كيف تتم إجراءات الـوقـاية في ظـروف إكـتـســاح الفــايرس ؟
الدراسة والتحصيل العلمي بات هدفاً غائباً في بعض المؤسسات التعليمية وأصبح النجاح دون فهم المواد الدراسية هدف الإمتحانات هذا العام.
رغم أن العاملين في سلك التعليم يبذلون جهدهم لأجل وصول الأسئلة الإسترشادية لجميع الطلاب إلا أن العراقيل مازالت تحول دون الوصول إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية .
كما إن ضعف الوسائل التقنية واللوجستية في زمن التكنولوجيا ترهق رواد التعليم والتعلم وتجعل من الدراسة في بعض المناطق أمر صعب المنال الذي له نتائج سلبية ولعلاجها تحتاج وقتاً ليس بقصير .
فباتت أجواء العملية التعليمية تعج بقرارات ووعود وهمية وللإنتهازيين مجالاً لتحقيق مطامعهم الشخصية على حساب التعليم والتعلم.
تحقيق وتصوير :
انتصار المغيربي
(فبراير) إنتقلت إلى ضواحي طرابلس وإستمعت للمعلمين والطلاب في طرابلس المركز للبحث عن أجابة لأسئلتنا؟؟
أهم أسباب ضعف مخرجات التعليم والتعلم
ميلود النعاس – معلم ثانوي طرابلس المركز :
قال تهتم وزارة التعليم بمدارس طرابلس المركز أكثر من مدارس الضواحي في توفر الكمامات والمعقمات، والطابعات والورق ومواد التنظيف وصيانة الدورية، ومع ذلك يوجد تنمر عبر صفحات (الفيسبوك)، من المديرين وبعض المعلمين بالإضافة إلى عدم رضى المعلمين الأكفاء على بعض المناهج وأغلب المواد العلمية تحتاج إلى تصحيح حتى في اللغة العربية، ناهيك عن عناوين بعض الدروس لا يستفيد الطالب منها ولا تحقَّق إلا إستراتيجية الحفظ لدخول الامتحان والحصول على النجاح والتخرج والتعيين لكسب المعاش.
مؤكداً على إنتشار ظاهرة الغش في الامتحانات لجميع المراحل التعليمية بسبب الاعتماد على الحفظ فقط الذي لا يستطيعه أغلب الطلاب مع إنتشار الهواتف الذكية والاعتماد عليها في الحساب والتخزين والتصوير.
ابتسام الهادي – معلمة في سوق الجمعة قالت:
بسبب إصرار أولياء الأمور على نجاح أبنائهم بأي وسيلة بل ويعينونهم على وسائل الغش ويدفعون الرشوة لبعض المعلمين الفقراء ليغشوا أبناءهم وقت الامتحان أو تسريب أسئلة الامتحان لهم، وهذا بسبب معيار الأساسي لإعطاء شهادة التخرج في وزارة التعليم هو النجاح بعد إجراء الامتحانات التقليدية داخل الفصول الدراسية فقط.
التهميس وغياب الإمكانات بضواحي طرابلس
جمعة رمضان شبيطة – معلم بمدرسة ضواحي طرابلس: ليس بجديد على مدارس الضواحي التهميش وغياب الإمكانات ونحن المعلمين نتبرع لصيانة المقاعد والأبواب والنوافذ مع كل بداية عام دراسي جديد.
وأشار إلى أن أسباب ضعف التواصل بين وزارة التعليم ومدارس الضواحي أساسها بُعد المسافة عن طرابلس المركز التي تقدر بـ70، وضعف البُنى التحتية التي تسبب غلق الطرق خاصة مع هطول أمطار الخريف والشتاء، بالإضافة إلى إنقطاع الكهرباء لأيام وعدم وجود توصيلات كهربائية في الدواخل، وضعف الإنترنت بل وإنقطاعه في أغلب الأحيان . وأكد شبيطة قلة المصابين بفيروس كورونا في مدن الضواحي شجع الطلاب على شراء الأسئلة الإسترشادية من المصور القريب من مدرستهم .
لماذا يشتري الطلاب الأسئلة الإسترشادية التي من المفترض ان تكون مجانية لطلاب؟
أجاب مدارس مدن الضواحي ليست كمدارس طرابلس المركز القريبة من وزارة التعليم التي توفر لهم خدمات النظافة وما يحتاجونه من ورق وطابعة وحبر مع وجود الكهرباء لكن نحن نعاني تأخر وصول الإماكانات لطباعة الاسئلة الإسترشادية لجميع المواد، وعدم توفر سيارات الخاصة بنقل القمامة من ساحات المدارس مما يضطر مدير المدرسة إلى أن يلجأ لحرق القمامة وهو ما يضر بصحة الطلاب.
أجواء الامتحانات بمدارس الضواحي ومدارس طرابلس المركز
الأستاذ رمضان أبو القاسم رئيس قسم التفتيش بالتعليم الفني طرابلس قال:
تم إعداد الأسئلة الإسترشادية من مكتب إدارة المعاهد في الهيئة العامة للتعليم التقني والفني للدورين الأول والثاني وشرط وضع الامتحان من 4 – 5 تكون من الأسئلة الإسترشادية نفسها وكل لجنة امتحان فيها مراقيبون وملاحظون داخل الفصول الدراسية.
مضيفاً يوجد 28 معهداً في طرابلس بين مهن شاملة ومهن مكانيكية مشترطين أن يكون عدد الطلاب من 10 إلى 15 طالباً، فالتباعد شرط للوقاية من عدوى فيروس كورونا كما تم توفير الكمامات والمعقمات في كل المعاهد طيلة أيام الامتحانات.
مؤكداً أن الطالب المصاب بكورونا لا يدخل الإمتحان وعند شفائه يدخل الدور الثاني على 60 درجة ونأمل أن تنتهى لجان الامتحانات من عملها والجميع بخير.
الأستاذ عياد محمد عبد الجليل –رئيس قسم التقويم والقياس الفني طرابلس الكبرى قال:
علماً بأن الامتحانات بدأت من السبت الماضي 17-10-2020م وعلى مستوى طرابلس الكبرى يوجد 1900طالب ممتحنين وموزعين على 22 لجنة وفي كل لجنة يوجد متابعون لتوزيع الاسئلة وضبط الامتحانات وعند حدوث الغش يرفق رئيس اللجنة محضر الغش بورقة إجابة الطالب ويعد راسباً في المادة التي غش فيها، وأما الفصول الدراسية فهي معقمة وجاهزة لاستقبال الطلاب الممتحنين وأقل معهد لا يزيد عن 100طالب وسيمتحن الطلاب في المعهد نفسه، وكل إدارة معهد تحضر إجراءات الوقاية من عدوى كورونا بين كل طالب، وآخر مترين وتقدم الأسئلة الإسترشادية لجميع المواد مجاناً.
الأستاذ عبد اللطيف الدغري – مدير معهد أحفاد الشهداء قال :
تم تصوير الأسئلة الاسترشادية وستقدم مجاناً لطلاب كما تم طبع أسئلة النقل لطلاب لجميع التخصصات وتم تنظيف الفصول وتعقيمها لإجراء الامتحانات بأمان من عدوى كورونا ونطمن المعلمين بجاهزية المعهد وسلامةالإجراءات الوقائية للجميع .
الأستاذة مريومة بن حامد مدير – مكلف بمعهد جميلة الإزمرلي قالت:
تم تعقيم المعهد بالكامل لاستقبال الطلاب الممتحنين ويوجد بالمعهد 7 فصول دراسية تخصص قسم الحاسوب، وإدارة الأعمال ونحن بصدّد تنظيف المعهد بعد إجازة مشروعة منذ بدء انتشار الفيروس ولأجل التعايش معه وعدم تأخر الدراسة تم تقديم مايلزم للطلاب لدخول الامتحانات.
من جهته قال: الأستاذ إبراهيم بن شاقور– موظف إداري بالمعهد:
هم المشكلات التي تواجهنا هي تعثر النظافة والصيانة الدائمة للمعهد، فهو من المعاهد القديمة ويحتاج إلى صيانة دورية للمصابيح الكهربائية، ورطوبة الجدران ودورات المياه، مؤكداً على ضعف الصيانة التي أجريت 2012م كما توجد تشققت سببتها سقوط الصواريخ في حرب 2011م مازالت حتى 2020م.
