المبادئ ثابتة والمواقف تتغير.. للكاتبة نوال عمليق
حديث الاثنين
ليلة حمراء تلك التي عاشها سكان غرب طرابلس بين صد ورد أصوات المدفعيات والآليات الثقيلة ننام لنستيقظ في منتصف الليل الهاديء على صواريخ تحاول أن تجتازنا بمبدأ أننا أبرياء؛ ولكن الواقع والموقف أن هناك صواريخ أرضية تمر فوقنا وهناك مدفعية ترد الهجوم.. المبدأ أننا اخوة والموقف اننا نقاتل بعضنا عندما بحثتُ على تفسير المبدأ والموقف وجدتُ أننا نستطيع توصيف المباديء بالقرارات المؤكدة والثابتة، والمواقف بالآنية والمتغيرة يمكن التنازل والتغافل، أحيانًا، في التعاطي مع المواقف، لأنها رشيقة، ويمكن تفسيرها وتغييرها بتغيير ظروفها المحيطة، أمَّا المباديء فهي محدَّدة سلفًا، والارتكان لها يكون بمثابة الفزورة لتحديد الفعل أو ردات الفعل،
حاولتُ أن اقارن بين ما حدث ليلاً من صراع بين اخوة يربطهم دينٌ واحد ودم واحد وعقيدة واحدة واتفقوا ان كل واحد منهم يدافع عن أرضه وهم انفسهم من اختلفوا في تسمية «شيرين أبوعاقلة» شهيدة وحرموا الترحم عليها بحجة ديانتها المسيحية ينقلب العالم حزناً عليها ونقلب الدنيا سخطاً لكفرها.. شيرين أبوعاقلة صاحبة المبدأ والموقف الواحد عاشتْ عليه وماتت عليه دفعت ثمناً باهظاً بسبب مبادئها الصحفية وهو نقل الحقيقة. وإيصال صوت المظلومين إلى العالم أجمع ..
ظلت شيرين متمسكة بحق شعبها الفلسطيني في التحرَّر من الاحتلال وإنهاء الظلم رغم أنها تحمل الجنسية الأمريكية وفي مقدورها أن ترحل ولكنها عاشت في فلسطين ودفعت حياتها ثمنا لإيصال الحقيقة.
ونحن هنا نتصارع ونحرق مدينة كاملة ولا نعرف من اجل ماذا ونكفر ونفسح مساحات واسعة لسب وشتم شهيدة واجب للدفاع عن ارضها وايصال الحقيقة بحجة انها تخالف ديانتنا ..شتان بين مبادئها ومواقفنا