حديث الاثنين.. رغيف الخبز.. لنوال عمليق
في الاسبوع الماضي قاومت نفسي لكي لا اكتب عن ازمة الخبز وتوقعت انها زوبعة في فنجان وستنتهي ولكن اليوم ندخل في اسبوع واغلب المخابز مقفلة والسبب هذه المرة ليس ارتفاع سعر الدقيق ولا برومات البوتاسيوم التي كانت هي السبب في فتح ملف المخابز والكشف عن المخالفات من الشهادات الصحية الى النظافة الى سوء التخزين للدقيق قرر اصحاب المخابز اقفال المخابز في اكثر من مدينة ولان الدقيق ليس ترفاً بل ضرورة، والخبز ليس سلعةً سياسية، بل هو حاجة أساسية حيث وحّدت هذه الأزمات بين الليبيين في الشرق والغرب و ارتفاع احتجاجات اصحاب المخابز من دوريات الحرس البلدي ومشكلة برومات البوتاسيوم هذه المادة التي تستخدم في المخابز لسببين، أولهما تبييض الدقيق أو كمحسن لصفات العجين، موضحًا أن الدقيق عالميًا يصنف على درجات بين قوي ومتوسط القوة وضعيف وهذه المواصفات لها علاقة بصناعة الخبز، وقد لا توجد مواصفات الدقيق القوي في الدولة فيلجأون إلى تحسين صفات الخبز.
ويرى بعض المسؤلين ان مشكلة الخبز الآن صناعية وعيوب في الوزن ليس مردها المحسنات فقط ، هل الوزن بالمخابز كما نصت عليه القوانين كذلك الخميرة، مبينين أن كمية إضافتها تؤثر في طعم الخبز، وأيضا إنتاج الغاز، فكل ذلك يؤثر في الشكل النهائي، وليس من بينها برومات البوتاسيوم.
ويبقى المواطن بين هذا وذاك تتقاذفه قرارات المسؤولين كل هذه الأزمات وغيرها في البلاد مفتعلة بسبب تفشي ظاهرة الفساد ووجود قيادات سياسية تستثمر هذه الأزمات التي تطيل عمر الصراع وتعرقل الحوار السياسي الذي تشرف عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، و يهدف من خلالها البقاء أطول فترة ممكنة في السلطة لسرقة ثروات الشعب الذي يفتقد لأغلب الخدمات الضرورية والتي يعانونها منذ فترة طويلة من أزمة نقص السيولة النقدية الى التأخر في صرف الرواتب، الى نقص البنزين وتفاقم مشكلة الكهرباء يقابله ارتفاع سعر صرف الدولار، محدثة حالة من العجز ولم يبقَ له إلّا رغيف الخبز الذي بات هو الآخر مهدّداً بسبب السياسات الفاشلة حيث ان الأزمة طالت مصدر قوتهم اليومي، «رغيف الخبز».