وأشار بن شاقور إلى نظافة المعهد كل أسبوعين بعد التواصل مع بلدية طرابلس المركز التي تمتلك سيارات نقل القمامة وقدم شكره إلى هئية التعليم التقني والفني على ما تقدمه من جهد في سبيل الإرتقاء بالتعليم الفني والتقني.
وختم بأهمية التواصل عبر صفحات الانترنت وتم تخصيص صفحة عيلة جميلة الإزمرلي ليتواصل الطالب مع المعلم مباشرة لتوضيح ما يصعب فهمه من الدروس.
ضعف الوقاية من عدوى كورونا خلال الامتحانات في ضواحي طرابلس
هشام المزوغي ثالث ثانوي – مدرسة شهداء الختنة في سوق الخميس إمسيحل قال:
لا أخاف من فيروس كورونا فهدفي النجاح والتخرج وقد ذهبتُ لمدرستي لحضور بعض المواد التي وجدتُ صعوبة في فهم الأسئلة الإسترشادية ولا تتوفر في المدرسة مواد تعقيم ولا كمامات فقد أشتريتها من مالي بعد أن أجبرنا مدير المدرسة على شرائها مع علمه بعدم توفر السيولة في المصارف وتأخر مرتب والدي.
من جهته أضاف إمحمد الجعيدي طالب ثانوي:
تتركز صعوبة الدراسة في مناطق الضواحي في بعد المسافة بين المنزل والمدرسة، فالمدارس قليلة وقديمة ولم تُبن مدارس جديدة مع زيادة عدد السكان وإنعدام حافلة الركوب العامة وتتوفر لدينا نقل بسيارات الخاصة وندفع عشرة دينارات من مزرعتنا إلى المدرسة.
فتحي الرشراش طالب معهد متوسط منطقة السائح:
أكد على كثرة غياب المعلمين في بعض المواد، فهم يسكنون بعيداً عن المدرسة.
وأشار إلى قلة حضور الموجهين للمدرسة فيضطر إلى الدروس الخصوصية التي تكلف الأب مبالغ باهظة.
مضيفاً أن والده منع البنات من مواصلة الدراسة بسبب خوفه عليهن من بعد المسافة وزياردة تكلفة النقل عليه.
كما أكد صالح الكوشني طالب ثانوي قصر بن غشير:
أن بعض المواد الأسئلة الإسترشادية نشرت على صفحات الإنترنت غير واضحة مما جعله يشتريها من مصور في منطقة «امسيحل» فقد أخبره قريبه بأن ثمنها دينار بينما طرابلس المركز تصل في المصور50 ديناراً للأسئلة الإسترشادية الشهادة الثانوية .
ركائز إصلاح المؤسسات التعليمية
الأستاذ رمضان الشريف –معلم متقاعد قال: إن نجاح إستراتيجيات التعليم والتعلم في جميع المؤسسات التعليمية تكمن في التركيز على غرس حب العلم لدى الطلاب وحثهم على الإبتكار والإبداع من خلال مشروعات تخرج في كل مرحلة تعليمية وفي كل مادة، مع تشجيع المعلم والموجه على تطوير كفاءتهم العلمية من خلال البحث عن كل جديد والاستمرار في متابعة الدورات التنمية البشرية، وتقوية طرق التدريس لديهم بوسائل تعليمية تسهل عملهم، وتعين الطالب على فهم الدرس أكثر من الحفظ .
وأوصى المسؤولين في سلك التعليم بعدم الإكثار من الاجتماعات التي لا تحل المشكلات المتفاقمة عام تلو الآخر كما يجب دراسة القرارات السابقة ونتائجها والإهتمام بالمعلم والموجه ومكافاة المجتهد وتحسين المناهج لمواكبة العصر والتطور العلمي، وعدم تهميش مدارس مدن الضواحي، والاهتمام بالبنى التحتية وتحسين الاتصالات بل وتوفير سيارات ركوب عامة مجانية لطلاب .
وشدّد على أهمية زيارة المسؤولين لمدارس مدن الضواحي وحل مشاكلها وختم بأهمية أن تكون أجواء البيئة التعليمة نظيفة وغير ملوثة والإهتمام بالنشاط الرياضي وصقل مواهب الطلاب وحتى المعلمين لتكون المؤسسة التعليمة مكان انطلاق المبدعين والمخترعين في ليبيا.