الصورة تؤثر أكثر من الكتابة.. رحلة مع فنان
كتبت :
فاطمة سالم عبيد
رحلة نعيش من خلالها مع المخرج أسامة رزق بين الإخراج والصورة
نتحدث في هذه الرحلة الفنية مع فنان مخرج صال وجال في هذا المجال مع العديد من الأعمال الدرامية التي شكلت نقطة التحول في حياته الفنية حيث استطاع خلق صورة جميلة نالت وحققت تأثيرا كبيرا على المشاهد الكريم كيف لا وهو ابن المخرج القدير عبد السلام زرق وهنا يسمح لنا أن نقول « نعم إن ابن الوز عوام وبكل تميز»رحلة نعيش من خلالها مع المخرج أسامة رزق بين الإخراج والصورة
نتحدث في هذه الرحلة الفنية مع فنان مخرج صال وجال في هذا المجال مع العديد من الأعمال الدرامية التي شكلت نقطة التحول في حياته الفنية حيث استطاع خلق صورة جميلة نالت وحققت تأثيرا كبيرا على المشاهد الكريم كيف لا وهو ابن المخرج القدير عبد السلام زرق وهنا يسمح لنا أن نقول « نعم إن ابن الوز عوام وبكل تميز»
عن بداية أسامة في الإخراج …..
بداية أسامة كانت كمساعد مخرج وباعتباره كان عاشقا للكاميرا وشغوفا بالتجربة حيث فتحت له أفاق خاصةً بعمله في عدة أعمال كانت الأولى للمخرجين مما جعله يتوجه للتعلم وإدرأك الأٔخطاء التي شاهدها تحدث ومع تمكنه استطاع أخذ النصائح من التقنيين والفنيين الذين هم من ذوي خبرات فنية عاليه ……
وهنا يأتي الدور الكبير الذي جسد فن الإخراج أمامه أنه إلأب المخرج القدير عبد السلام رزق الذي رفض دخوله مجال الإخراج خوفا عليه من الفشل كونه يعي أن الإنتاج للإعمال الفنية ودعمها كان ضعيفا جدا.
إلى جانب عدة نقاط ضعف حين تقديم أي عمل وعدم التناسب مابين المجهود وقلة المردود، إلا أنه وبمجرد أن أيقن صدق العمل زاد إصرارا و رغبة في تحقيق الرغبة الكامنة لديه والتي دفعته للعمل مع مخرجين أخرين انقلب الخوف لدعم وتشجيع أعقب علاقة مميزة ومختلفة عن مجال الإخراج وعلاقته الحميمة مبينة وبين والده الفاضل الأستاذ عبد السلام رزق….
فقد تخللها المشورة المتبادلة وطرح الاآراء ليعود الابن في كثير من الأحيان للعمل نصائح والده وكأٔنهما زملاء عمل تربطهم الصداقة.
رحلة مع أهم الأعمال في مسيرته
حيث قال موضحا عدم قدرته على التمييز بين الأعمال فجميعها بذات الاهميه لديه بغض النظر عن النجاحات من عدمها، أما تحديد أهم الأعمال فتلك وظيفة الناقد الفني ، وهذه لمحة فنية عن مسلسل زنقة الريح والمسلسل الجديد السرايا.
