رأي

تسوية سياسية.. وننتظر ‎حديث الاثنين.. نوال عمليق

 

إن المصالحةَ الوطنيةُ نتيجة حتمية تمر بها عادة الدول التي تعاني من خلافاتٍ جذريةٍ، أو صراعاتٍ داخليةٍ، وهي تعد من أهمِ مفرداتِ أي تسويةٍ سياسية.وعندما نرى هذه المبادرة حقيقية بعد اطلاق مساجين رأي تجمع بين طوائف المجتمع فالمصالحة الوطنية الشاملة هي إحدى لوازم أي انتقال ديمقراطي سليم من خلال هيئات دستورية بعيدا عن منطق الانتقام والثأر والتشفي.

فالمصالحة هي مناسبة لتصفية الحساب مع الخصوم مع مراعاة الشروط والضوابط الضرورية التي تجعلها تحقق أهدافها الكبرى واعني  بها تحقيق مزيد التماسك المجتمعي وبناء دولة الحقوق والحريات خارج كل الحسابات السياسية الضيقة التي قد تحول المضطَهَدين السابقين إلى جلادين لخصومهم.

والمصالحة بمعناها الحقيقي هي شرط لازم لكل بناء ديمقراطي سليم  أو تحالفات حزبية مرحلية وإذا كان تنازل الضحايا عن حقهم في معاقبة الضالمين يظل أمرا ممكنا من الناحية السياسية فإنه من غير المنطقي التغاضي عن كشف الحقيقة وتحميل كل طرف مسؤوليته من ناحية قانونية وأخلاقية وإلزامهم بالاعتذار للمجتمع لان الشعب ليسا بحاجة لمصالحة افتراضية في وهم المضللين يفرضضونها تغطية على ما وصلت اليه البلاد من منحدر ولكنهما بحاجة إلى تغيير باتجاه البديل الوطني الذي يُنهي الانقسام والجهوية بل يعيد الوطن بنظام ديموقراطي يمكن الشعب من عملية التغيير والبناء والتقدم..

ونحن اليوم أما سنقع بورطة تعيد إنتاج الجريمة الواقعة على الشعب وربما تقع بمساهمة من بعض القوى الوطنية التي تنجر وراء ما يسمى مفاوضات وحوارات للمصالحة الوطنية المزعومة وهي ليست سوى إعادة ترتيب أوراق المحتربين  وتقسيم (الغنيمة) أو سنتحرر وننعتق بفضل وعي شعبي وإدراك القوى المعنية بالتغيير لبرامج الوصول إلى البديل ووسائلها القائمة على وحدة تلك القوى بمجابهة قوة ظلامية غاشمة في عصرنا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى