تكاد طرابلس تخلو من دُور الثقافة ومركبات النشاط الثقافي والفني، فبعد فترة عدم الاستقرار التي اعقبت ثورة فبراير وانحسار الاهتمام بالإنشطة الفنيةالثقافية،سادت فترة طويلة من الركود تخلّلتها أمسيات أقيمت بشكل متقطع في أماكن محدودة كـ(دار الفقيه حسن ودار نويجي ودار الفنون، وفي فترة لاحقة تم افتتاح بيت اسكندر للفنون والثقافة في 2/4/2019 والذي أخذ على عاتقه تنشيط الحياة الثقافية عبر اقامة عديد المعارض الفنية والأمسيات الثقافية، و إقامة دورات وورش فنية مختلفة.
يذكر أن هذا البيت الأثري والمبني على الطراز المالطي سنة 1600، والذي يقع في المدينة القديمة بزنقة الفرنسيس وبالقرب من قوس ماركوس كان مكاناً آيلاً للسقوط وشبه متهدم، وبمجهود شخصي من مالكه السيد مصطفى اسكندر وباستشارات هندسية تمت عملية الترميم التي أخذت وقتًا طويلاً وحولت المكان القديم إلى تحفة فنية جميلة بلمسات معمارية طرابلسية عتيقة .
بيت اسكندر بالإضافة الى كونه يشكل تجمعا لرواد الفن الليبي استضاف العديد من الأنشطة والمعارض الفنية كمعرض دواية و معرض تجلي.ومعرض اصرار ومعرض طين للأعمال النحتية والخزفية
أيضا تمت المشاركة بلوحات لفنانين من ليبيا في مهرجان قرطاج للفن المعاصر في دورته الثانية، كما تم استضافة فعاليات المعرض الخيري لدعم النازحين الذي اشرف عليه بيت اسكندر، أيضا تم تنظيم مسابقة فنية سنوية جرى تسميتها باسم الفنان الراحل علي قانة، وباسم الفنان الراحل مرعي التليسي، وتم ايضا تصوير بعض البرامج التلفزيونية في أرجائه حيث تمت الاستفادة من جماليات المكان التي تعبر عن ملامح البيت الطرابلسي القديم، وتم انتاح حلقات تلفزيونية بعنوان لوحة وفنان تم بثها من قناة (سلام).
كما نظم عديد الورشات الفنية منها ورشة عمل حول كورونا وورشة خاصة بالفنانين على هامش المعرض الخيري لصالح النازحين.
أيضا كانت هناك دورات تعليمية مثل دورة الإضاءة الاحترافية.
وفي شهر رمضان الماضي تمت استضافة عديد الأسماء الثقافية التي تحدثت عن سيرتها ضمن أمسية ثقافية بعنوان (تجارب).
بيت اسكندر الذي يتكون من دورين يحتوي على حجرات عديدة لعرض الأعمال الفنية من لوحات ومنحوتات مختلفة
وعلى مكتبة تضم كتبًا ومراجع فنية مفتوحة للقراءة العامة، المكان ايضا به مقهى ثقافي لزوار المكان.
يأتي بيت اسكندر في الوقت الذي تحتاج فيه المدينة لمركز ثقافي، حيث استطاع عبر فترة زمنية قصيرة أن يكون مساهمًا في الارتقاء الفني والثقافي وأن يكون دالاً على الوعي الجمعي بضرورة الفن والثقافة في بلد لازالت تعاني من ويلات الحرب والانقسامات.
يأتي بيت أسكندر كنور وسط عتمة الفوضى والخراب.