يعد مسلسل السرايا من الأعمال الفنية التاريخية حيث يرصد الصراع الكبير الذي كان يحدث بين عامي 1783 و1795 بين أبناء البشوات الحاكمة منهم الحاكم علي باشا القره مانلي على حكم أياله طرابلس الغرب
والذي تم عرضه في شهر رمضان الكريم حيث ضم كوكبة من نجوم الفن الليبي الذين شارك البعض منهم في مسلسل
« زنقة الريح » بالجزئين الأول والثاني
والعمل هذا تم تصويره وتحضير كل المشاهد الخاصة به وكما ذكرت يضم نخبة كبير من أهل الفن صحبة الكاتب الذي برزفي كتابة عدة أعمال فنية حققت النجاح الباهر إنه الكاتب والفنان «سراج هويدي» إلي جانب مخرجنا المميز الذي حققت شخصية بارزة عن والده المخرج عبد السلام رزق
و الذي له بصمات رائعة في فن الإخراج وذلك من خلال جل الإعمال التي قدمها ومازال وطبعا منها هذا العمل الفني « السرايا » والفنانين الذين شاركوا فيه هم : فتحي كحلول وحسن قرفال و لبنى عبد الحميد وعبد الباسط أبو قندة وثريا محمد و أنور التير و علي الشول
وغيرهم من نجوم الفن وقام بالإنتاج الفنان وليد اللافي ……
رحلة عبر الإخراج التي قال عنها « إن المخرج يعيش مع معناه المهني و كما يقال هو رب العمل، وذلك صحيح بما له من دور رئيس في قيادة المشروع بدءا من
اختيار النص وصولًا للممثلين وفريقه التقني وصورته العامة، فنجاح أي عمل من نجاح المخرج وهو وحده من يتحمل مسؤولية نجاح أو إفشال أي مشروع
وأكمل عن ما يستوي في إلإخراج منذ أن فتحت عيني وجدت الاخراج أمامي و ذلك يعود لوالدي وتأثري به، لكنني أيضا أجد أن شخصيتي قيادية عاشق بكل جوارحي لتركيبة الاخراج وبالتحديد لفكرة تكوين الكيان وكأٔنه طفلي الذي أشاهده ينمو ويكبر، وتكمن متعتي الحقيقية في مراحل تحويل العمل من حبر على ورق لمشاهد يراها الناس حيث اعتبر ذالك هو الإنجاز الذي أعبر به عن شخصيتي وقناعاتي وأفكاري، فأنا أحب فكرة كوني جزءا من صناعة القصة أو كما أصفها صناعة الحلم …..
ومن المعروف عن مخرجنا إن ما يهمه في العمل هو أن يكون النص ساحرا أكثر من اللون الفني له ويعشق أن يقدم كل مرة عمل مختلفة عن الذي قدمه سابقا .
كما قال عن غياب العنصر النسائي أنه يعرف هذا وهو طفل أن ليبيا تفتقد أو تعاني من نقص في العنصر النسائي الفني مما أجبرنا أنا وغيري للاستعانة بممثلات يغطين النقص في الادوار من جنسيات ٔأخرى فمن غير المنطقي ان نصنع عملا فنيا رجاليا خالصا، حيث وجود المرأة في أي عمل يخلق الواقعية للقصة.
كما أكد أسامة أن المشاركات الفنية لم تقتصر علي فئة معين بل
نحن كل عام نفتتح المجال لأوجه الجديدة للظهور واكتشافها بدءا من 2013 وحتى يومنا قد أدخلنا ما يقارب 60 شابا للوسط الفني، ولم نكتف بالشباب بل أدخلنا النساء وكبار السن والأطفال
وهذه الحقيقة وليس هناك اقتصر أبدا بأي صلة لأننأ اكتشفنا ونكتشف وسنكتشف دائما والجميع يشهد لنا بذلك.
«السرايا».. دراما ليبية تستحضر معركة القرمانليين
تعود بعض المسلسلات الليبية للبحث في لحظات فارقة من تاريخ البلاد، فتقتبس منها مواضيع تثري بها السهرات الرمضانية، لكنها مواضيع تبدو في مجملها قريبة من الواقع المعيش الذي لا تزال تتحكم فيه توازنات سياسية تحاول الدراما أن تخفف من وطأتها وتداعياتها على الحياة اليومية عبر جرعة فنية ذات مستوى جيد ترتقي بالمشهد الثقافي الليبي وتلحقه بركب الإنتاج المغاربي والعربي.
حيث قدم العمل للجمهور الليبي والعربي واحدة من أكثر القصص دموية في تاريخ الصراع على السلطة بطرابلس، وهي تلك المتعلقة بالصراع الكبير الذي حدث بين عامي 1783 و1795 بين أبناء علي باشا القره مانلي على حكم إيالة طرابلس الغرب.
ويجمع المسلسل من جديد بين الثنائي سراج الهويدي في التأليف وأسامة رزق في الإخراج، وذلك في سياق رحلة من التعاون المشترك بينهما، وفرت لهما الكثير من النجاحات، وساعدتهما على تكريس تجربة متفردة يمكن اعتبارها الأكثر نضجا واكتمالا في الرؤية المعرفية والجمالية في تاريخ الدراما الليبية، لاسيما في ظل ما توفر لهما من إمكانات مادية ساعدتهما على تجنيد كفاءات مهمة في تنفيذ مشاريعهما التي يقدمانها بمعدل عمل في كل عام، ولكن في إطار عادة ما يكون باذخا من حيث الديكورات والملابس والخدع ومواقع وآليات التصوير.
