ ‬لكل‭ ‬منتخبات‭ ‬القارة‭ ‬يلاحظ‭ ‬وبوضوح‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬مئة‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬هم‭ ‬محترفون‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سهّل‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬ووفر‭ ‬عليهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مشاق‭ ‬الاعداد‭ ‬والتكوين‭ ‬والتغذية‭ ‬السليمة‭ ‬والالتزام‭ ‬بالمواعيد‭ ‬المحددة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحيط‭ ‬باللعب‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعلنا‭ ‬نشاهد‭ ‬لاعبي‭ ‬القارة‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬عالمية‭ ‬كبيرة‭ ‬يقفون‭ ‬نداً‭ ‬للمناهج‭ ‬العالمية‭ ‬وكلنا‭ ‬شاهدنا‭ ‬كيف‭ ‬ان‭ ‬‮«‬فاسنت‭ ‬أبوبكر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬لعب‭ ‬أمام‭ ‬منتخبنا‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬الأخير‭ ‬مع‭ ‬الكاميروني‭ ‬وهو‭ ‬يطيح‭ ‬بالبرازيل‭ ‬صاحبة‭ ‬التاريخ‭ ‬والجغرافية‭ ‬الكروية‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬قطر‭ ‬الأخير‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نستوعب‭ ‬الدرس‭ ‬وان‭ ‬نستيقظ‭ ‬من‭ ‬سباتنا‭ ‬العميق‭ ‬وان‭ ‬نفعل‭ ‬مثلما‭ ‬فعل‭ ‬الآخرون‭ ‬ونبتعد‭ ‬عن‭ ‬أحلام‭ ‬مشروع‭ ‬الدولة‭ ‬والاعداد‭ ‬المبكر‭.‬

صحيحٌ‭ ‬أنّ‭ ‬البداية‭ ‬الصحيحة‭ ‬هي‭ ‬الأساس‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬ولكن‭ ‬ذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقترن‭ ‬بفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬الرغبة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الاحتراف‭ ‬الخارجي‭ ‬وخلق‭ ‬مدارس‭ ‬تكوين‭ ‬أوروبية‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬لان‭ ‬التقوقع‭ ‬والانكفاء‭  ‬على‭ ‬الداخل‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬نجاح‭ ‬في‭ ‬قادم‭ ‬الأيام‭ ‬والسنين‭ ‬لا‭ ‬مشروع‭ ‬الدولة‭ ‬ولا‭ ‬المدرب‭ ‬الأجنبي‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬شهاداته‭ ‬أو‭ ‬تتويجته‭ ‬لن‭ ‬يجدي‭ ‬نفعًا‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬تراه‭ ‬من‭ ‬غزو‭ ‬أفريقي‭ ‬للملاعب‭ ‬الأوروبية‭ ‬والعالمية‭ ‬صحيح‭ ‬أنّ‭ ‬حكام‭ ‬القارة‭ ‬هم‭ ‬الاسوأ‭ ‬بين‭ ‬حكام‭ ‬المعمورة‭ ‬ولكن‭ ‬ذلك‭ ‬قدر‭ ‬الأفارقة‭ ‬إنما‭ ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬فيما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬اخفاقات‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬الليبية‭ ‬الأسباب‭ ‬الحقيقية‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬واصنّاع‭ ‬الكلام‭ ‬المعسول‭ ‬الأمور‭ ‬واضحة‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نتجه‭ ‬فورًا‭ ‬للحلول‭ ‬التي‭ ‬سبقتنا‭ ‬إليها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬قبل‭ ‬فوات‭ ‬الآوان‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى