
ما من ليبي يعشق كرة القدم، أو حتى يكرهها إلا وراوده الحنين إلى مشاهدة منتخبنا الوطني في نهائيات كأس العالم ومع توالي الاخفاقات والنكبات نجد أنفسنا في كل مرة خارج نطاق التغطية لأكبر محفل عالمي لكرة القدم.
صحيحٌ أنّ الكرة في القارة الأفريقية قد تجاوزتنا بمراحل كبيرة بعد أن شق العلم طريقه إلى القارة من خلال الاحتراف الذي جعل كل دول القارة تعتمد على محترفيها والمتابع لكل منتخبات القارة يلاحظ وبوضوح أن نسبة مئة من مئة من اللاعبين هم محترفون وهو ما سهّل على دول القارة ووفر عليهم الكثير من مشاق الاعداد والتكوين والتغذية السليمة والالتزام بالمواعيد المحددة في كل ما يحيط باللعب الأمر الذي جعلنا نشاهد لاعبي القارة في مستويات عالمية كبيرة يقفون نداً للمناهج العالمية وكلنا شاهدنا كيف ان «فاسنت أبوبكر» الذي لعب أمام منتخبنا في لقائه الأخير مع الكاميروني وهو يطيح بالبرازيل صاحبة التاريخ والجغرافية الكروية في مونديال قطر الأخير يجب علينا ان نستوعب الدرس وان نستيقظ من سباتنا العميق وان نفعل مثلما فعل الآخرون ونبتعد عن أحلام مشروع الدولة والاعداد المبكر.
صحيحٌ أنّ البداية الصحيحة هي الأساس لكل ما بعدها ولكن ذلك يجب أن يقترن بفتح الباب أمام كل من لديه الرغبة والقدرة على الاحتراف الخارجي وخلق مدارس تكوين أوروبية مثلما هو موجود في أغلب دول القارة لان التقوقع والانكفاء على الداخل لن يكون له أي نجاح في قادم الأيام والسنين لا مشروع الدولة ولا المدرب الأجنبي مهما كانت شهاداته أو تتويجته لن يجدي نفعًا أمام ما تراه من غزو أفريقي للملاعب الأوروبية والعالمية صحيح أنّ حكام القارة هم الاسوأ بين حكام المعمورة ولكن ذلك قدر الأفارقة إنما ليس ذلك هو الأساس فيما نراه من اخفاقات لكرة القدم الليبية الأسباب الحقيقية لا تحتاج إلى خبراء في اللغة واصنّاع الكلام المعسول الأمور واضحة ويجب أن نتجه فورًا للحلول التي سبقتنا إليها كل دول القارة قبل فوات الآوان .