أما عن بطولة العمل فيشارك فيها عدد من الفنانين الليبيين البارزين من بينهم حسن قرفال وفتحي كحلول وأنور التير وعلي شول وصلاح الأحمر وعبدالباسط بوقندة ولبنى عبدالحميد وسلمى الزرواق وبسمة الأطرش وثريا محمد وربيع العبيدي وعبدالله الفنادي ومهند كلاش، ونخبة من الوجوه الشابة مثل محمد بن ناصر وإبراهيم خيرالله وبعض الممثلين التونسيين.
وكالعادة يعتمد فريق مسلسل “السرايا” على عدد من الكفاءات التقنية التونسية، مثل بشير المهبولي في إدارة التصوير وبسمة الذوادي في تصميم الملابس، وهو أمر بات معتادا في الأعمال الضخمة التي تنتجها شبكة “سلام”.
تدور أحداث المسلسل في إطار تاريخي بين العامين 1783 و1795، حيث كان حسن بك ابن علي باشا معروفا بحسن معاملته للرعية وبشجاعته وبسالته في الذود عن بلاده، وببصيرته وحسن تدبيره لشؤون الناس، من جهة، وباعتباره وليا للعهد ووريث العرش من جهة ثانية، وهو ما منحه محبة أهل طرابلس وولاءهم لسياسته وتقديرهم لحكمته، بينما أثار عليه حقد وكراهية شقيقيه أحمد ويوسف لاسيما بعد إصابة الوالي علي باشا بمرض السل في ديسمبر 1787 لتدخل معركة الخلافة طورا خطيرا في ظل الحديث عن إمكانية تنازل الوالي عن العرش لولي العهد، وهو مقترح تم طرحه لكن الأخوين أحمد ويوسف رفضاه بشدة.
وفي السابع من شهر يوليو 1790 عاد يوسف القره مانلي، والذي لم يكن يتجاوز السابعة عشرة من عمره، من مهمة كان يقوم بها خارج طرابلس، واتجه مباشرة إلى جناح والدته “للّا حلّومة” ليسلّم عليها، وكان مصحوبا ببعض عبيده عندما أعلن لها نيته التصالح مع أخيه الأكبر حسن بك الذي كان يتولى منصب ولي العهد، وذلك بعد خلافات بينهما.
أرسلت “للّا حلّومة” في طلب حسن الذي كان في جناحه مع زوجته “للّا عويشة”، وعلم أن أخاه يوسف جاءه أعزل من السلاح بنية الصلح، فلبى دعوة والدته، وكان في البداية قد حمل مسدسين وسيفا لكن زوجته استهجنت منه ذلك، وحذرته من أن ذهابه وهو مدجج بالسلاح لملاقاة أخيه سيثير غضب سكان السرايا والعاملين فيها، فاستجاب لدعوتها بترك المسدسين والاكتفاء بحمل سيفه كرمز للوجاهة في ذلك العهد.
وعندما وصل إلى جناح والدته طلبت منه التجرد من سيفه احتراما لمقامها والدخول لملاقاة أخيه، ففعل ذلك واتجه معها إلى الأريكة حيث أجلست “للا حلومة” ولديها على جانبيها في الأريكة، وأخذت بيد كل منهما لعقد الصلح بينهما، وطلبت إحضار المصحف للقسم عليه فسارع يوسف إلى الوقوف لإحضاره، ونادى العبيد لمساعدته على ذلك، فمدوا له مسدسا بدل المصحف وبسرعة أطلق النار على ولي العهد.
كان المشهد داميا، ففي البداية نهض حسن مادا يده إلى السيف يبغي التصدي لأخيه، بينما كانت بعض الشظايا قد أصابت الوالدة، وأصيب يوسف بجرح بسيط في وجهه، فأمسك بالمسدس الثاني وأفرغ رصاصاته في جسد أخيه، ودعا عبيده إلى الإجهاز عليه للتأكد من مقتله.
كانت “للّا حلّومة” قد أغمي عليها من هول الفاجعة، وسمعت “للّا عويشة” الجلبة والضجيج فهرعت إلى المكان لترى جثة زوجها الملطخة بالدماء، بينما كان يوسف قد فر مع عبيده إلى خارج القلعة، وانقسم أهل طرابلس إلى قسمين وعمت الفوضى وانتشر السلاح. وبينما أقر علي باشا بتكليف ابنه أحمد بالحلول مكان ولي العهد المغدور حسن، واصل يوسف حبك مؤامراته لافتكاك مقاليد حكم طرابلس، إلى أن جاءته فرصة الانطلاق مع شقيقه أحمد نحو مصراتة لمعاقبة بعض القبائل البدوية المتمردة، وقد نجح لاحقا في عقد توافقات مع زعماء قبليين بعد أن وعدهم بالمال والجاه مقابل دعمه في الاستيلاء على الحكم.
إسقاط على الواقع الليبي
وخلال النصف الأول من العام 1973 نفذ يوسف حصارا على طرابلس لمدة 50 يوما واشترط لفكه تنازل والده وشقيقه عن الحكم وطلب الباشا النجدة من باي تونس، وأعلن عن مكافأة لمن يأتيه برأس ابنه يوسف، باعتباره متمردا، وفر ولي العهد الأمير أحمد خوفا على حياته من عنجهية شقيقه.
يحمل المسلسل الكثير من الإسقاطات من خلال مواقف الصراع على السلطة، والخلافات الحادة حول تقييم المسؤوليات ضمن توازنات مناطقية وقبلية في منطقة الغرب الليبي التي كانت معروفة بطرابلس كبلد تتراوح مساحته بين الحدود مع تونس غربا وسرت شرقا وتخوم فزان جنوبا. وسيكون “السرايا” أبرز الأعمال الدرامية التي تهتم بفترة الاحتلال العثماني وخاصة فترة حكم الأسرة القرمانلية، وهي أسرة تُنسب إلى إقليم قرمان بالأناضول، وقد حكمت طرابلس مدة قرن وربع القرن تقريبا.
وكان قد تم التعرض لتلك الفترة من خلال “حرب السنوات الأربع”، وهو مسلسل سوري أنتج في عام 1980 عن قصة وسيناريو وحوار وإنتاج داوود شيخاني وإخراج هيثم حقي، ومن بطولة أسعد فضة ورضوان عقيلي وعدنان بركات وعبد الرحمن أبوا لقاسم وجيانا عيد، وبمشاركة عدد من الفنانين الليبيين المعروفين مثل يوسف خشيم ومحمد الزعلوك وحسن قرفال ولطفي بن موسى وعمران المدنيني. وتم التركيز فيه بدوافع سياسية على تجسيد الحرب التي قامت بين حاكم طرابلس يوسف باشا القره مانلي وأخيه أحمد باشا القره مانلي، وحرب طرابلس التي استمرت أربع سنوات، حيث يبين العمل مطامع الحكومة الأميركية في ليبيا، وكذلك محاولة الولايات المتحدة احتلال الشواطئ الليبية بأكبر أسطول بحري في ذلك الوقت وبوجود أكبر سفينة بحرية وهي “فيلادلفيا” ذات الأربع والأربعين مدفعا.
ويبين المسلسل طريقة أسر السفينة وطاقمها وتدميرها من قبل الريس مراد آغا دون إراقة قطرة دم واحدة.
وتتميز تلك الفترة التاريخية بالثراء الكبير من الناحية الدرامية، سواء من حيث الصراع الداخلي حول الحكم وحركات التمرد القبلية أو من حيث الصراع مع الأميركيين والأوروبيين حول القرصنة في البحر الأبيض المتوسط، والتي كانت صناعة وعادة أحدثها العثمانيون ودفعت نحو حروب ومواجهات منها أول حرب خاضتها البحرية الأميركية خارج ديارها في بدايات القرن التاسع عشر، وهو ما يجعل من بعض الفاعلين في تلك الفترة محل تناقض في المواقف، ومن بينهم شخصية يوسف القره مانلي الذي اغتال شقيقه وتمرد على والده وخاض الحروب الدامية من أجل السلطة وساند حملات القراصنة ورعاها وأعلن الحرب على الولايات المتحدة ودخل معها في مواجهات لا تزال آثارها إلى اليوم في نشيد البحرية “المارينز” واعترضته الكثير من القلاقل والثورات الشعبية إلى أن اضطر إلى التنحي عن الحكم في عام 1832 لصالح ابنه علي الثاني، وفي السادس والعشرين من مايو 1835 وصل الأسطول التركي إلى طرابلس وألقى القبض على علي باشا ونقل إلى تركيا، وانتهى بذلك حكم القرمانليين في ليبيا.
وهكذا انتهت رحلتنا مع المخرج الشاب أسامة عبد السلام رزق الذي حقيقا ترجم إخراجه بشكل لفت له كثير من الأنظار بطريقة تفرد بها وإبداع ومازال سوف نشاهده بهذا العالم مع « مسلسل السرايا « الذي بإذن الله يكون في مستوي راقي والتوفيق لكل فنانين في بلادنا الحبيبة ودام الإبداع في ارض المبدعين …..